تعرف على أفضل العملات المشفرة التي توفر الخصوصية، وهل لها جميعًا طريقة عمل واحدة؟

لمن يعرف بفضاء العملات المشفرة، من المؤكد أنه تطرق إلى ما مجموعة من الرموز المشفرة التي تٌعرف برموز الخصوصية، وتمنح تلك الرموز المستخدمين القدرة على إخفاء هويتهم. على عكس بتكوين، فعلى الرغم من أنها تخفي هوية المستخدم، إلا أن لها دفتر حسابات عام، ومحفظة شفافة، نرى العملات المشفرة من أمثال مونيرو، وزي كاش، وداش، لديهم قناع آمن لهويات المرسل والمستقبل.

وتحقق تلك النوعية من المعاملات درجة الخصوصية التي يرغب فيها الأفراد الذين يقومون بعمليات قانونية، ولكنهم لا يرغبون في عرض تلك المعاملات على العامة، ورغم تلك الفائدة إلا أن لتلك النوعية من العملات العديد من الأضرار والجوانب المشبوهة، فتستخدمها فئات ترغب في إخفاء هويتها للقيام بأنشطة إجرامية من أمثال: تجار المخدرات، والإرهابيين، وغيرهما من فئات المجرمين. لذا، تستمر الجهود الحكومية الساعية إلى فرض تنظيمات فعالة على العملات المشفرة تلك، ولم تكلل كافة تلك الجهود بالنجاح.

ولكن حتى مع قدرة عملات الخصوصية على توفير إخفاء للهوية، يتوجب عليها أن توفي بوعدها، وهو السرية. ولم تحافظ العملات المشفرة تلك على الوعد في بعض الحالات. فمؤخرًا، كشف مطورو مونيرو وجود مشكلة تقنية في برمجيات محفظة العملة المشفرة البديلة، وتسمح تلك المشكلة للمهاجمين القيام بسحب العملة من منصات التداول، بسعر رسوم إجراء المعاملة.

أي من العملات الثلاثة يسود الساحة؟

إذن أي عملة من العملات المشفرة الخافية للهوية أكثر فاعلية؟ تعتقد ميلاني موهر أن مونيرو هي عملة الخصوصية الحقيقية، بغض النظر عن العطل الأخير. وتقول بأن العملة مونيرو لديها الجذور التي يمكن أن يقوم عليها تنمية مجتمع العملات المشفرة، وهو أمر متواجد فيها منذ الأيام الأولى، تعمل موهر مدير تنفيذي، وأحد مؤسسي منصة التجارة الإلكترونية YEAY، كما أنشأت WOM.

وتسمح تلك الجذور لـ ByteCoin، المالكة للرمز المشفرة، القيام بتكويد تفريع جديد إذا وُجدت أي مشكلات في المنصة الأصلية. وتقول موهر بأن العملة XMR جاءت نتيجة تفريع.

"تقوم العملة XMR بإخفاء أمور مثل: تاريخ المعاملة، عنوان المستقبل، عن طريق عناوين وهمية. كما تخفي أيضًا هويات المستخدم عن طريق استخدامها لسلسلة من التوقيعات لإخفاء التوقيع الأصلي، كما لا نعرف كمية المعاملات، لأنها مشفرة عن طريق RingCT، وتعمل XMR أيضًا على Kovri، مما يساهم في إخفاء الموقع الجغرافي، وعنوان الـ IP الخاص بجهاز الكمبيوتر، عن طريق وسائل تشفير مثل خطوط الثوم، وتشفيراته. فيتضح هنا أن XMR هي الرائدة في عالم العملات المشفرة الخاصة بالخصوصية، فتركيزهم الرئيسي ينصب على الحفاظ على الخصوصية كوضع تلقائي، وليس كاختيار. كما أن XMR، تعمل بفاعلية ونشاط على التفريع لتحقيق المقاومة ضد ASIC."

كما تدحض موهر مزاعم تفوق زي كاش على مونيرو من ناحية التكنولوجيا المشغلة لكليهما. فعلى الرغم من أن التكنولوجيا خلف زي كاش تعتبر خطوة مثيرة للاهتمام في عالم التشفير، إلا أنها تقول:

"لا أتفق مع أن كل كتلة يقوم المؤسسون بتعدينها، والحصول على نسبة منها كمكافأة. ويعرف هذا بمكافأة المؤسسين، والتي بدأت عند نسبة 20%، وتناقصت تدريجيًا على مدار 4 سنوات، وأنا لا أعتقد بأن مثل تلك النسبة يجب تواجدها من الأساس. يوجد شركة تعمل على تعدين وتطوير زي كاش، ولتلك الشركة استثمارات خاصة، والخصوصية هنا محض اختيار، ولا تستخدم بجدية، كما يوجد تحليل للسلسلة يسمح بتعقب المستخدمين. ويوجد عديد من الأمور التي تدعو إلى: الخوف، والشك، وعدم اليقين، بشأن فريق تواصل زي كاش مع وكالات سرية، ومثل تلك الأمور."

