Investing.com - لقد بحثنا بإسهاب الطرق التي تم بها انهيار هيكل سوق العملة الامريكية منذ الانتخابات الأمريكية، وأشارنا بالسابق إلى أن الأسهم والذهب والسندات سوف ترتفع جميعها جنبا إلى جنب.
حيث ترتفع الأسهم وسط نمو الأعمال التجارية، والذهب والسندات ترتفعا على حد سواء وسط عدم الاستمرار بزيادة أسعار الفائدة بحسب ما كان متوقعا وزيادة المخاطر الجيوسياسية، وكلاهما يتعارض مع مناخ القوي للأعمال.
إلا أن الأصول التي لم نذكرها هنا، ولكن أصبحت لاعبا رئيسيا خلال هذا العام، هي العملة الخضراء أي الدولار الأمريكي. والسبب كان أننا لم ندرجه كواحد من الأصول المتجاوبة المذكورة أعلاه هو لأنه في الواقع الأصل الذي يقود ردود المركبات الأخرى.
كما قمنا بتحليل مطول لأسباب انخفاض مؤشر الدولار على المدى الطويل، اقتصاديا وسياسيا على حد سواء، ومنذ وأن تم تعيين دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية، تم استهداف الدولار كان حيث ادعى أن الدولار القوي كاد أن يقتل الولايات المتحدة. مما أدى الى تراجعه على الفور، وإستمر بإضعاف العملة الخضراء، مما دفعها إلى تسجيل المزيد من الخسائر.
وسجل مؤشر الدولار خسائر بنسبة 3.2% في الربع الثاني وسط تسجيل الاقتصاد الأمريكي بيانات مخيبة للآمال، والنسيج السياسي الامريكي يشهد ضبابية وغموض، كما ويدعم ضعف الدولار إرتفاع اسعار السلع، بما في ذلك النفط الذي صعد بشكل ملحوظ في الفترة الاخيرة، وحققت المعادن الصناعية نمواً لتصل الى أعلى مستوى لها منذ عام 2015، بقيادة النحاس وخام الحديد، وبطبيعة الحال، فقد اجتذبت العديد من المستثمرين في قطاعي الطاقة والمعادن.
كما وحققت السندات نمواً إضافيا هي الأخرى بسبب تباطؤ رفع معدل الفائدة الذي يجعل معدلات اليوم أكثر جاذبية ومن خلال جذب الاستثمارات الأجنبية حيث يتم بيع السندات المحلية على اقتصادات متنامية وارتفاع العملات المحلية الأجنبية.
من الناحية الفنية، وصل الدولار إلى أقوى دعم له منذ قمم عام 2013، إذا كنت بحاجة إلى مزيد من الأدلة على هذا المستوى المهم للسعر، أنظر الى 200 DMA. وكانت آخر مرة تلامس السعر 200 DMA في أيار / مايو 2014، وارتفع مؤشر الدولار بنسبة26% في الأشهر العشرة التالية، حتى آذار / مارس 2015.
وقد أدى الانخفاض الحاد في سعر الدولار بنسبة 11% منذ كانون الأول / ديسمبر، بعد ملاحظة ترامب، إلى أن يكون المؤشر الأكثر تشددا في بيعه منذ مارس / آذار 2008. وبالنسبة للزخم، فإن هذه فرصة لن تعوض.
حتى إذا كنت تتداول على هبوط الدولار، يجب توخي الحذر من ارتداد القط الميت، حيث قد يزداد شراء الأصول بغض النظر عن قيمتها الأساسية أو البيئة التقنية. وحقيقة أنه قد وصل بالفعل إلى أدنى سعر له منذ مايو 2015، وهو أيضا أدنى مستوى منذ يناير 2015 .