هل تشرب كثيرًا من القهوة، وتحبها مُحلاه؟ لو كنت كذلك، فمن غير المحتمل أن يرفع ذلك من الركود في سوق البن العربي، أو يمد سكر بقليل من الحياة، فهما الآن عند منخفضات عدة سنوات ماضية، رغم استهلاك 8 مليون فرد على الكوكب لمواد التحلية. بيد أن دببة السوق (مضاربي الهبوط) الذي يضغطون الأسعار للأسفل، ربما يتعرضون لصدمة من عودة الأسعار بقوة للأعلى، كما يحذر محللون.
يعتمد سوق أي سلعة على العرض والطب. باستثناء النفط الصخري الأمريكي، والذي يوجد في بعض الحالات زيادة في المعروض، كما حدث في عام 2016، والأزمات المالية العالمية مثل انهيار 2008/09، بحدوث تلك الأمور، ومنذ ذلك الوقت يعتمد النفط -الذي يحرك العالم- في تحديد سعره على التحليلات الأساسية للسوق في الغالب، ومن الممكن أن يعتمد على التحليل التقني في بعض الأوقات. ولكن القهوة والسكر كلاهما ربما يخرجان الآن من عباءة نوعي التحليل هذين. من المحتمل أن الشعور السلبي هو ما يحرك تلك الانخفاضات في الوقت الحالي.
حذر أندرو هيشت في مدونته يوم الخميس من: "التشاؤم بالمستويات المنخفضة الحالية للقهوة والسكر يمكن أن يحول السوق إلى خطأ مكلف للمتداولين والمستثمرين،" وهيشت هو أحد أقدم المشاركين في سوق السلع.
تعافي متأخر جدًا للسعر
ويذكر لنا اثنين من مؤشرات الخطر لدببة القهوة والسكر:
- بينما يوجد تخمة في السلعتين حاليًا، يمكن أن تؤدي آفات المحاصيل والأحوال المناخية السيئة في تخفيض المحصول الموسم القادم.
- دفعت الخسائر الطويلة منذ 2016 السوقين إلى حالة تشبع بيعي على الرسوم البيانية للمدى الطويل، وتأخر تعافي السعر للغاية.
تستمر القهوة كمشروب عالمي، كما لمواد التحلية دورًا مهمًا في حياتنا اليومية، وتتعرض السلعتين للتجاهل في احتساب أساسيات المواد الخام لهما، كما يقول هيشت، ويعيد هيشت تكرار ما حذرت منه منظمة السكر الدولية من تراجع ضخم في المخزون يمكن أن يؤدي إلى تراجع مخزون السكر من 800,000 إلى 6.81 مليون طن.
من المستحيل أن تحدد قاع أي سوق، وبما أن العقود الآجلة لكل من القهوة، والسكر تراجعتا لأدنى المستويات منذ عدة أعوام، فباستمرار الضعف في عملة البرازيل، يمكن أن تظل تلك السلع عند مستويات أشد انخفاضَا،" كما كتب هيشت.
"يوجد مجموعة من العوامل تشير إلى أن السلعتين في طريقهما إلى أقل الأسعار مقاومة، ومناسبة للتعافي، وتلك العوامل هي: معدل الخطر-المكافأة، مستويات السعر الأسمية للمنتجات الزراعية، وغيرها. إضافة، كل من العقود الآجلة للقهوة والسكر لديهما تاريخ طويل من التحركات السعرية العنيفة. فليس من المستغرب لتلك الأسعار أن تتضاعف للنصف في وقت قصير."
الطاقة تبث الحياة في السكر
في جلسة يوم الثلاثاء، وصلت عقود شهر أكتوبر على ICE إلى استقرار على انخفاض 2.3%، عند سعر 10.32 سنت للرطل، بعد أن وصلت إلى انخفاض 10 أعوام، عند أسعار 9.91 سنت في وقت سابق. انخفض السوق 32% لهذا العام، وحدثت ثلثي الخسائر في الشهور الثلاثة الماضية. ما تزال القراءات التقنية على Investing.com تعطينا إشارات بيع للسكر، مع إشارة شراء في حالة تمكن السعر من الوصول إلى المتوسط المتحرك لـ 10 أيام، عند سعر 10.23 سنت.
