تابعنا خلال شهر مارس تحركات سوق العملات المشفرة، وكانت تحركات عنيفة مليئة بالتقلب والأحداث. فحدثت عدة تطورات على مدار الأسابيع الأربع الماضية، دفعت المستثمرين نحو تغيير شعورهم من الانتعاش إلى الانخفاض بشكل مستمر.
فمن ناحية منتعشة، يظهر القليل من الارتياح في أعقاب اجتماع قمة العشرين الذي انعقد في منتصف مارس في الأرجنتين. فقاومت لجنة الاستقرار المالي المختصة بتنظيم اقتصاديات دول العشرين دعاوى بعض الأعضاء الخاصة بفرض رقابة قوية على تداولات العملات المشفرة.
ومن الناحية المنخفضة، ظهرت على الساحة مجموعة من الأنباء خلال الشهر الماضي، تضمنت تقارير عن حظر كوريا الجنوبية كافة الموظفين الحكوميين من حيازة وتداول العملات المشفرة؛ وفي الولايات المتحدة صرحت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بأن العملات المشفرة تخضع لفئة الأوراق المالية، وألزمت منصات تداول العملات المشفرة بالتسجيل لدى الهيئة؛ وفي آخر سلسلة الأنباء السيئة، حذت تويتر حذو فيس بوك وجوجل في فرض حظر على إعلانات العملات المشفرة أو أي ما يرتبط بها.
ونضيف إلى الناحية السيئة، القراءات التقنية المحضة لتحركات العملات المشفرة، والتي تظهر بوضوح تام أنها في اتجاه منخفض. فيقف التداول أدنى المتوسط المتحرك 200 لعدد من العملات، مما يشير إلى تعرضها لمزيد من الخسائر. وبالنظر لكافة تلك التطورات، سنجد من البديهي تحركات أسعار العملات المشفرة الكبرى مثل: (بتكوين )، بتكوين كاش، ريبيل، داش، لايتكوين كانت للأسفل.
وتقف 18 عملة من أصل 19 عملة تتجاوز قيمتها السوقية 1 مليار دولار في منطقة سلبية. فمن الدهشة أن نرى عملة واحدة فقط استطاعت إنهاء شهر مارس بمكاسب. وبهذا كان الشهر الماضي هو الأسوأ للعملات المشفرة.
نتناول أدناه لمحة لأكبر الخاسرين اللذين عانوا من أكبر انخفاض، والرابح الوحيد على مدار الشهر الماضي.
ملحوظة من المحرر: لا يجب اعتبار المعلومات الواردة أدناه نوع من التزكية أو الترشيح أو النصيحة الاقتصادية. فالتالي لا يتعدى كونه تقرير صحفي. عليك القيام بكافة التحريات الخاصة بك قبل الاستثمار في أي أصل من الأصول أو أي فئة. جمعت إحصائيات العملات في 31 مارس 2018. ربما تتغير القيم بناءا على تاريخ قراءة هذا المقال.
أكبر الخاسرين
- نيو: تغير النسبة المئوية لمارس كان: -62%.
يدعو بعض محبي العملات المشفرة العملة نيو باسم "إيثيريوم الصين". وتعتبر منصة سلسلة كتل (بلوكشين)، وعملة مشفرة. تسمح نيو بالقيام بكافة أشكال تطوير الأصول الرقمية والعقود الذكية. أصبح سعر العملة الواحدة من نيو 128.37 دولار وذلك في 1 مارس، وانهارت إلى 49.56 دولار في 31 مارس، ويعتبر هذا المستوى الأدنى لها منذ 22 ديسمبر.
وأنهت الشهر عند 50.22، لتكون الخسارة من بداية العام وحتى الآن 62%. بدأت نيو العام 2018 عند 75.02 دولار، وذلك بعدما وصلت لأعلى مستوى لها في 15 يناير، فوقف تداولها في ذلك التاريخ عند 193.70 دولار. وتقع العملة الآن في المركز التاسع ضمن أكبر العملات المشفرة في السوق، وتبلغ قيمتها السوقية 3.0 مليار دولار.
