ألمح فيتاليك بوتيرن الاثنين الماضي الموافق 2 أبريل، إلى قدرة شبكة إيثير على خلق سقف رأسمال صلب (hard cap) عند حوالي 120 مليون دولار أمريكي؛ إيثير هي شبكة سلسلة الكتل (بلوكشين) لعملة إيثيريم. وشارك المبرمج فيتاليك بوتيرن في تأسيس عملة إيثيريم. وتعد إيثيريم هي العملة الثانية الأكثر شهرة بعد بتكوين.
وتسبب هذا الإعلان في إحداث عاصفة هائلة في أوساط المستثمرين ومحبي العملات المشفرة، ولكن اتضح لاحقا أن الأمر كان ما بين مزحة، ومحاولة لفتح نقاش. وعقب بوتيرن على الأمر، عبر تغريدة على موقع تويتر:
استجاب البعض بشكل إيجابي لمزحة كذبة أبريل، وشاركوا ما دار بفكرهم حول تطبيقات سقف للعملة على إيثيريم. وتشاركوا فكرة احتمالية ارتفاع السعر على خلفية تلك العملية.
ويوجد اعتقاد قوي بشأن تطبيق حد أقصى من المعروض على شبكة إيثير، وقدرته على جعل العملة إيثيريم أكثر جذبا. يقف تداول العملة الآن عند 394.99 دولار، أثناء كتابة المقال، وتبلغ قيمتها السوقية 39.17 مليار دولار.
اقترح بوتيرن فكرة تدشين شبكة إيثير في 2013، وقام بتدشينها في 2015. وإيثيريم هي: منصة برمجيات مفتوحة المصدر مبنية على أساس تكنولوجيا سلسلة الكتل، وتسمح للمطورين ببناء تطبيقات لا مركزية تشغل تقنية العقود الذكية.
بدء أمر إصلاح المعروض على شبكة إيثير كمزحة، وصرح بوتيرن في الثاني من أبريل أنه كذلك، ولكنه أضاف بأن اقتراح EIP 960 جدير بالنقاش والتطبيق إذا كان المستخدمون يرون بأنه سيكون جيدا للعملة. ولكن لو كان الجمهور يرى عكس ذلك، فلن يقوم بتطبيقه. ويعتبر هذا حقيقيا، فللأمر فائدة، سواء أكان أراد به مزحة أو كان فتحا للنقاش.
أداء إيثيريم الأخير لا يحتمل المزاح:
انخفض سعر إيثيريم كما حدث مع أغلب العملات المشفرة الكبرى. فكما أشار تقرير أمس الخاص بتحركات العملات المشفرة خلال شهر مارس، نجد أن إيثيريم انخفضت 53.8%.
وقف سعر تداول العملة في 1 مارس عند 869.24 دولار، وفي 30 مارس كان سعر العملة 364.66، وبذلك فهي في أضعف مستوياتها منذ 22 نوفمبر 2017. أنهت إيثيريم شهر مارس عند 392.97 دولار، ولم تبتعد كثيرا عن هذه المنطقة الآن.
وانخفضت إيثيريم على مدار العام ككل بنسبة 51%. فوقف تداول في 1 يناير 2018 عند 737.77 دولار، ووصلت لأعلى ذروة لها على الإطلاق في 13 يناير عندما بلغ سعر التداول 1,423.20 دولار.
ربما دار في خلد بوتيرن أمرا آخر، بشأن التغيرات التكنولوجية، كما يعتقد ايفيجيني بونوماريف، المدير التنفيذي Fluence.
ويشدد بونوماريف أن مشكلات الاستيعابية والتوسع التي تعاني منها بتكوين (بتكوين )وإيثيريم، هي مشكلات حقيقية ومعروفة. وتصاحب تلك المشكلات عدد من الأمور البسيطة، فربما يساعد السقف في تخفيف الأعباء المتثاقلة على كاهل سلسلة كتل إيثيريم، ويجعل منها مضادة لهجمات ما يعرف بـ ‘crypto kittie'.
ويشير بمصطلح ‘crypto kittie' إلى مجموعة محبين للألعاب الرقمية، يدعون أنفسهم بهذا الاسم، قامت المجموعة بعمليات تداول واستخدام على نطاق واسع لشبكة إيثيريم، مما تسبب في نوع من الازدحام على شبكة إيثيريم للمستخدمين. وطبق معلومات ETH، فتلك المجموعة تشكل 11% من كافة المعاملات على شبكة إيثيريوم.
ويضيف بونوماريف إلى أن القرار بشأن وضع سقف لإيثيريوم يجب أن ينفذ، لأنه سيشكل "عامل نفسي". إذ أن السقف هذا سيوفر حصص صغيرة، وبالتالي لن تنقص قدرة الشبكة.
ويوافق برامود شانديرسيخار على فكرة السقف الصلب، وبرامود هو المدير التنفيذي لشركة Peppermint-Chain. ويقول بأن وضع سقف لشبكة إيثير سيكون خبر جيد. ويضيف:
"من المحتمل أن يرفع السقف من السعر على المدى القصير، لأنه يعمل على تقليل المعروض. وبالنسبة لي، أكثر الأمور المهمة التي ارتقبتها هي اقتراب تطبيق خوارزميات (إثبات الحصة)، وتحديث Casper. فسيحسن كاسبر، وإثبات الحصة من أداء إيثيريم، ويجعلها تتخطى ما تعانيه من مشكلات، وسنرى تبني على نطاق واسع لها."
ويرى أحد مؤسسي والمدير التنفيذي لـ Bankorus إيجيل آن أن تطبيق السقف الصلب على إيثيريوم سيكون له تأثير إيجابي:
"بوضع حدود على عمليات عدد العملات، سيكون هناك وضوحا أكثر عن المعروض، والذي كان أحد أكبر مصادر القلق لمستثمري العملات المشفرة. وستخلق ندرة العملة صافي ربح، أو هامش آمن لقيمة الرمز (التوكن) على المدى الطويل. وبحدوث تلك التغيرات، سترتفع مستويات الثقة عند المستثمرين، والثقة هي القوة الناعمة، ولكنها عامل أساسي في دعم قيمة الرمز على المدى الطويل."
مارك بيرنيجير، أحد أصحاب المشاريع الناشئة في سويسرا، ومستثمر في تكنولوجيا المال، وعضو هيئة الإدارة في بنك Falcon، وفي الشركة المساهمة CryptoFinance، ومستشار لشركة SwissRealCoin. ويشدد على أن السقف الصلب يعتبر فكرة جيدة:
"لو طبق السقف الصلب سيكون دليلا على أهمية مستقبل شبكة إيثير. فنرى أن بروتوكول إيثيريم الحالي يحد من العرض الجديد للعملة على أساس سنوي، فالسقف الصلب على المعروض الكامل من إيثير سيزيد من السعر، والذي عانى من انهيار على مدار الأشهر الماضية. وعلى الرغم من أن مقال بوتيرن كان ساخرا، فذلك لا يمنع تواجد جزء من حقيقة فيه. وأقول بأن السقف الصلب سيجعل من إيثير أكثر ثبات."
إذن، يا فيتاليك بوتيرن لو كنت تقرأ هذا المقال، فلماذا لا تجعل من كذبة أبريل حقيقة؟!