يصوت العاملون في منجم النحاسEscondida التشيلي الذي تديره شركة (NYSE:BHP)، حول ما إذا كانوا سيلجؤون للإضراب أم لا. وبالكاد تعكس أسعار النحاس تلك القصة، فتداولها لا يبتعد كثيرًا عن انخفاضات لم تصلها منذ عام.
ويكمن سبب وحيد وراء ذلك التشاؤم في السوق، وهو الذكاء الاصطناعي.
كانت قرارات تداول السلع: الزراعية، والطاقة، والمعادن متوقفة سابقًا على حدس المستثمرين ورؤيتهم للسوق، وعلى ديناميكيات العرض والطلب، ولكن يزداد الاعتماد في الآونة الحالية على الخوارزميات.
شهدت منصات التداول الإلكترونية المرخصة في الولايات المتحدة نموًا غير منقطع منذ عام 1998، وذلك الاتجاه العام جاء في أعقاب نماذج تداول التردد العالي، ويمثل هذا النوع من التداولات 40% من حجم التداول في سوق الأسهم، رغم ذلك فهذا النوع من التداولات في سوق الفوركس والسلع لا يمثل سوى 10-15% من حجم التداولات.
وانهارت أسعار النفط في مايو 2017، جزئيًا بسبب تداولات الحاسوب، لتلفت نظرنا إلى مشكلة يقول البعض بأنه يجدر بنا أن نعيرها اهتمام أكبر.
البحث عن الشفافية
أعلنت لجنة معايير الأسواق ficc الأسبوع الماضي أنها ستنشر مسودة عن شفافية التداولات عن طريق الخوارزميات، ودعت الصناعة للإدلاء بتعليق، ficc تختص بمراقبة: الدخل الثابت، وطبيعة أسواق السلع والعملات.
وأصرت اللجنة على بيان المبادئ التوجيهية SGP، لن يحدد الشكل النهائي للقواعد التنظيمية الحاكمة للخوارزميات. وقالت اللجنة: "بدلًا عن ذلك، عقدنا في النية أن نعتبر SGP نوعًا من القواعد المساعد التي يمكن تطبيقها في ظل الخضوع للقوانين المناسبة التطبيق على ذلك المجال."
ويمكن أن نعزي حالة الكسل في النحاس هذا الأسبوع إلى انتظار المتداولين إلى قرار البنك المركزي حول معدل الفائدة، وبيانات الوظائف في الولايات المتحدة لشهر يوليو، وعدد من البيانات الاقتصادية الهامة من الاقتصادات الكبرى.
وكرست TD للأوراق المالية حصةً من مذكرة يوم الاثنين إلى نماذج تداول التردد العالي، وتأثيراتها على سوق السلع في ظل توجهنا نحو "الحرب ضد الآلات."
وأضافت TD: "لا نعتقد بأن أسعار النحاس الحالية تعكس وضع العرض الحالي والذي يواجه خطورة مرتبطة بالإضراب المحتمل في منجم Escondida."
وتابعت المذكرة بمعلومات حول اثنين من مناجم تشيلي معرضين للخطر: "يصحب ذلك الاضراب مجموعة من معوقات الإنتاج في منجم Chuquicamata، والمفاوضات الحالية في El-Teniente، فـ 10% من المعروض الحالي يمكن أن يكون في خطر."
وقالت شركة الوساطة المدعومة من البنك الكندي أن دراستها حول المراكز ذات الصلة بالأصول الضخمة تحت الإدارة في سوق السلع، "تعكس أن متبعي الاتجاه النظامي لديهم دور في الانخفاض الأخير في سوق السلع."
عوائد تبث شكوك
عمرام مرغليت، مدير المحتوى في Leverate، شركة تزود سماسرة الفوركس بالخدمات، قال في أحد أعمدة الرأي أن شركات السلع يجدر بها الآن توظيف مسؤولين عن العمليات الحسابية، رياضيين، ومهندسي حاسوب لإجراء التداولات. "فنحن الآن في الكواليس السابقة لشغل نماذج التداول الحاسوبي، والذكاء الاصطناعي لمراكز في السوق، حسب اتجاه التدفق الحالي."
وذكر أن التداول الأوتوماتيكي في بعض الأوقات يمثل 25% في أسواق الحبوب اليومية، وحجم تداولات بذور الزيوت، وتلك النسبة تتجاوز كافة التقديرات. "ويعتبر ذلك نتيجة مباشرة لتقلص الهوامش، في أعقاب سرعة انتقال الانباء التي نشهدها حاليًا، وتقارير الطقس، وتعقب الحمولات عن طريق الانترنت. في الماضي، كان متداولو السلع يجنون أرباح تتجاوز 50%. بيد أن تلك الأرباح لم تعد ممكنة حاليًا، وبالتالي هم يبحثون عن أساليب أخرى لجني الأرباح."
ولكن الأرقام الصادرة من BarclayHedge، قاعدة بيانات لعوائد استثمارات السلع، تشير إلى أن المتداولين الذين تراقبهم تمكنوا من جني عوائد تقدر بـ 1.6% خلال يونيو هذا العام، مقارنة بـ -2.8% والتي تمكن أتباع اتجاه الأنظمة الإلكترونية من تحقيقها العام الماضي.
ونرى بأن ضعف معدل المخاطرة إلى المكافأة في أنظمة التداول الحاسوبية، تعكس حدود نموذج الخوارزميات، والذي يستجيب فقط لمجموعة من المعايير المحددة مسبقًا. لو فشلت الصفقة، لن تحاول الخوارزميات أن السعي وراء الخسائر، ولكنها ستغلق الصفقة وتنتظر الإشارة التالية لتحاول مرة أخرى.
وصرحت شركة BeAlgo البلغارية المختصة في بناء أنظمة تداول حاسوبية لعدد من الصناعات في بيان لها صدر يوم الاثنين: "كمزود خدمات تكنولوجية، نحن مسؤولون عن التكنولوجيا، ولكن لا يمكننا التأثير أو القيام بفحص لخوارزميات الشركات التي تتعامل معنا."