Investing.com - تكافح صناديق بتكوين الإستثمارية المتداولة في البورصات للحصول على موافقة من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC). لقد إصطفت الحكومات والمؤسسات المالية التقليدية على ضفة المنتقدين لعملة بتكوين، فيما قامت بفحص صارم لفكرة تبادل العملات الرقمية المشفرة ككل، والإستثمار بها. في أوروبا هناك حالياً ورقة تبادل في البورصة (ETN) متاحة للعامة عن طريق بورصة ناسداك أومكس في ستوكهولم.
لكن إزالة الحواجز في الولايات المتحدة هو أمر أكثر صعوبة. ففيالآونة الأخيرة، أخطرت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، شركة (فان إيك) المشهورة في مجال إدارة الأموال، أنها لن تراجع طلب الشركة تسجيل صندوق إستثماري متداول لـ (بتكوين). وبسبب ذلك قامت شركة (فان إيك) بسحب طلبها لـ (صندوق فان إيك فيكتورز لإستراتيجيات بتكوين)، الذي كان سيكون صندوق إستثماري متداول في حال الموافقة عليه، يعتمد في مكوناته على مزيج من صناديق بيتكوين والعقود الآجلة لها.
خلال صيف العام الحالي، قامت شركة (ريكس شيرز)، وهي شركة لإدارة الأموال مقرها (كونيتيكت)، مع"التركيز على تقديم منتجات بديلة على شكل أصول إستثمارية جديدة متداولة في البورصات (ETPs) بتقديم طلب للسماح لها ببدء التداول على اثنين من الصناديق الجديدة التي تديرها: 1. الصندوق الإستثماري المتداول المسمى (صندوق ريكس لإستراتيجيات بتكوين) و 2. الصندوق الإستثماري المتداول المسمى (صندوق ريكس لأستراتيجيات البيع على المكشوف لـ بتكوين). يستخدم كل من الصندوقين العقود الآجلة لـ (بتكوين) كأساس له، ولكن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ما زالت تراجع هذا الطلب.
فيالأونة الأخيرة كذلك، قالت شركة (غرايسكيل المحدودة المسؤولية) للإستثمار، أن بورصة (أركا) الدولية التابعة لبورصة نيويورك قد سحبت أيضا طلباً كانت قد قدمته إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) لإدراج صندوق (إستثمار بتكوين) الذي تم إطلاقه في عام 2013 رمزه في تداولات خارج البورصة: Bitcoin Investment Trust (OTC:GBTC) ، والذي بقي بعد ذلك يتداول خارج البورصة فقط، أي أنه لا يمكن تداوله داخل أي من البورصات الكبرى المعروفة. وبصفة عامة، فإن التداولات خارج البورصة (OTC) تكون أقلشفافية وتتم من خلال تنظيم أكثر مرونة وأقل صرامة، مما يجعلها بيئة إستثمارية محفوفة بالمخاطر.
في الوقت الحالي، هناك إمكانيات إستثمارية محدودة لـ (بيتكوين) متاحة عن طريق البورصات التقليدية، عن طريق صندوق شركة (أرك للاستثمارات) المسمى (ويب أرك إكس بوينت أو)، ورمزه في بورصة نيويورك: ARK Web X.0 (NYSE:ARKW). ولكن ومع ذلك، فإن هذا الصندوق لا يعتبر صندوق إستثماري متداول بالمفهوم التقليدي لـ (بتكوين). بدلاً من ذلك، يقدم هذا الصندوق إمكانية التعرض الإستثماري لـ (بتكوين) عن طريق ما يسمى (اللفافة). بشكل مبسط، فإن (ويب أرك إكس بوينت أو) هو "صندوق رأس مال عالمي يختص بشركات تكنولوجيا المعلومات والإنترنت من الجيل القادم"، والذي يتطلع إلى مستقبل الشركات التي يحتمل أن تكون غير عاملة حتى حينه ولديها تركيزعلى الإنترنت. ولذلك، فإن (بيتكوين) هي بالتالي مجرد عنصر واحد من عناصر الصندوق، ومن هنا جاء إسم (اللفافة).
كذلك، تم رفض طلب (تايلر وكاميرون وينكيلفوس) لإطلاق صندوق إستثماري متداول خاص بـ (بتكوين)، رمزه NYSE Bitcoin، في وقت سابق من هذا العام. وتقول أخر الأنباء أن الأخوين قاما بتقديم طلب جديد في تموز/يوليو، وما زالا بإنتظار الرد على طلبهما.
