يمر مستثمرو التكنولوجيا بأوقات صعبة في الآونة الأخيرة، ويصعب عليهم الحفاظ على إيمانهم.
فبعدما حقق سوق التكنولوجيا أرباحًا بأرقام من ثلاث خانات على مدار السنوات الخمس الماضية، نجد الآن عددًا من الشركات تبدو عليها إشارات الوصول لذروة نهائية تبدأ بعدها في الانخفاض، مما دفع بعض المحللين نحو إعلان نهاية سوق الثيران غير المسبوق الذي شهدناه.
ينصح المحللون الاستراتيجيون في بنك أوف أمريكيا بدخول مواقع قصيرة على الشركات التكنولوجية الخمس الأهم: (NASDAQ:فيسبوك)، (NASDAQ:آبل)، (NASDAQ:أمازون)، (NASDAQ:نيتفليكس)، (NASDAQ:ألفابت)(الشركة الأم لجوجل). وعللوا ذلك بأن رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة، سيجفف السيولة الاقتصادية للبلد، مما يعرض قيم أسهم تلك الشركات للإيذاء.
وتتمتع تلك الدعوات بشأن من الأهمية. فنرى أن فيسبوك ونيتفلكس يتعرضان لانخفاض، بعدما كانا ضمن أكبر ثلاث رابحين على مدار السنوات الخمس الماضية. وجاءت نتائج الربع الثاني مخيبة للآمال، مما رفع الشكوك حول نمو عدد المستخدمين، والتقييمات العالية لتلك الأسماء.
خسرت فيس بوك 119 مليار دولار في 26 يوليو، وهي الخسارة الأكبر في تاريخها. وجاءت تلك الخسارة الضخمة بعد إصدار الشركة لتقرير أرباحها، والذي أظهر أن العائد ارتفع بنسبة 42% خلال الربع الثاني، بينما كانت التوقعات له أن يرتفع بنسبة 43%. وحذرت الشركة أيضًا من نمو المبيعات المستقبلية.
وانخفضت أرباح أسهم نيتفلكس إلى 70%، بعدما كانت أعلى 100%. ويعود ذلك إلى إخفاق معدل نمو المشتركين في الوصول إلى التوقعات خلال الربع الثاني، بمقدار مليون مشترك.
وتطارد تلك الإخفاقات الضخمة المستثمرين، وتجعلهم يتساءلون عما إذا كانت تلك إشارة لمغادرة التجارة ككل. وعلى الجانب المقابل، نرى بأن ذلك الانزلاق يثبت أنه قصير العمر، مثله مثل ما شهدناه سابقًا هذا العام، وهو ما كلف الدببة خسائر ضخمة.
نعتقد أن الراهنات على مجموعة الشركات الخمسة لم يعد استراتيجية ذكية بعد الآن، والأجدر بمتداولي تحوط المخاطر أن يتبعوا استراتيجية منتقاة.
فيس بوك أم نيتفلكس؟ تعرف على أسلوب تداولك
نرى الآن معادلة مختلفة بشأن معدل المخاطرة للمكافأة، بعد تقرير أرباح الربع الثاني لنيتفلكس، وفيس بوك. فلا تعد تلك الأسهم مواطن شراء سيئة للمستثمر الصبور، المستعد لركوب موجة التقلبات الحالية. ولكن يواجه فيس بوك ونيتفلكس عديدًا من التحديات، وأسهم الشركات يجب أن تتداول على أساس مزاياها.
يواجه فيس بوك تحدي ضخم، وهو محاولة إقناع المستثمرين بأن أيام النمو السهلة ولّت، بينما الشركة ما زالت تمتلك عددًا من الممتلكات الرقمية القيّمة، والتي يحبها المعلنون. فتمتلك فيس بوك: واتس آب، ماسنجر، وانستجرام، وعلى كل منصة منهم يوجد حوالي مليار مستخدم. ويوجد على فيس بوك ككل 2.5 مليار مستهلك شهريًا.
ويساهم انستجرام في عوائد فيس بوك مساهمة كبيرة، وسيزداد هذا النمو بمحاولة المدير التنفيذي، مارك زوكربيرج، تعويض النمو المتباطئ على المنصة الرئيسية.
لا يوجد منافس حقيقي لنيتفلكس في مجال بث الفيديو، حيث يوجد فرصة هائلة على المستوى العالمي. وتعد Hulu المنافس الأقرب لنيتفلكس ، وتجاوز عدد المشتركين عليها 20 مليون في مايو، ولكن ليس لها قابلية عالية على المستوى العالمي، مقارنة مع نيتفلكس. يوجد حوالي 130 مشترك عالميًا على نيتفلكس.
وسيصل نمو المشتركين المحلي إلى ذروة في وقت ما. ولكن ما يزال هناك متسع لنمو المشتركين على المستوى العالمي، كما أن نيتفلكس بدأت الاستثمار في المحتوى المحلي لتستهدف أسواق ضخمة مثل الهند.
من المحتمل أن تنحرف فيس بوك عن الشركات الخمسة، ونرى أداءًا متراجعًا على مدار الشهور الـ 12 القادمة، بينما تبذل الشركة قصارى جهدها لتنال قبول السياسيين، وأفراد الهيئات التنظيمية في أعقاب فضيحة كامبريدج أناليتكا. ولكن يجب اعتبار هذا الانحراف فرصة للشراء، إذ أن الشركة وصل متوسط نمو مبيعاتها 50% على مدار الأرباع العشرة الماضية، وما زال لديها ذخيرة لتتجاوز التوقعات.
من المفترض أن تستكمل أسهم نيتفلكس رحلتها إلى أعلى، وتكون أسرع من فيس بوك. ودائما ما توجد مخاطرة بالسير على طريق وعر مع شركات معدل نمو أسهمها بهذه السرعة، ولا نعتقد بأن الخيبات الأخيرة ستتحول إلى اتجاه.