ولم يتسبب حدث بعينه في خسائر الأسبوع الماضي، ولكنه حدث من جراء الانخفاض الذي يهيمن على سوق العملات المشفرة في الأسابيع الأخيرة. ومن قراءة تقنية، تحتاج نيو إلى استرجاع المتوسط المتحرك لـ 50 يوم عند مستوى 58.50 لتقليل الضغوطات على السعر. وعندما تتمكن العملة من ذلك، ربما تحاول العودة إلى المتوسط المتحرك 100 يوم، فوق مستوى 65 دولار.
ومن الناحية الهبوطية، ستبدأ عملية تصفية عند أي تحرك تحت مستوى الدعم 45.00 دولار، لتصل إلى 30 دولار. ويعتبر مستوى 30 دولار هو خط الدعم المتماسك منذ ديسمبر.
- إيثيريم: تغير النسبة المئوية لمارس -53.8%:
إيثيريوم: منصة برمجيات مفتوحة المصدر، مقامة على تكنولوجيا البلوكشين، تدعم المطورين في بناء تطبيقات لا مركزية لإنشاء العقود الذكية. اقترحها فيتاليك بوتيرن في 2013، وهو أحد باحثي العملات المشفرة، ومبرمج. دشن العملة في 2015، وتقع الآن في المركز الثاني ضمن أكثر العملات المشفرة شعبية.
بدأ تداول العملة في مارس عند 869.24 دولار في 1 مارس، وهبطت في 30 مارس إلى 364.66 دولار، ويعتبر هذا المستوى الأضعف لها منذ 22 نوفمبر 2017. أنهت إيثيريوم شهر مارس عند 392.97 دولار، بخسارة نسبتها 53.8%. وانخفضت إيثيريوم بنسبة حوالي 50% منذ بداية العام وحتى اللحظة، إذ بدأت في 1 يناير عند 737.77 دولار، ووصلت لأعلى ذروة لها في 13 يناير، وقف تداولها في ذلك التاريخ عند 1,423.20 دولار.
تبلغ القيمة السوقية لإيثيريوم بالمعدلات الحالية حوالي 37.4 مليار دولار، لتقف خلف بتكوين.
دخلت إيثيريوم مع باقي العملات المشفرة في السوق دوامة هبوط على مدار الأسابيع القليلة الماضية، بدون أي سبب أو محرك جوهري يؤدي إلى التحركات الهبوطية العنيفة تلك. وأعزى البعض سبب الانخفاض إلى ما نشره بوتيرن على مدونته، واقترح فيها فرض "رسوم إيجار" تفرض على مستخدمي شبكة إيثير الذين يخزنون البيانات.
والرسم البياني الفني، لا يلمح لوجود ارتفاع طالما ظل السعر أسفل المتوسطات المتحركة لـ 50، 100، و200 يوم. وهذا يعني أن الدببة (المضاربين على الهبوط) هم من يتسيدون السوق الآن. ولو اخترق السعر منطقة الدعم 350 دولار، سيجد دعما بين منطقتي 275 دولار، و300 دولار.
- كاردانو: تغير النسبة المئوية لمارس -50.5%
تعتبر كاردانو منصة تكنولوجية تدير العملة المشفرة Ada، دشنتها شركة IOHK المتخصصة في تطوير شبكات سلسلة الكتل (بلوكشين)، ويرأسها تشارلز هوسكنسون. وساهم هوسكنسون سابقا في إنشاء إيثيريوم. تستطيع كاردانو إدارة التطبيقات المالية، والعقود الذكية، والتطبيقات اللامركزية.
وقف تداول كاردانو في بداية مارس عند 0.30001 دولار، وهبطت تقريبا بنسبة 50.5%، لتنهي الشهر عند 0.15020 دولار. ووصلت العملة إلى أدنى قيمة لها على الإطلاق في 18 مارس، لتقف عند 0.12330 دولار.
