يقف تداول أسهم (NASDAQ:مايكروسوفت)عند مستويات قياسية، ولا يوجد أي إشارة تدل على تراجع الأسهم من تلك المستويات قريبًا.
يقف سعر أسهم مايكروسوفت عند حوالي 112 دولار، وتضاعف سعر الأسهم عمّا كان عليه قبل عامين. بيد أن الثيران (مضاربي الصعود) لم ينتهوا بعد من مهمتهم. فيضع المحللون الآن الأسهم بتقييمات 31 لصالح الشراء، مرتفعة بذلك من التقييم 26 الذي كانت عنده في بداية العام، ووفق بلومبرغ يعتبر هذا التقييم الأعلى منذ 2010. يتنبأ هؤلاء المحللون بأن أسهم مايكروسوفت ستستمر في الارتفاع، لتصل إلى 121 دولار خلال الـ 12 شهر القادمة.
ماذا وراء هذا السوق شديد الانتعاش؟ تمكنت الشركة بنجاح من تحويل نفسها لقائد في الحوسبة السحابية، ويعتقد عديد المحللين أن ذلك المجال هو التطور المستقبلي.
السحاب يرفع مايكروسوفت
تعطي الحوسبة السحابية عديد من الخدمات، منها: الخوادم، التخزين، قاعدة بيانات، العمل على الشبكة، البرمجيات، والتحليلات، وغيرها... وكافة ذلك يتم عن طريق الإنترنت. يأخذ مزودو الخدمات السحابية رسوم عالية لقاء تقديم تلك الخدمات، بناءًا على معدل استخدامك، ويتم ذلك بنفس الطريقة التي تدفع بها رسوم استهلاك الغاز والكهرباء في منزلك.
ولمايكروسوفت فسحة كبيرة لتطوير أعمالها، لأن غيرها من الشركات التكنولوجية العملاقة لا توفر مثل تلك الخدمات. وتقول تقديرات لجارتنير أن السوق المستمر في التوسع بالنسبة للحوسبة السحابية سيساوي 411 مليار دولار على مدار العامين القادمين.
بينما تستمر خدمات الويب من (NASDAQ:أمازون)في تولي القيادة في تلك الشريحة من السوق، إلا أن مايكروسوفت تتمكن بسهولة من الحصول على أرضية ثابتة للارتقاء للمركز الثاني في تلك الصناعة. وما يدل على أن الشركة تمتلك زمام مصيرها، ظهر الشهر الماضي عندما أصدرت مايكروسوفت تقرير أرباحها، للفترة المنتهية في 30 يونيو.
ارتفع عائد منصة الخدمات السحابية Azure بنسبة 89% في الربع الثاني، بينما بلغت مبيعات منتجات أوفيس البرمجية للأعمال ارتفاعًا نسبته 38%. وبهذا النمو المثير للإعجاب، تمثل مبيعات الحوسبة السحابية الآن أكثر من 30% من عائد الشركة الربعي، ودعم ذلك الربح امتلاك الشركة عملاء جدد مثل: وول مارت، والتي أبرمت اتفاق 5 سنوات للحصول على الخدمات السحابية في يوليو، وجاء ضمن الاتفاق خدمات كلا من: Azure، وأوفيس 365.
استمرار ارتفاع معدل توزيع الأرباح
يحب المستثمرون مايكروسوفت لسبب آخر، وهو السجل القوي لمعدلات توزيع الأرباح الذي تتمتع به الشركة. فمنذ إعلان أولى توزيعات أرباحها في 2006، ينمو ذلك المعدل بشكل ربعي، ووصلت الأسهم إلى أرباح بلغت نسبتها 425% لكل سهم.
ويتنبأ بعض المحللين بمعدلات توزيع أرباح أكثر سخاء، بعد زخم تقرير الأرباح. ويذكر المحلل كيث ويس من (NYSE:مورجان ستانلي)، في مذكرة لعملائه أنه يتوقع زيادة تفوق متوسط الزيادة المعتاد في توزيعات أرباح مايكروسوفت، في سبتمبر، لأن صانع البرمجيات يستفيد من قانون خفض الضرائب الذي أقرته إدارة ترامب، وكذلك الحوافز التي تدفع لإعادة النقد من خارج البلاد لداخلها.
ووفق ويس، تحسن الاتجاه الصاعد لأسهم مايكروسوفت من جراء: "التحسينات التي طالت هوامش النمو، وإدارة النفقات، وعائد الرأسمال القوي."
يكتنف شراء الأسهم عند مستويات قياسية على مخاطر كبيرة. ولكن ما يجعل مايكروسوفت مختلفة عن غيرها هو الزخم الذي يحيط بالأسهم، وتعديد وتنويع الشركة لمصادر تدفق عائدها.
فتعمل الشركة على إدماج خطوط إنتاج جديدة، بينما يساهم تاريخها في الأعمال في الحفاظ على مكانتها مرتفعة. فارتفع عائد الحوسبة الشخصية بنسبة 38% للعام المالي 2018، منخفضًا قليلًا عن النسبة التي حققها منذ 4 أعوام، عندما بلغ 44%.
وبالنظر إلى استمرار الشركة في تولي مركز قيادي في عديد من المجالات، ما زال يمكنها التوسع، ولا نعتقد بأن هذا هو الوقت المناسب لجني الأرباح أو لتجاهل تلك الأسهم.