تحدى البنك المركزي التركي توقعات السوق وإحتفظ بأسعار معدل الفائدة دون تغيير في أول قرار للسياسة النقدية منذ إعادة إنتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان وتعين صهره كوزير المالية الجديد في البلاد, وهذ أدى لعمليات بيع بالسوق حيث إنخفضت الأسهم والليرة التركية.
على أثر ذلك تراجعت الليرة التركية أكثر من 3٪ إلى 4.9380 تقريباً مقابل الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء, وذلك بعد قرار البنك المركزي التركي بشكل غير متوقع بإبقاء بمعدل الفائدة الأساسي دون تغيير عند 17.75٪ في يوليو بعد إرتفاعها بمقدار 125 نقطة أساس الشهر الماضي لدعم الليرة التركية. بينما كانت الأسواق تتوقع إرتفاعاً بمقدار 100 إلى 125 نقطة أساس.
تاريخياً, فقدت بالفعل العملة حوالي أكثر من 30٪ من قيمتها حتى الآن هذا العام, ووصل الدولار أمام الليرة التركية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4.97 تقريباً في 12 يوليو من عام 2018 كما سجلت أدنى مستوى له عند 0.01 في ديسمبر من عام 1991.
خيبة الآمال
بعد تصريحات صهر الرئيس وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق يوم الأحد إن تركيا لن تتخلف أبداً عن الأسواق وأن التضخم سيتباطأ إلى حد كبير مع إتخاذ خطوات قوية, وهذا ما كان يتناقض مع تعليقات الرئيس رجب طيب أردوغان السابقة بأن وزير الخزانة والمالية سيفعل ما هو ضروري لخفض أسعار الفائدة.
مما زاد من آمال المستثمرين وأظهر صورة الإنفراد للقرارات الإقتصادية بعيداً عن اليد السياسية للحكومة الحالية بإدارة الرئيس رجب طيب أردوغان. كما عززت الليرة التركية والسندات التركية من أدنى مستوياتها القياسية في وقت سابق من هذا الشهر وسط تكهنات بأن البنك المركزي في البلاد سوف يتفوق على دعوات أردوغان لخفض تكاليف الإقتراض.
قد أتت تلك التوقعات أيضاً بأن يتحرك البنك المركزي التركي لرفع معدل الفائدة بعد أن قفز التضخم في يونيو إلى أعلى مستوى له في 15 عاماً.
المخاوف الحالية
يرى الخبراء والمستثمرين بأن هذا قرار مثير للصدمة بالنظر إلى تسارع التضخم بشكل حاد وتراجع الليرة إلى مستوى قياسي جديد في وقت سابق من هذا الشهر. كما يؤكد هذا القرار بالأساس على أسوأ مخاوف الأسواق بشأن أن الحكومة قد تكون العقبة الرئيسية أمام رفع سعر الفائدة, وعدم إستقلال البنك المركزي ومساره المستقبلي للسياسات الإقتصادية في تركيا.
بينما إذا لم يتم تصحيح خطأ السياسة هذا من خلال رفع معدل الفائدة في وقت قريب جداً فإن مخاوف الأسواق ستترجم إلى المزيد من الضعف الكبير على الليرة التركية الأمر الذي سيضع ضغطاً كبيراً على ميزانيات الشركات والبنوك.
النظرة الفنية
بعد تلك الأحداث وعودة الليرة لفقد مكاسبها مرة أخرى مقابل الدولار فأن زوج العملة يواجه مقاومة أولية عند مستويات 4.9400 ثم 4.9750, وإذا نجح بإختراقها وحافظ على التداولات أعلاها يدفع بالسعر نحو مستوى المقاومة عند 4.9850. بينما مع إختراق هذا المستوى قد نشهد مستويات تاريخية جديدة عند 5.0100 ثم 5.400.
بينما إذا ما عادت الليرة التركية وشهدت إيجابية قد تواجه مستويات دعم أولية عند 4.8020 وبإختراقها يعزز فرص الهبوط لإختبار متوسط متحرك 50 يوم عند 4.6560 التى إذا نجحت بالحفاظ على التداول أدناها قد يواجه السعر مستوى دعم ثالث عند 4.5550 ثم 4.4630.