(بلاكروك إيشرز) تنضم للمنتقدين لصناديق (بتكون) الإستثمارية المتداولة
في 3 تشرين الأول/أكتوبر، وفي حدث لـ (بلومبرغ) في لندن، قال (مارك ويدمان)، الذي يشغل منصبالرئيس العالمي للإستثمار في الأسهم الرقمية والمؤشرات لشركة (بلاكروك)، عن فكرة صندوق إستثماري مختص في الـ (بتكوين):
"أنالا أفهم الهدف من إنشاء صندوق إستثماري متداول متخصص في (بتكوين) على أي حال، لأننا نتحدث عن ... منتجات تداول يصعب الوصول إليها. إذا كانت بيتكوين ناجحة ـ على الرغم من أن هذا ليس من تخصصي - إلا أنني لن أوصي بهذه الصناديق. ولكن إذا كانت ناجحة، فلماذا تحتاج إلى صندوق إستثماري متداول للوصول إليها أصلا؟"
وأيد (أنجسسيدي كريسبيني)، رئيس شركة (إي واي أميريكاز) المختصة بتكنولوجيا الـ (بلوكتشين) هذه النظرة، في تغريدة له قال فيها:
وجهة نظره: إذا كانت بتكوين غير ناجحة، فلماذا يريد المستثمر أن يملك أصلاً يمثلها بشكل دائم؟ وإذا كانت ناجحة، فما حاجتها إلى صندوق إستثماري متداول؟
على العكس من ذلك، يقول (تريفور كوفيركو) الذي هو زعيم أفكار لتكنولوجيا الـ (بلوكتشين) والرئيس التنفيذي لشركة (بوليماث)، أنه يدعم فكرة الصناديق الإستثمارية المتداولة لـ (بتكوين) بشكل كامل. فوفقا لـ (كوفيركو)، من أجل أن تصبح (بتكوين) وغيرها من الرموز التي تعتمد على تكنولوجيا (بلوكتشين) منتشرة ومعروفة للجمهور، فإنه يتوجب عليها أن تصبح في متناول المتداول العادي أو المستثمر العادي. ويضيف (كوفيركو) إنه يعتقد أن الصناديق الإستثمارية المتداولة لـ (بتكوين) ستصبح جسراً يصل بين الجماهير وتكنولوجيا الـ (بلوكتشين).
(بلاكروك) ستفوت الفرصة
يقول (كوفيركو): "تتيح الصناديق الاستثمارية المتداولة للمستثمرين إمتلاك قطعة من سلة من الأوراق المالية بسهولة، ولا يمكن تجاهل الأمكانيات المحتملة التي يمكن أن تسمح للمستثمرين المتوسطين بدخول عالم الـ (بيتكوين) من خلال الصناديق الاستثمارية المتداولة، خاصة بالنظر إلى الارتفاع المذهل الذي حققته العملة الرقمية هذا العام، بالأضافة إلى كونها العملة الأفضل أداءاً في العالم خلال الـ 4 أو 5 سنوات الماضية. إذا فشلت (بلاكروك) في فهم هذا، فإنها ستفوت على نفسها الفرصة الكبرى التي يقدمها هذا الاتجاه السعري القوي الغير قابل للإيقاف".
لوران كسيس، هو العضو المنتدب لشركة (إكس بي تي بروفيدر)، الشركة السويدية التي أطلقت أول ورقة تبادل في البورصة (ETN) تختص بـ (بتكوين)، والتي أصبحت الأن إحدى شركات (كوينشيرز). برأي السيد (كسيس)، فإن موقف لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) تجاه الصناديق الإستثمارية المتداولة لـ (بتكوين) كان واضحاً وصلباً خلال الأشهر الأخيرة، حيث يقول: "حتىيحل الوقت الذي سيكون هنالك فيه سوق على درجة من الإحترافية، للعقود الأجلة التي لديها السيولة والعمق لدعمأنشطة التحوط لمُصدر صناديق إستثمارية متداولة موجود على الأراضي الأمريكية، فإنه من المرجحأن لا يكون هنالك أي موافقة على طلبات الشركات لطرح مثل هذه الصناديق. لذلك نحن لسنا مندهشين من رؤية سحب هذه الطلبات بهذا الشكل".
يدرك (كسيس) بأن هذا الأمر لا شك أنه "يسبب الإحباط للمستثمرين الأمريكيين"، وذلك لأن الكثير المستثمرين من الكثير من دول العالم لديهم إمكانية الوصول إلى المنتجات المتداولة في البورصة التي توفر التعرض لـ (بتكوين). كما أنه يقدم مبرراً لإعتقادة بأن مثل هذه الصناديق الإستثمارية التي تعتمد على العملات الرقمية المشفرة، ستتمتع بطلب قوي في الولايات المتحدة: "هناك في العادة ثلاثة أسباب أساسية تجعل العملاء يستمتعون باستخدام الأوراق المالية المتداولة (ETN) المخصصة لـ (بتكوين) كأداة للتعرض لتحركات الأسعار في أسواق هذه العملة الرقمية:
- الوصول: يمكن للمستثمر استخدام المنصة العادية التي يقدمها الوسيط أو الشركة المالية التي يتعامل معها للقيام بهذا الإستثمار.
