إنخفض سعر صرف الليرة التركية خلال تداولات يوم أمس بعد صدور أرقام التضخم في الجمهورية التركية التي أظهرت إرتفاع معدلات التضخم في تركيا إلى مستويات قياسية لم تصل لها منذ 15 عام على الرغم من أن البنك المركزي التركي قام برفع أسعار الفائدة مؤخراً إلا أن أرقام التضخم في تركيا لا زالت في إتجاه صاعد و تظهر البيانات الصادرة يوم أمس بأن التضخم في تركيا إرتفع عن الشهر الماضي بمعدل 6.3 % في حين إرتفع على أساس سنوي عن العام الماضي إلى 24 % و هذا يعني أن المستثمرين في السندات التركية باتو لا يحصلون على عوائد فعلية و حقيقة على إستثماراتهم ، و لكن ماذا تخبئ هذه الأرقام فعليا للإقتصاد التركي ؟
إذا ما قارنا أرقام مؤشر اسعار المنتجين في تركيا الذي صدر يوم أمس فإننا نلاححظ إرتفاع قياسي في أرقام هذا المؤشر على اساس شهري و سنوي حيث سجلت 46.15 % على اساس سنوي و 10.88 % على اساس شهري و هذا يوضح إعتماد المنتجين على إستخدام الدولار الأمريكي بشكل كبير و خاصة مع إرتفاع فاتورة الطاقة و إرتفاع أسعار البترول في الأسواق العالمية و الذي أيضاً من المتوقع أن يرتفع ليقترب من حاجز ال 100 دولار في ظل شح المعروض في الأسواق العالمية بعد فرض عقوبات جديدة على إيران ، و هذا سيزيد من أرقام التضخم في المستقبل القريب أيضا في تركيا .
من جانب أخر فإن الأسواق الناشئة بشكل عام تعاني من خروج الأموال منها متجهة نحو الأسواق الأمريكية بعد قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة إلى 2.25 % و حديثه عن إرتفاعين قادمين في أسعار الفائدة مما يعني أن العائد الذي يمكن أن يحققه المستثمرين من خلال التوجه للأسواق الأمريكي سوف يكون أعلى من العوائد التي يمكن أن يحققوها في إقتصاديات الدول الناشئة و في تركيا التي تعاني من هذا الإرتفاع الكبير في أرقام التضخم . و سيؤدي هذا إذا ما استمر دون حلول جذرية إلى بداية ركود إقتصادي يؤدي بنهاية المطاف إلى إرتفاع معدلات البطالة في تركيا التي تقترب من الإرتفاع فوق 10 % .
و في ظل وعود حكومية اطلقها وزير المالية التركي يوم أمس بعد صدور أرقام التضخم بأن الحكومة التركية سوف تطرح خطوات جديدة لمكافحة التضخم و سوف يتم الإعلان عنها في الأسبوع القادم ، يبقى الدولار الأمريكي هو الأفضل في الأوقات الحالية للمستثمرين في الأسواق الناشئة و خاصة و أن أي خطوات جديدة للحد من التضخم لن يكون تأثيرها أقوى من تأثير رفع الفائدة على الليرة التركية الذي على ما يبدو إن حدث فلن يساهم بأكثر من تهدئة الأسواق لفترة وجيزة .
من الناحية الفنية :
لا يبدو أن الدولار سيتمر في الإنخفاض خلال تداولات هذا اليوم خاصة فيما لو إستطاع الثبات فوق مستويات 6.0900 بشكل فعلي فهذا سوف يدفعه إلى الإرتفاع نحو 6.1300 التي تشكل سقف القناة الصاعدة الحالية على شارت الأربع ساعات و نقطة إلتقاء السعر مع الإتجاه الهابط التي إن إستطاع الدولار إختراقه فإنه سوف يبدأ بشكل فعلي في الإرتفاع و استهداف 6.2200 بشكل مبدئي
تتركز المستويات الدعم الحالية عند 6.0450 - 5.9900 التي تشكل مناطق شراء جيدة للدولار مع وقف خسارة دون مستويات 5.9600