"يقف تداول السكر أسفل المتوسطات المتحركة لـ 20 و100 يوم، ويظل الاتجاه للأسفل، ولكن بدأنا نرى تغير، حتى أسعار القهوة ارتفعت في الجلسات الأخيرة، حسبما أرى،" يقول مايك سييري، رسام لوحات بيانية في سييري للعقود الآجلة، إيلنيوي.
قال المستثمرون أنهم يضعون في اعتبارهم أساسيات أخرى أكثر أهمية للسكر: فهو يستخدم كوقود حيوي، يستخرج منه الإيثانول، ويعتبر الإيثانول من الإضافات التي تستخدمها الولايات المتحدة مع الجازولين بنسبة 10%.
يقول سييري: "لو نظرت إلى النفط الخام، يستخدم السكر كوقود حيوي، وهو رخيص جدًا."فخام غرب تكساس الوسيط يسير بخطى وئيدة نحو إنهاء الشهر الثاني على التوالي منخفضًا، ومع ذلك ما زال مرتفع 13% على مدار العام.
قالت ADM لخدمات المستثمر ملحوظة مشابهة، "مطاحن البرازيل الجنوبية تفضل إنتاج الإيثانول على إنتاج السكر هذا الموسم،" وبهذا "تنطبق تحركات سعر الطاقة القوية، كدعم على أسعار السكر."
مؤشرات منتعشة للقهوة
انخفضت العقود الآجلة للقهوة في جلسة يوم الثلاثاء أسفل المستوى الرئيسي 1 دولار للباوند، بعد أن رأينا انخفاض 12 عام عند سعر 99.35 الذي سجلته عقود ديسمبر الأسبوع الماضي. وعلى أساس العام، انخفض السوق 18%، وحدثت كافة الخسائر على مدار الشهور الثلاثة الماضية.
وأعادت التداولات الرقمية قبل بداية يوم الأربعاء القهوة العربية إلى 1.0653. وتشير المؤشرات التقنية على Investing.com أن القهوة عليها إشارة بيع. ولكن يوجد دعم قوي للشراء إذا وصل السعر إلى 99.83 سنت عند متوسط 5 أيام.
ولكن يعتقد البعض أن إشارة الشراء أصبحت واضحة بعد أن هبط السوق إلى أدنى من 1.02 دولار للرطل الأسبوع الماضي. يقول شون هاكيت، من شركة الاستشارات Hackett Financial Advisors في فلوريدا، أن "وضع العرض والطلب في هذا الموسم المستمر هذا العام، يعتبر الأكثر انتعاشًا."
يقول هاكيت بأن تحليلاته أظهرت أن أسعار القهوة تهبط في اتساق مع تراجع العملة البرازيلية، الريال، وليس لأي سبب آخر. ويضيف: "منذ مارس، انخفضت أسعار القهوة والريال بمقدار متساوي. فكل القصص والأسباب حول زيادة المعروض كانت مختلقة."
قدر هاكيت انخفاض في أكياس القهوة يتراوح ما بين 3 مليون إلى 5 مليون، في 2019، بعد انتهاء الموسم، وسنرى مزيد من الخسائر لو صدقت التنبؤات بأن موسم إزهار جاف أكثر من المعتاد.
"تحتاج القهوة إلى احتساب ذلك الانخفاض الكبير في موسم المحصول عام 2019 الآن، وذلك لتنشيط استثمار زراعة القهوة، الذي يتسم حاليًا بعدم المبالاة إزاء الإنتاج. يجد أن يؤمن المستهلكون والمتداولون نفسهم من مخاطر الارتفاع في الوقت الحالي.