المقال الأصلي نشر باللغة الإنجليزية في 07/02/2018
ناقش وزير النفط الإيراني بيجين نامدار زنكنة في مؤتمر صحفي حال صناعة النفط والغاز في البلد. ونجد أن إيران من البدان التي لا تعطي تفاصيل كافية في التصريحات المتعلقة بأي شيء، فبالتالي يصعب على المحللين والمتداولين أن يقيّموا الموقف الحقيقي لصناعة النفط والغاز في إيران.
ويمكن أن تكون المعلومات المقدمة بلا قيمة اسمية، حتى لو كانت الحكومة هي مصدرها. ولكن في حال اعتبرنا أن ما أدلى به زنكنة من تصريحات هي معلومات حقيقية، فإليك ما سيترتب عليها على المستوى الإيراني وعلى المستوى الدولي:
1. ألمح زنكنة للصحافيين أنه بمجرد أن تنهي الأوبك تخفيضات الإنتاج، وفي غضون 5 أيام، ستكون إيران قادرة على زيادة إنتاجها بمقدار 100,000 برميل لليوم. ووفقا لمعلومات إس آند بي جلوبال بلاتس، نجد بأن إنتاج إيران في ديسمبر الماضي وصل إلى 3.82 مليون برميل في اليوم، وإذا تحقق ما قاله زنكنة ستكون السعة الإنتاجية القصوى للبلاد 3.92 برميل لليوم (إس آند بي جلوبال بلاتس: هي مصدر ثانوي رسمي لأرقام الإنتاج لدول الأوبك). وتنبأ زنكنة في يونيو 2017 بأن إنتاج إيران سيبلغ 4 مليون برميل لليوم بحلول مارس 2018. ولكن بالنظر إلى المعطيات اليوم يبدو أن إيران سوف تتخلف عن هذا الهدف، وإن كان بهامش ضئيل.
2. تناول زنكنة قضية مقايضة النفط مع روسيا، منكرا وجود خطط متعلقة بمقايضة النفط الإيراني بالمروحيات العسكرية الروسية من طراز سوخوي. وأضاف شارحا بأن روسيا وإيران على وشك استئناف عمليات مقايضة النفط فيما بينها. وتطلعت إيران إلى الدخول في عمليات مقايضة النفط الخام مع: روسيا، كازاخستان، تركمانستان منذ أغسطس الماضي، والغرض من هذه المقايضات هو: تزويد المناطق الإيرانية الشمالية بالنفط. وفي مقابل النفط ستزود إيران روسيا بالنفط من الخليج الفارسي. ووفقا لتصريحات زنكنه سيكون مقدار المقايضات 100,000 برميل يوميا.
3. وبدأت إيران عمليات مقايضة للنفط مع العراق. ووقعت إيران اتفاقية لمقايضة النفط الخام من منطقة كركوك، وسيكون مقدار النفط المقايض 60,000 برميل يوميا، وذلك وفقا لما صرح به زنكنة. وستتم المقايضة عن طريق شحن النفط الخام من منطقة كركوك إلى إيران، وستقوم إيران بتزويد العراق بكميات مساوية لما حصلت عليها عن طريق منشآتها النفطية في الخليج الفارسي. وينبع الحافز الإيراني لاستئناف مقايضات النفط مع روسيا والعراق إلى افتقار المناطق الشمالية الإيرانية إلى منشآت البنية التحتية النفطية.
4. وفيما يتعلق بالمفاوضات بين إيران والشركة الفرنسية توتال، ألمح زنكنة أن توتال (PA:TOTF) تبدو جادة بشأن هذه المفاوضات. وإن كان ما تبديه أمريكا من رغبة في فرض عقوبات على إيران، تخلق حالة من عدم الاستقرار. وحتى الآن، ستحصل توتال على حصة 50% من تطوير حقل غاز يقع في المياه الإيرانية. وعانت إيران من نقص حاد في الغاز الطبيعي هذا الشتاء، وفاقم الأمر وقف تركمانستان صادراتها من الغاز إلى إيران.
وعلى الرغم من أن تصريحات زنكنة ترسم صورة إيجابية لحال النفط الإيراني، في الواقع هذا الوضع بطريقة ما غير مستقر. فنجد بأنه إذا قامت الأوبك برفع قيود الإنتاج في الغد، لن تكون إيران قادرة على رفع إنتاجها إلى 4 مليون برميل يوميا. ونجد أن تنبؤنا بعجز إيران هذا مدعوم بما تشهده البلاد الآن، فهي: غير قادرة على توفير الغاز الطبيعي للمواطنين داخل البلاد، والبنية التحتية للمنشآت النفطية في شمال البلاد ليست من القوة الكافية لتحمل زيادة الإنتاج. وعلى ما يبدو فإن حال صناعة النفط والغاز في إيراني ليست قوية كفاية للتماشي مع التباهي والاستعراض الذي تقوم به البلاد.