سوق النفط الصيني: روسيا واالسعودية تنافسان على السيطرة

تم النشر 02/08/2017, 16:44
محدث 09/07/2023, 13:31

الاقتصاد الصيني هو ثانى أكبر إقتصاد مستهلك للنفط في العالم. ولكن على الرغم من ذلك، وعلى عكس الاقتصاد الأكبر في العالم والذي هو كذلك المستهلك الأكبر للنفط في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الصين لا تنتج إلا كميات قليلة جداً من النفط الذي تستهلكه. هذه الأمور تجعل من سوق النفط الصيني سوقاً هامة بشكل خاص لكبار المنتجين، وخاصة خلال الفترة الحالية التي من أهم سماتها وفرة عرض النفط في الأسواق العالمية.

لماذا يسجل الطلب الصيني على النفط مستويات مرتفعة جداً؟

هناك ثلاثة أسباب:

  1. يعتبر الاقتصاد الصيني إقتصاد صناعي بشكل كبير، وهو أيضاً في مرحلة التحول إلى إقتصاد إستهلاكي. تستمر القطاعات الصناعية والتصنيعية في البلاد في إستهلاك كميات كبيرة من الطاقة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إستخدم السيارات في البلاد في ارتفاع مستمر. وعلى الرغم من إرتفاع أسعار النفط بشكل طفيف، إرتفع الإنتاج الصناعي في الصين خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من عام 2017، وذلك بنسبة 6.3٪. كذلك، إرتفعت مبيعات السيارات بنسبة 6.5٪ في ذات الفترة. لقد تراجعت مبيعات السيارات بنسبة طفيفة في نيسان/أبريل وذلك كرد فعل على قرار رفع الضرائب، لكنها عادت إلى الإرتفاع بسرعة في الشهر التالي. وضمن هذا الإطار، قفزت مبيعات سيارات الدفع الرباعي بشكل قوي، وبنسبة 17٪.
  2. تستغل الصين الفرصة التي يتيحها التراجع الحالي في أسعار النفط حتى تقوم ببناء إحتياطيات النفط الإستراتيجية الخاصة بها. في أواسط عام 2016، ذكرت الصين أن إحتياطياتها الإستراتيجية من النفط الخام قد بلغت 237.5 مليون برميل. وقد يؤدي توقف إستيراد النفط بهدف بناء الإحتياطيات الإستراتيجية إلى دفع أسعار النفط إلى الإنخفاض بشكل غير متوقع، ولكن هذا الأمر لا يبدو محتملاً.وتكشف صور القمر الصناعي عن إستمرار الصين في بناء المزيد من المنشآت لتخزين المزيد من النفط الخام الذي تستورده.
  3. لقد ساهمت مصافي النفط الصينية الخاصة (الغير مملوكة للدولة)، التي تسمى أحياناً "أباريق الشاي"، بشكل كبير في زيادة الطلب على النفط في البلاد. فخلالالنصف الأول من العام الحالي، حافظت المصافي المملوكة للدولة على إنتاجها المكرر الذي أظهر الثبات،إلا أن المصافي الخاصة رفعت من إنتاجها بعد أن رفعت الحكومة الحصص المسموح بإستيرادها من النفط الخام لهذه المصافي. لقد إرتفع مجموع إنتاج مصافي النفط في الصين بنسبة 3٪ خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، ووصل إلى 11.1 مليون برميل يومياً.

من هو الفائز في المعركة للسيطرة على سوق النفط في الصين؟

منذ كانون الثاني/يناير 2015، تبادلت المملكة العربية السعودية وروسيا المراكز كأكبر مصدري النفط الخام إلى الصين. فبين كانون الثاني/يناير 2015 وحزيران/يونيو 2017، بلغت صادرات المملكة العربية السعودية إلى الصين ما معدله 1.03 مليون برميل يومياً.وفي ذات الفترة بلغت صادرات روسيا ما معدله 1.02 مليون برميل يومياً. وإذا ألقينا نظرة على البيانات الشهرية حول ما تستورده الصين من النفط من السعودية وروسيا، فإننا سنلاحظ أنه في الوقت الذيرفعت فيه روسيا من صاداراتها إلى الصين، بقيت صادرات المملكة العربية السعودية ثابتة إلى حد كبير. ومع ذلك، فإن المصدر رقم واحد للنفط إلى الصين يتغير بشكل مستمر.

الصادرات النفطية السعودية والروسية إلى الصين 2015 – 2017

بالنظر إلى إتجاه هذه البيانات، يبدو أن الأمور تسير في مصلحة روسيا، التي ساعدها فتح خط أنابيب النفط من سيبيريا إلى الصين. كما إستفادت روسيا كذلك بعد أن قررت قبول دفع الصين ثمن النفط المصدر بعملتها المحلية (اليوان)، في الوقت الذي يتم الدفع في معظم صفقات النفط الذي يتم تداوله عالميا بالدولار.

ولكن وعلى الرغم من ذلك، فإن الشركة الوطنية للنفط في المملكة العربية السعودية (أرامكو) لديها عقود طويلة الأجل أبرمتها مع المصافي الصينية لبيع النفط لهذه المصافي. كما أن (أرامكو) تمتلك إستثمارات واسعة في المصافي الصينية، وهو ما يضمن ثبات عقود شراء النفط الخام من الشركة السعودية.في حال بدأ الطلب الصيني في التراجع، فمن غير المحتمل أن تسقط الصين شركة (أرامكو) كمورد لها قبل أن تسقط مورداً جديداً، مثل روسيا.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.