هبط الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي. ويرجع هبوطه إلى البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، والتي خفضت من التوقعات بشأن: العملة، عائدات السندات، ومعدل رفع الفائدة. وإذا جاء إنفاق المستهلك في تقرير مبيعات التجزئة الصادر اليوم منخفضا عن التوقعات، عليك عندها أن تقبل الجنيه الاسترليني قبلة الوداع. وبالنسبة لقرار رفع الفائدة، يمكن أن يؤجله بنك انجلترا بدافع من البيانات المنخفضة لكلا من: نمو أسعار المستهلك والتي وقفت عند نسبة 0.1% لشهر مارس بعدما كانت 0.4%، ومتوسط نمو الأجور الأسبوعية الذي ثبت عند 2.8% بدلا من أن يرتفع. ويقف التضخم الآن عند أدنى مستوياته منذ عام. وتصل نسبة احتساب السوق لرفع الفائدة في 10 مايو إلى 83%، بعدما بلغت 87.5% يوم الجمعة. ورغم انخفاض كافة المؤشرات من مؤشرات مديري المشتريات لمؤشر أسعار المستهلك، مازال المستثمرون متشبثين بصوتين لصالح رفع فوري للفائدة في مايو. والآن، حتى لو تراجعت مبيعات التجزئة، ربما نرى بنك انجلترا يمتنع عن رفع الفائدة في ، وذلك لأنه بحلول مايو سيصدر: التقرير الربعي للتضخم، وينعقد مؤتمر صحافي مما يجعل ذلك الوقت هو الأمثل للرفع. وبوضع ذلك في الاعتبار، نرى بأن البنك استخدم هذا التقرير في إعلام السوق بالتغييرات في الشهر القادم - إذن يمكن التأجيل حتى يونيو. أي طريق يسلكه البنك، بعد تقرير مبيعات التجزئة الصادر اليوم، يتبقى 3 أسابيع لانعقاد اجتماع البنك المركزي. فإذا جاء التقرير ضعيف، سيهبط زوج الجنيه استرليني/دولارأمريكي إلى 1.41.
هذا وبينما، ارتفع زوج دولار أمريكي/دولار كندي أعلى مستوى 1.26، بعد إعلان بنك كندا عن السياسة النقدية. وربما تمكن الزوج من تمديد صعوده وصولا إلى 1.27، ولكن عجز عن ذلك بارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لم نشهدها منذ 3.5 سنوات، من جراء انخفاض مخزون النفط الخام بشكل غير متوقع. وعلى الرغم من تحسن الاقتصاد الكندي على عدة نواحي، لم يرى المحافظ بولوز ونائبه ويلكينز أن المشكلات الرئيسية التي يعاني منها الاقتصاد تتحسن بالشكل الكافي الذي يدفعهم لإرسال رسالات لا التباس فيها حول وضع الاقتصاد للسوق. واتسمت نبرة المؤتمر الصحفي بالحذر، بقول بولوز أن الاقتصاد ليس قادرا بعد على الوصول لأقصى مداه بمفرده، ولهذا من الضروري أن تبقى معدلات الفائدة أسفل المدى المحايد. ويرى المحافظ ونائبه أيضا أن الشركات في حالة تردد بسبب مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA). وعليه، فيشعر مسؤولو بنك كندا بضرورة الحاجة للسير وفق البيانات، والحذر بشأن معدلات الفائدة، إذ يعاني الاقتصاد من رياح عكسية تمنعه من التعافي بشكل كامل. وتظل الحمائية التجارية مصدر خطر لكندا، وعبروا عن انعدام تحمسهم للتقدم الذي تحرزه محادثات نافتا. عانى زوج الدولار أمريكي/دولار كندي من الانخفاض في أثناء ترقب إعلان الفائدة، وعليه، نعتقد بأن افتقار الإعلان لنبرة التفاؤل سيدفع الزوج لمزيد من الانخفاض، فربما وصل إلى 2.2680، أو إلى 1.2750. ومن الناحية التقنية، تقبع المقاومة الرئيسية القادمة ما بين مستويي 1.2685-1.2700، عندما يلتقي ارتفاع 9 فبراير المرجح مع نسبة فيبوناتشي 50% والتي تكونت من الصعود المحصور ما بين شهري يناير-مارس، ويتواجد أيضا عند تلك المستويات الأرقام الضخمة التالية.
وبالنسبة للدولار الأمريكي، وقف تداوله مرتفعا أمام اغلب العملات الرئيسية يوم الأربعاء، فيما عدا الدولار الاسترالي، واليورو. فجاء التقرير الاقتصادي البنك الاحتياطي الاتحادي (الكتاب البيج) إيجابي، فأعلنت كافة أحياء الفيدرالي عن مزيد من: ضغوطات السعر، نشاطات العقارات، ونمو الإقراض، وارتفاع إنفاق المستهلك، وأسواق عمل محدودة، وبشكل عام يمكن وصف التوسع في النشاط متواضع لمتوسط. في حين أعربت الأعمال عن مخاوفها بشأن التعريفات، وذكرت تقارير أحياء الفيدرالي أرباح أجور متواضعة رغم نمو الوظائف. واختفى من تعليقات الرؤساء: ديدلي، كابلات، وبولارد أي تبصر محدد. ويصدر اليوم الخميس معدلات شكاوى البطالة، وتقرير مؤشر فيلاديلفيا الاتحادي للتصنيع، ولن يكون لتلك التقارير تأثير على العملة. وأنهى اليوروتعاملات الأربعاء أمام الدولار دون تغير. ومن المدهش أن نرى قوته في احتمال البيانات الضعيفة. وحصل اليورو على دفعة من قرار إيران بالتوقف عن استخدام الدولار الأمريكي لإتمام التعاملات والتحول لليورو.
وانصب الاهتمام على الجنيه الاسترليني والدولار الاسترالي والدولار النيوزيلندي. فصدر مساء الأربعاء في نيوزيلاند تقرير التضخم للربع الأول، وأرقام سوق العمل في استراليا. وكان من المتوقع أن يكون كلا التقريرين قويين. ففي نيوزيلاند يستمد التضخم قوته من ارتفاع أسعار الطعام والسلع. ويتلقى نمو الوظائف في استراليا الدعم من: أوضاع العمل المتنامية في قطاعات الخدمات والتصنيع. وتعرضت كلتا العملتين للضغط، وتحركتا أسفل مستويات المقاومة الهامة، إذن فالبيانات الجيدة تستطيع بث الحياة في اتجاهات الصعود. وفي استراليا، من المتوقع أن يرتفع معدل التغير في التوظيف، وربما يهبط معدل البطالة، ولكن ما يجب الاهتمام به هو معدل نمو الوظائف.