هذا وبينما، تشغل العملة المركز السابع بين أكثر العملات المشفرة قيمة، فتبلغ قيمتها السوقية 3.7 مليار دولار. خسرت كاردانو 80% من قيمتها من بداية العام وحتىالآن، مما يجعلها العملة الأسوأ أداء على مدار العام الجاري.
وكما الحال في العملات المشفرة الأخرى، لا يوجد سبب محدد يوضح أسباب الانخفاض الهائل في السعر. أشار البعض إلى أن العملة أكثر شعبية بين متداولي كوريا الجنوبية (ما يزيد عن 41% من معاملات تداول كاردانو وقعت على منصة التداول Upbit الكورية الجنوبية). وبالتالي، يراود البعض شكوكا حول الصلة بين ما تفرضه الحكومة الكورية الجنوبية من تنظيمات ورقابة على الأصول الرقمية، وزيادة التدقيق الحكومي في ما تتميز به العملات من تجهيل للهوية وبالتالي سهولة استخدامها في أعمال مشبوهة كغسيل الأموال، وتحركات السعر الأخيرة لكاردانو.
ومن ناحية تقنية، تحرك سعر كاردانو في مقابل الدولار الأمريكي أعلى المتوسط المتحرك 50 يوم، لتقترب من 0.1640 دولار في المدى الزمني القريب، لتخفف من ضغوطات التصفية. وعلى المدى الطويل تحتاج كاردانو إلى استرجاع التحرك فوق المتوسط المتحرك 100 يوم، ليحصل السعر على تمديد لتعافيه عند مستوى 0.1766 دولار.
رغم ذلك، يستمر الاتجاه الهابط، وربما تنزلق كاردانو للخلف لتعيد اختبار انخفاضها حول مستوى 0.12 دولار.
لوحة غير مشرفة
بجانب العملات الثلاث المذكورة أعلاه، إليك بعض العملات التي انضمت لحلف الخاسرين الكبار خلال شهر مارس:
الرابح الوحيد
- بينانس كوين: تغير النسبة لشهر مارس +5.7%
تعتبر بينانس كوين رمز (توكن)، أطلقته منصة تداول العملات المشفرة الصينية بينانس. تسمح منصة بينانس بتداول حوالي 100 عملة مشفرة، من ضمنها: بتكوين، إيثيريوم، وTether. وفي يوليو 2017، أصدرت المنصة BNB، كوسيلة بديلة لدفع الرسوم الخاصة بالتداول على منصة بينانس.
وأنهت بينانس شهر مارس عند 11.0510، بربح يبلغ حوالي 5.7% للشهر. افتتحت في 1 مارس التداول عند 10.4970، قبل أن ترتفع بنسبة 30% لتصل لأعلى ذروة في شهرين، ويقف التداول في 24 مارس عند 14.9300 دولار.
وبالأسعار الحالية، تبلغ قيمتها السوقية 1.1 مليار دولار، وتقع في المركز 19 بين العملات الرقمية. وصلت BNB في 12 يناير إلى رقم قياسي وهو 24.64 دولار.
وتغلبت بينانس على باقي العملات المشفرة المحصورة في اتجاه هابط الآن. ويوجد طلب عالي على العملة بفضل الشعبية المتنامية لمنصة بينانس.
وعلينا ألا نقلل من شأن هذا التحرك الإيجابي في وسط السلبية المهيمنة على سوق العملات المشفرة.
ومن وجهة نظر تقنية، فتحركات السعر الحالية تبدو منتعشة، طالما استطاعت الصمود فوق المتوسطات المتحركة الأساسية، وخطوط الاتجاه. وإذا نجحت العملة في اختراق وإغلاق فوق مرتفع مارس عند حوالي 15.00 دولار، ستفتتح على أرباح أكبر.