شهدت أسواق الذهب يوم الثلاثاء، 25 فبراير 2025، تذبذبًا حادًا، حيث انخفض سعر الأونصة من 2,944 دولارًا إلى 2,889 دولارًا في غضون ساعة واحدة فقط، وذلك عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت الإمارات (الساعة الثانية بتوقيت غرينتش). هذا الانخفاض السريع أثار العديد من التساؤلات بين المستثمرين والمحللين حول الأسباب الكامنة وراءه، بالإضافة إلى تأثيره على الاتجاه المستقبلي لحركة الذهب.
أسباب الانخفاض الحاد في أسعار الذهب
- عمليات جني الأرباح: شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة، مما دفع العديد من المستثمرين إلى جني الأرباح عند المستويات المرتفعة، مما أدى إلى موجة بيع مفاجئة انعكست في الهبوط الحاد للأسعار.
- المخاوف الاقتصادية العالمية: إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض تعريفات جمركية جديدة أثار قلق الأسواق المالية، حيث اتجه المستثمرون نحو الدولار الأمريكي بدلاً من الذهب، مما ضغط على الأسعار.
- التذبذب في السياسات النقدية: تصريحات بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول إمكانية رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب أثرت سلبًا على جاذبية الذهب كملاذ آمن، حيث يُعتبر الذهب أقل جاذبية عند ارتفاع العوائد على الأصول الأخرى.
- التوترات الجيوسياسية: على الرغم من أن الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، فإن بعض التوترات الجيوسياسية الأخيرة أدت إلى تقلبات حادة في الأسواق، مما دفع بعض المستثمرين إلى تعديل مراكزهم الاستثمارية بسرعة.
تحليل السوق بعد الهبوط الحاد
على الرغم من هذا الانخفاض، لم يدم التأثير السلبي طويلًا، حيث شهدت الأسواق تعافيًا جزئيًا في نفس اليوم، الثلاثاء 25 فبراير 2025. مع استمرار المخاوف التجارية وتذبذب الأسواق المالية، بدأ الطلب على الذهب يتزايد مجددًا، مما أدى إلى ارتفاع طفيف بنسبة 0.1% ليصل إلى 2,918.01 دولارًا للأونصة.
في الإمارات العربية المتحدة، انعكست هذه التقلبات على الأسعار المحلية، حيث بلغ سعر الأونصة 10,801.19 درهم إماراتي، بزيادة قدرها 16.84 درهمًا (0.16%).
التوقعات لحركة الذهب في 26 فبراير 2025
استنادًا إلى البيانات الحالية، هناك احتمال كبير لاستمرار التقلبات في أسعار الذهب، مع وجود ثلاثة سيناريوهات محتملة:
- السيناريو الصعودي: إذا استمرت التوترات الجيوسياسية أو صدرت بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة، فقد يدفع ذلك الذهب إلى الصعود نحو مستويات 2,950 - 2,970 دولارًا للأونصة.
- السيناريو الهبوطي: في حال أظهرت الأسواق المالية استقرارًا أكبر، أو تم الإعلان عن أي سياسات نقدية تدعم الدولار، فقد يشهد الذهب مزيدًا من التراجع ليختبر مستويات 2,880 دولارًا.
- السيناريو العرضي: من المحتمل أيضًا أن تبقى الأسواق في حالة ترقب دون تحركات حادة، مما قد يبقي الذهب ضمن نطاق 2,900 - 2,930 دولارًا للأونصة حتى تتضح الرؤية أكثر بشأن السياسة النقدية الأمريكية.
الخلاصة
يظل الذهب أحد الأصول الأكثر تقلبًا في الأسواق المالية، ويتأثر بعوامل متعددة تتراوح بين العوامل الاقتصادية والسياسية. تراجع الذهب يوم 25 فبراير 2025 كان مدفوعًا بعمليات جني الأرباح والتوترات الاقتصادية، ولكن الطلب على الملاذات الآمنة قد يدعم الأسعار مجددًا في الأيام المقبلة. يجب على المستثمرين مراقبة تطورات الأسواق العالمية واتخاذ قراراتهم بناءً على أحدث المعطيات الاقتصادية والسياسية لضمان استراتيجيات استثمارية ناجحة.