شاهدنا في الفترة الأخيرة كيف أن مؤشرات الأسهم الأوروبية تتحرك بشكل عكسي مع البيانات الأمريكية، ففي حالة تحسن البيانات الأمريكية نلاحظ تراجع في مؤشرات الأسهم الأوروبية، وفي حالة تدهور البيانات والقطاعات الاقتصادية المختلفة في الولايات المتحدة يزداد الطلب على الأسهم الأوروبية.
العلاقة العكسية بين مؤشرات الأسهم الأوروبية والبيانات الاقتصادية تحققت بسبب التوقعات بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية، فكلما صدر عن الاقتصاد الأمريكي بيانات سلبية تهدد النظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي زادت التوقعات أن البنك الاحتياطي الفدرالي سيلجأ إلى تأجيل قرار رفع أسعار الفائدة وهو الأمر الإيجابي بالنسبة للأسهم الأوروبية.
بينما تحسن البيانات الاقتصادية عن الولايات المتحدة الأمريكية يساهم في التوقعات الإيجابية بشأن أداء الاقتصاد الأمريكي وبالتالي يعيد توقعات رفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام، خاصة أن هذه التوقعات تجد ما يدعمها من تصريحات بعض أعضاء البنك الاحتياطي الفدرالي.
بيانات اليوم بخصوص اعانات البطالة الأمريكية ومؤشر أسعار المستهلكين جاءت أفضل من المتوقع لتعيد الاستقرار في الأسواق وتدفع الدولار إلى الارتفاع مجدداً مقابل العملات الرئيسية.
إلا أن تحسن البيانات الأمريكية لم يستطع أن يفقد الأسهم الأوروبية المكاسب التي سجلتها منذ بداية جلسة اليوم والتي حققتها بعد ثلاثة جلسات من الخسائر، الأمر الذي تسبب في قوة عمليات الشراء اليوم.
مؤشر يورو ستوكس 600 شهد ارتفاع بنسبة 1.2% عند المستوى 360.04 نقطة، مع ارتفاع مؤشر فوتسي 100 في بريطانيا بنسبة 1.0% عند المستوى 6332.58 نقطة.
هذا وقد ارتفع مؤشر داكس 30 لأسهم ألمانيا بنسبة 1.39% ليربح 137.59 نقطة عند المستوى 10053.44 نقطة. ومؤشر كاك 40 في فرنسا شهد ارتفاع بنسبة 1.22% ليربح 56.24 نقطة عند المستوى 4665.27 نقطة.