الجنيه الإسترليني يواصل إرتفعاته من أدنى مستوى في 6 أشهر

إرتفع الجنيه الإسترليني لليوم الثالث على التوالي ليحقق أعلى مستوى له في أسبوعين, ومرتداً من أقل مستوياته في 6 أشهر. هذا التعزيز لقوة الإسترليني يعود للتراجعات التي يشهدها الدولار بالإضافة بعد أن إقترح حزب العمال منذ يومين إجراء تعديل على تشريع Brexit الذي يجري التصويت عليه في الأسبوع المقبل, وهو ما من شأنه أن يبقي بريطانيا بفعالية في السوق الموحدة للإتحاد الأوروبي. لكن هذا يزيد النزاع بين الأحزاب الداخلية, ومن خطر عدم الإستقرار السياسي المحلي إذا رأينا رئيسة الوزراء تيريزا ماي تليين موقفها.

النزاعات السياسية
يبقي المستثمرون حذرين وسط خلافات حكومة المملكة المتحدة الداخلية حول خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي. بعد أن قترح حزب المعارضة الرئيسي في المملكة المتحدة خطة للبقاء بفعالية في السوق الموحدة للإتحاد الأوروبي, وهي خطوة يمكن أن تدفع بالمملكة المتحدة للحفاظ على علاقات وثيقة مع الإتحاد الأوروبي.
وقد طرح زعيم حزب العمل جيريمي كوربين تعديلاً على تشريع “بريكست” الرئيسي لرئيسة الوزراء تيريزا ماي ليتم التصويت عليه في الأسبوع المقبل. مع ذلك, سوف يجعلها هدفاً رسمياً في المفاوضات للحفاظ على “الوصول الكامل” إلى السوق الموحدة. أيضاً هذا الإقتراح الجديد هو أحدث تحول في سياسة حزب العمال البريطاني حيث تحرك الحزب تدريجياً نحو تبني علاقات أوثق مع الإتحاد الأوروبي لإنقاذ الوظائف, وقد وعد الحزب بالفعل أنه سيبقي المملكة المتحدة في إتحاد جمركي مع الإتحاد الأوروبي.
ويبدو أن هذا الإقتراح من حزب العمال أشعل الصراع بين وزراء حكومة تيريزا ماي, ووفقاً لأشخاص مطلعين على الأحداث الداخلية بالحكومة بأن رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي تواجه تمرداً كبير في مجلس الوزراء بسبب خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في صراع يمكن أن يزعزع إستقرار الحكومة بأكملها.
حيث يقال إن الوزير ديفيد ديفيز المسؤل عن إجراءات البريكست غاضب من خطة ماي لربط المملكة المتحدة بالقواعد الجمركية للإتحاد الأوروبي لفترة زمنية مفتوحة بعد أن تغادر البلاد الكتلة الأوروبية في مارس القادم. ليشتعل الوضع أكثر مع معارضة الخطة من قبل وزير الخارجية بوريس جونسون, ووزير التجارة ليام فوكس, ومايكل غوف وزير البيئة.بعد أن قال مسؤولون إن اقتراح المملكة المتحدة كان من المقرر منحه إلى الإتحاد الأوروبي يوم أمس الأربعاء, ولكن المفاوضين البريطانيين يعقدونه بينما يجادل ماي وديفيس.
وتتمثل الصعوبة التي تواجه ماي أنه في الوقت الذي يسعى فيه زملائها المؤيدون لبريطانيا في لندن إلى التوصل إلى موعد نهائي صارم ووافق على خطة الدعم. إلا أن الجانب الأوروبي يقول إن أي مساندة يجب ألا تكون محدودة زمنياً, ويجب أن تطبق ما لم يكن هناك بديل مناسب يمكن العثور عليها.
النظرة الفنية
تستخدم الأسواق هذا النوع من التقلب في البريكسيت إذا ارتفع خطر عدم التوصل إلى إتفاق بوضوح فمن المحتمل أن ينخفض ​​الجنيه الاسترليني, ولكن هذا ليس السيناريو الأساسي لدينا. حيث تترقب الأسواق بعض البيانات الهامة بالأسبوع المقبل منها التصويت على الإتفاق بالإضافة لقرار البنك الفدرالي الأمريكي الذي أصبح مؤكد خطوة رفع الفائدة في يونيو.
من الناحية التقنية نجح الجنيه الإسترليني بالإرتفاع مقابل الدولار لليوم الثالث على التوالي ليتداول أعلى من متوسط 20 يوم, قبل أن يؤسس مستويات دعم حالية عند 1.3405, ودفع هذه الدعم بالسعر ليستكمل صعوده نحو المقاومة الأولى عند 60-1.3450 كأدنى سعر ليوم 15-10 مايو. إذا ما نجح بالحفاظ على تداولاته أعلاها سيستهدف السعر مستويات 1.3590 متوسط 50 يوم. أما في حالة العودة والتداول ما دون مستوى الدعم 1.3405 قد يدفع بالسعر لإختبار مستوى الدعم عند 1.3340 ثم مستويات 1.3290 – 1.3240 من جديد .