بذل ثيران الغاز الطبيعي مجهودات ضخمة للمحافظة على أسعار الوقود بالقرب من المستوى الرئيسي 3 دولار خلال فصل الصيف، كما ساعدهم في هذا درجات الحرارة المرتفعة، وتراجع المخزون. ولكن يقول محللون بأن تلك المجهودات لن تستطيع مواجهة التصحيح الذي سيشهده الغاز الطبيعي بسبب درجات الحرارة الأكثر اعتدالًا.
توقع بعض المحللين بأن السوق سينخفض هذا الأسبوع، وجاء ذلك التوقع من الإعصار الذي جلب أمطارًا غزيرة على ولايتي كارولينا، مما كان يجب أن يقلل الطلب على الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل مكيفات الهواء. ولكن، بدلًا من حدوث ذلك، ظلت درجات الحرارة عند مستويات أعلى من الطبيعي، كما تسبب انقطاع الطاقة التي تولدها المحطات النووية في إجبار الخدمات على اللجوء للغاز الطبيعي لتوليد الطاقة. وارتفعت أسعار الغاز على هذا الأساس.
اقتراب الأرباح الأسبوعية من 8%
استقر سعر عقود شهر أكتوبر على بورصة نيويورك التجارية عند 2.976 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وذلك يوم الخميس، ليسجل الغاز الطبيعي ارتفاع 2.3% ليوم واحدة. وإذا لم يحدث أي تغيرات يوم الجمعة، نرى بأن الغاز الطبيعي سينهي الأسبوع بارتفاع 8%.
وتدلنا القراءات التقنية على Investing.com على إشارة "شراء قوي" على عقود الغاز لبورصة نيويورك، ولا يوجد أي أهداف بيعية واضحة حتى الآن. وحتى إذا تراجع السوق عن بعض الأرباح التي حققها قبل انتهاء الأسبوع، لن يستطيع ذلك أن يمحو النجاح الكبير الذي حققه الثيران يوم الخميس، فاستطاع الثيران في ذلك اليوم الوصول إلى ارتفاع شهر عند سعر 2.99 دولار، مبتعدين سنتًا واحدًا عن هدفهم المحبوب.
أسعار فوق الطبيعي
تعمل Henry Hub على تقديم التغيرات في أسعار الغاز اليومية في السوق الفعلية، ووصل السعر يوم الخميس إلى ذروة يناير، عند سعر 3.055 دولار. ومع اقتراب السوق من الموسم المحصور ما بين الخريف والشتاء -حين لا يلزم غاز طبيعي للتدفئة ولا للتبريد- تعتبر تلك الأسعار غير عادية لحد كبير، كما يقول بعض المتداولين.
وما زال بعض المحللين يشككون في استمرار سلسلة نجاحات الغاز الطبيعي لفترة أطول، دون أن يمر بتصحيح. ويعزون ذلك لأسباب مثل: درجات الحرارة الأكثر اعتدالًا، استمرار إنتاج الغاز بمستويات قياسية، كما يتم ضخ كميات كبيرة في المخزون، بصورة أكبر من المتوقع، منذ أواخر أكتوبر.
يقول دومينيك تشيرشيلا: "لا تقدم التوقعات الجوية للفترة ما بين 8 إلى 14 يوم دعمًا... فتغطي درجات الحرارة الأكثر برودة نطاقًا واسعًا من البلد،" يعمل تشيرشيلا محللًا في معهد الطاقة في نيويورك. ويشير بكلامه أنه خلال أسبوعين سنرى انخفاضًا في الحاجة لتوليد الطاقة.
درجات الحرارة تؤدي حتمًا لتصحيح
يقول دانيال مايرز المحلل في شركة استشارات الطاقة في هيوستين، Gelber & Associates، أن درجات الحرارة اللطيفة ستلقي بظلالها على أسعار الغاز. ويضيف مايرز: "أعتقد أننا سنمر بأوقات صعبة أثناء تحركنا تجاه سعر 3 دولار، لحين حلول فصل الشتاء. كان لدينا نطاق تداول 25 سنت، من 2.75 دولار إلى أقل من 3 دولار، على مدار الشهرين الماضيين. وأظن بأن هذا سيستمر على مدار أغلب فصل الخريف." كما يذكر:
"درجات الحرارة الأكثر اعتدالًا التي سنشهدها الأسبوع القادم، وتحول درجات الحرارة في بداية أكتوبر ستقضي على معدل الطلب المتبقي للتبريد. مما سيسمح بارتفاع معدلات الضخ خلال الشهر القادم."
تذبذب المخزون
أضافت الخدمات 86 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي للمخزون الأسبوع الماضي، وهو توازن لما أنتجوه ولم يُحرق، كما تظهر البيانات التي أصدرتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الخميس. وتعد تلك المرة الأولى في أسابيع، التي يستطيع معدل الضخ فيها أن يتجاوز متوسط 5 سنوات، لـ 76 مليار قدم مكعب.
ولكن، ما حدث هذا الأسبوع من زيادة توليد الطاقة يمكن أن يؤدي إلى تراجع في أرقام تقرير المخزون يوم الخميس القادم، مما يؤخر انهيار الأسعار حسب قول تشيرشيلا. وربما يحالف الحظ ثيران النفط إذا تغيرت أحوال الطقس مرة أخرى لأي سبب كان.
وقال تشيرشيلا، في إشارة لاحتمالية دعم الأسعار للطلب: "لو حصلنا على دورة جديدة من درجات الحرارة المرتفعة، أو متوسط الارتفاع، سيكون ذلك ضمانًا لانخفاض مخزون الغاز الطبيعي سيكون عند أدنى مستوياته في بداية موسم التدفئة."