كانت داش العملة المشفرة الأولى التي تظهر بخاصية الحفاظ على الخصوصية، وفق ما يقوله ريان تايلور، وهو المدير التنفيذي لمجموعة Dash Core Group. ويتحدث عن خصائص الـ PrivateSend "الإرسال الخاص":

"يوجد العديد من مزايا الخصوصية تتفق مع طريقة خلط المعاملات في ({{945629|بتكوين}})- فنحن نوفر تلك الخدمات ولكن بنفقات أقل، كما تتسم بيئة العمل لدينا بكونها: صديقة للمستخدم، وآمنة، وأكثر عصرية. وبينما تستخدم 1% فقط من المعاملات على داش تقنية PrivateSend، إلا أنها أكثر ملائمة، وأقل تكلفة فيما يتعلق بإمداد المستهلك بالخصوصية، مع الحفاظ على دفتر حسابات يمكن أن يتعرض للتدقيق."

بينما تعتقد موهر أن تركيز مجتمع داش ينصب على تبنيها من الاتجاه العام. وفي وجهة نظرها، ترى بأن الخصوصية ليست الهدف الأساسي هنا. فتمثل الخصوصية بالنسبة لهم مجرد اختيار، وليس الوضع الافتراضي للاستخدام.

"في حالة داش، لتتمكن من إرسال معاملة خاصة، عندها تلجأ لاستخدام التقنية PrivateSend، وهي نسخة معدلة من CoinJoin. فتعمل العقد الأساسية (masternodes) على إخفاء العملات، لضمان الخصوصية، ويمكن الحصول على تلك العقد مقابل 1000 داش. وعندما ترسل PrivateSend العملات إلى الـ masternodes، تكشف الأخيرة هوية المستقبل، والمرسل، وكمية الأموال في المعاملة، مما يعني أنها تفتقر للخصوصية، ولو رغب أي كيان في التحكم في الكمية الأكبر من الـ masternodes، يمكنهم أن يستخدموها لصالحهم."

وتشرح موهر بأنه في غضون 48 ساعة من طرح داش، جرى تعدين 2 مليون رمز قبل طرحها. وفي مرحلة لاحقة من تطورها، انخفض المعروض من الرموز المشفرة إلى 18.9 مليون، بعدما كان 84 مليون. وعندما ينخفض معروض العملة، ينخفض معها أيضًا المعروض من العملات التي تم تعدينها قبل الطرح في السوق.

ولكن لم يتحقق هذا في داش. فبتعدين 2 مليون عملة، يظل عدد العملات التي تم تعدينها قبل طرح العملة 2 مليون. ويعني هذا أنه كان هناك 84 مليون رمز، وكان الـ 2 مليون مجرد 2.38% من إجمالي المعروض. فعندما انخفض المعروض إلى 18.9 مليون، أصبحت 10.58% هي إجمالي قيمة المعروض. وتحذر:

"ضع في ذهنك أن هناك 8.3 مليون عملة مشفرة في السوق من داش، إذن من الواضح أن الشبكة تعمل في صالح الأفراد المتحكمين في الـ 2 مليون عملة التي جرى تعدينها قبل طرح العملة، واستطاع هؤلاء تحقيق عائد كبير من الـ masternodes، فلو كانت الخصوصية هنا خيار، فيجب التعامل معها على أنها معاملات مثيرة للريبة، مما يمحو القدرات الحقيقية لعملات الخصوصية."

ويعتقد كويك لي بأن زي كاش ستهيمن على سوق العملات المشفرة التي توفر الخصوصية، وذلك على الرغم من وقوع مونيرو ضمن العملات العشر الأكثر شعبية في السوق، ولي هو المدير التنفيذي لشركة QUANTA، ومؤسسها، وهي شبكة مانحة للبنية التحتية الخاصة بالعملات المشفرة.

"تتسم التكنولوجيا المشغلة للعملة (zk-SNARKS) بأنها تخفي المعاملات تمامًا (وتلك الخاصية ليس اختيار). وتمتلك تلك التكنولوجيا قابلية أن تتبناها إيثيريم، بدعم من مؤسسها فيتاليك، لتتمكن من رفع عدد المعاملات التي تقوم بها في الثانية من 15 إلى 500 (زيادة أكثر من 30 مرة فيما فوق). وسيساعد فيتاليك بوترين زي كاش في أن يتم تبنيها في الاتجاه العام، وذلك بوضعه في الاعتبار استخدام التكنولوجيا الخاصة بها."