عادة ما يُشار إلى هؤلاء الذين يتمسكون بكميات ضخمة من (بتكوين) بـ "الحيتان". وأثيرت جلبة الفترة الماضية في فضاء العملات المشفرة حول امتلاك الحيتان في محفظتهم ما قيمته مليار دولار من البتكوين، وبدأت تلك المحفظة في النشاط فجأة بعد سبات دام أكثر من 4 سنوات، وفق منشور على ريديت.
يوجد حوالي 1,600 محفظة، تمتلك كل واحدة منها ما يزيد عن 1,000 بتكوين، ويوجد عدد 10 محفظة تحتوي على ما يتجاوز 10,000 بتكوين، وفق بحث أجرته Chainalysis. وترفع تلك الملكيات العالية من مخاطر المركزية، على الأقل نظريًا، فهؤلاء المستثمرون القلائل يستطيعون التلاعب بسوق البتكوين، بأدنى تحرك. ما الذي يجعهلم في حالة نشاط مفاجئة، بملكية 10 مليار دولار؟ هل يجب أن تقلق؟ هل ارتفع تذبذب بتكوين فجأةً ارتفاعًا دراميًا؟
عودة طريق الحرير؟
يعرّف منشور ريديت تلك المحفظات الاستثمارية بـ "المتصلة بطريق الحرير،" في إشارة إلى سوق سوداء على الإنترنت، انتهت الآن، كانت تُدعى طريق الحرير، ومعروفة ببيع المخدرات والأسلحة غير القانونية. أغلقت الـ FBI ذلك الموقع الإلكتروني، واعتقلت مؤسسه روس ألبريتشت، والذي أُدين بمجموعة جرائم أفضت إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة. تمكنت الـ FBI من السيطرة على 26,000 بتكوين من مواقع تشبه طريق الحرير، بقيمة تقارب 3.6 مليون دولار، بسعر تلك الفترة.
وعلى الرغم من إدانة ألبريتشت في قضايا طريق الحرير، تقول تقارير بأنه لم يكن الشخص الوحيد خلف هذا الموقع. إذن من يعيد الحياة لمحفظة طريق الحرير "سيلك روود"؟ هل يكون الأمر محاولة من الهيئات الحكومية الأمريكية القائمة على القضية، والتي تحاول إخراج بتكوين تدريجيًا؟
ولم يمض وقت طويل على قيام البوليس البريطاني ببيع 295 بتكوين، والتي قال البوليس عنها أنه تم التحفظ عليها من تاجر مخدرات. وأمرت المحكمة بمصادرة العملات المشفرة المخزنة في محفظته. وتمكن البوليس من الحفاظ على 18.8% من مبيعات تلك العملات.
هذه محض تخمينات بالطبع. ولا يوجد أي دليل واضح حول من يقف وراء ذلك النشاط. وما يمكن أن يؤثر على سعر العملات المشفرة هو أمر يحدث الآن كما يعرف فضاء العملات المشفرة.
كانت آخر حركة خروج من طريق الحرير، قبل النشاط الحالي، منذ 4 سنوات ماضية، و5 شهور (9 مارس 2014. وحدث في ذلك الوقت تحويلات إلى ما أدنى من المحفظات على هيئة أجزاء. كانت تلك الأجزاء تنقسم إلى: 60,000 عملة، ثم 30,000/20,000/10,000/5,000/500 والآن 100 عملة.
وآخر نشاط تم كان إرسال 88 بتكوين (وهو تقدير قليل جدَا) إلى محفظة Binance. ويبدو أن لدى Binance مستخدم له صلة بفضيحة طريق الحرير.
ظهرت تقارير أمس، تشير إلى أن عملات إضافية أُرسلت إلى Bitfinex وBitmex. ووفق Cryptovest، "رأى البعض أن تدفق مزيد من البتكوين لتلك المنصات، يعد إشارة على بيع جماهيري." وحتى اللحظة، لا يوجد أي دليل على أن هناك نشاط إجرامي خلف هذا النشاط.
انهيار الأسعار، وأزمات السيولة
يحذر يوري أفيدييف من أن بيع حجم كبير من البتكوين، يمتلك القدرة على جعل الأسعار تنهار، أفيدييف المدير التنفيذي لمنصة سلسلة الكتل CINDX. كما أن البيع بقدار كبير خطير، حسبما يقول.
"تكمن المشكلة الرئيسية في سوق العملات المشفرة عند هذه المرحلة في انخفاض السيولة، كنتيجة للدرجة الكبيرة من الشك والتلاعب. وتسبب إصدار USDT في زيادة سعر بتكوين، كما تسبب أيضًا ف حركة كميات ضخمة من العملات المشفرة، من المحفظات الكبيرة."
ويشير إلى حركة بتكوين من محفظات طريق الحرير كمثال. فعندما بدأت حركة الانتقال تلك، ثار الهلع في السوق، وانهارت الأسعار على المدى القريب. ويقول: "مثل تلك الخصائص تشكل خطر كبير للسوق ، فهي تؤدي لمعاناة المشاركين الذين ليس لديهم خبرة بالسوق من خسائر على المدى القريب، وإغلاق مراكزهم مما يتسبب في توازن سلبي."
يشدد أفيدييف على أهمية المنصات والحكومات في حماية المستهلك عند التعرض لمثل تلك المواقف. ويؤمن بوجوب تحذير المنصات للمستخدمين حول الطريقة التي يديرون بها تمويلاتهم، وإعطاء تلك التمويلات للمتداولين الخبراء الذين يعرفون كيفية العمل في سوق ما زالت صغير يمكن التلاعب بها.
في السوق غير الخاضع لقواعد تنظيمية حاليًا، يمكن أن يقف المرء مشاهدًا لما يحدث فقط. بيد أن المسؤولين أعربوا عن قلقهم حيال سيطرة بعض المحفظات على أغلبية البتكوين المتواجدة، حتى لا تمر تلك القضية دون ملاحظة. غردت Ardent observers حول نشاط محفظات طريق الحرير في وقت سابق من هذا الأسبوع:
سيكون لبيع البتكوين تأثير على السوق في المدى القريب.