- معاملة مالية (ضريبية) تتمتع بميزة: في بعض البلدان، كما هو الحال في المملكة المتحدة على سبيل المثال، يمكن للمستثمرين الاستثمار من خلال ما يسمى (خطة التقاعد المستثمرة ذاتياً) أو ما يسمى إختصاراً (SIPP). وفي حال إستخدام ذلك للتعرض إلى (بتكوين) فأن المستثمر سيتلقى معاملة ضريبية مختلفة عنالاستثمار العادي (ذلك يعني أنه في حال تحقيق أي مكاسب، فإن الضرائب المترتبة على ذلك ستكون أقل من الضرائب المفروضة على شراء الـ (بتكوين) بشكل مباشر، وبيعها بهدف تحقيق الربح.
- الأمان والتخزين: كمجموعة تقدم خدمات إحترافية، فإننا نحن المسؤولون عن أمن وحماية وتخزين أي عملة (بتكوين)، وهذا يعني أن العميل، الذي قد لا يرغب في أن يصبح خبيرا في هذا المجال، لن يضطر إلى الاهتمام بضمان مستوى أمن وحماية على مستوى عالمي لإستثماراته في هذه العملة الرقمية المشفرة.
أسباب مفهومة تجعل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ترفض الصناديق الإستثمارية المتداولة لـ (بتكوين)
يعتقد (باهاراث راو)، الرئيس التنفيذي لمنصة تداول العملات الرقمية (ليفيريج) أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) لديها بعض الأسباب المقنعة للغاية التي تدفعها لرفض ترخيص الصناديق الإستثمارية المتداولة لـ (بتكوين)، على الأقل من وجهة نظر اللجنة. يقول (راو):
"يتم تعريف (بتكوين) بشكل صحيح، على أنها سلعة، وصناديق الاستثمار المتداولة على السلع الأخرى مثل الذهب تشكل معياراً إلى حد ما. قد تختار شراء السلعة عن طريق صناديق الإستثمار المتداولة، أو قد تفضل شراء السلعة المادية لتحتفظ بها بنفسك أو عن طريق وصي. ولكن هناك بديل أرخص هو شراء العقود الآجلة التي تدعم صناديق الإستثمار المتداولة. ومن المرجح أن يتم الموافقة على إعتماد صندوق إستثمار متداول لـ (بيتكوين) في حال كان الصندوق يضم عملات رقمية حقيقية، وهو إحتمال أكبر من الموافقة على صندوق يضم عقود آجلة للعملات الرقمية، وذلك لأن السوق المنظمة للعقود الآجلة لـ (بيتكوين) ليس لها تاريخ كافي يشفع لها ويعطيها الثقة حتى الأن".
في نهاية المطاف، سيكون هنالك صناديق إستثمارية متداولة لـ (بتكوين)
يكمل (راو) حديثه قائلاً:
"حتى الصناديق الإستثمارية المتداولة لـ (بتكوين) التي تضم عملات رقمية حقيقية، ستبقى مشكلة دون الاستعداد التشغيلي اللازم لمثل هذه الإستثمارات. سوف تحتاج هذه الصناديق الإستثمارية إلى تقديم ضمان بأن العملات الرقمية لا يمكن أن تضيع، أو أن تتم سرقتها، وكذلك أن تعكس الأوراق المالية المصدرة كمية الـ (بتكوين) المملوكة للصندوق بالفعل.
يمكن تحقيق ذلك كله باستخدام حسابات متعددة التواقيع مع دليل على التعديل بدون تسلسل. وفي نهاية المطاف، ستترتب كل هذه الأمور بالشكل الصحيح وسيكون من الممكن الموافقة على إعتماد هذه الصناديق من قبل الـ (SEC). إن الميزات التي يقدمها إمتلاك المستثمر لأسهم في صندوق إستثمار متداول يعتمد على وجود عملات (بتكوين) فعلية بنسبة 100%، مقارنة مع إمتلاك المستثمر لـ (بتكوين) بشكل مباشر، هي ميزات هامشية، لأن (بتكوين) ليست معرضة لتكاليف النقل والأمن والحماية والتخزين التي تتعرض لها الأصول الأخرى التي تشكل قواعد لهذه الصناديق مثل الذهب أو السلع الأخرى. ومع ذلك، فإن مجتمع الإستثمار في العملات الرقمية ينظر إلى صناديق الإستثمار المتداولة لـ (بتكوين) على أنها نوع جديد من التأييد لسوق العملات الرقمية المشفرة ككل، وهو ما يُتوقع أن يتسبب في موجة جديدة من تدفق رأس المال إلى هذا العالم المثير، وبالتالي زيادة في القيمة لكل عملة".