يخوض ثيران النفط حربًا عمّا قريب، وذلك لإبقاء الارتفاع الحالي للأسعار على قيد الحياة هذا الأسبوع، بينما تتراجع الأسعار من ارتفاعات 2014، وهناك مخاطرة بالهبوط إلى مستويات متدنية من جراء ما يتردد في التقارير عن احتمالية إصدار الولايات المتحدة بعض الإعفاءات فيما يتعلق بتصدير إيران للنفط لبعض الدول. وينتظر المتداولون أيضًا تقارير هامة عن توازن العرض والطلب، تصدرها أهم وكالات الطاقة، وسيكون لتلك التقارير تأثيراتها على ثيران السوق.
وعلى جبهة المعادن الثمينة، يجب على المستثمرين الآن أن يتخذوا قرارًا حول ما إذا كانوا سيدافعون عن الذهب فوق مستوى 1,200 دولار للأونصة، بينما يظهر على الدولار علامات الاختراق، بسبب توجهات الفيدرالي نحو رفع معدلات الفائدة، وارتفاع عائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات.
أمّا في المعادن، فنرى أن النحاس في مرحلة التعافي، بعد البيع الذي نال من السلعة الأسبوع الماضي عند مستوى المقاومة 2.83 دولار، على الرغم من وجهات نظر المحللين، القائلة بأن العقود الآجلة للمعادن كانت في مستويات أقل من قيمتها.
بينما تلوح فرصة جني أرباح على السكر، بعد ارتفاعه المذهل بنسبة 21%، ووقوفه في منطقة تشبع شرائي.
وربما يستهدف الدببة سوق الغاز الطبيعي هو الآخر، بعد الزيادة الكبيرة في المخزون الأسبوعي، ويمكن أن يعيق ذلك الجهود الرامية للحفاظ على الأسعار أعلى مستوى 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
كما يصدر هذا الأسبوع عدد من البيانات المتعلقة بالاقتصاد والطاقة والتي لها القدرة على منح المتداولين معرفة عن الاتجاه الحالي للسوق. ومن تلك البيانات التي ستصدر: مؤشر مديري المشتريات في الصين، والميزان التجاري، ومؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، ومؤشر أسعار المستهلك، ومؤشر ميتشغان لشعور المستهلك.
تردد الولايات المتحدة يعرض النفط للخطر
بدأ النفط تداولات هذا الأسبوع منخفضًا على البورصات الآسيوية، بعدما قال مسؤول من الولايات المتحدة إن واشنطن ترغب في منح إعفاءات من العقوبات على الصادرات النفطية الإيرانية، التي تطبقها في الرابع من نوفمبر القادم. يمكن أن تحصل الدول التي تستورد النفط الإيراني على تلك الاستثناءات، وأظهرت تلك الدول جهدًا في تقليل الواردات الإيرانية، وفق ما قاله المسؤول.
استكملت أسعار النفط 4 أسابيع متتالية على ارتفاع، وتعد تلك أطول سلسلة أرباح لها منذ مايو، ويأتي ذلك الارتفاع بسبب الخوف من عجز السعة الاحتياطية لدى كبار المنتجين من أمثال روسيا والسعودية عن سد احتياجات السوق من النفط بعد تطبيق العقوبات على إيران. وصل الإنتاج الإيراني لذروته في مايو الماضي، ليقف الإنتاج اليومي عند 2.7 مليون برميل، وتقول مجموعة (NYSE:غولدمات ساكس)ساكس أن العقوبات يمكنها أن تمنع ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا من أن يُشحنوا للتصدير.
انخفض خام برنت 1%، في 1:05 صباحًا بتوقيت المنطقة الشرقية (4:05 بتوقيت غرينتش)، في تداولات يوم الاثنين، قبل افتتاح الأسواق في نيويورك. ويمكن أن يهبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.7%.
"أرى أن السوق يسبق نفسه بخطوات، وهو على بعد خطوات صغيرة من الوقوف في منطقة تشبع بيعي، ودائمًا هناك حالة جني أرباح في المدى المنظور... رغم البقاء في الاتجاه الصاعد،" وفق ما يقوله دومينيك تشيرشيلا، مدير إدارة المخاطر والتداول في معهد إدارة الطاقة في نيويورك.
ارتفع خام برنت، وغرب تكساس الوسيط متوسط 23% في عام 2018. وصل برنت إلى ارتفاع أكتوبر 2014، عند وقف عند سعر 86.74 دولار للبرميل في 3 أكتوبر. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط لذروة نوفمبر 2014، ليصل لسعر 75.20 دولار يوم الجمعة. ويراهن العديد من المتداولين على تخطي خام برنت لسعر 100 دولار بنهاية العام الجاري، أو بداية 2019.
بيد أن هناك مخاوف حول إيران، ومخاوف أخرى متعلقة بوجود معروض أكبر من المتوقع لشهر نوفمبر، مع أو بدون العقوبات. فجاءت توقعات المحللين لارتفاع المخزون النفطي للولايات المتحدة بحوالي 2.0 مليون برميل، بينما الأرقام على أرض الواقع بلغت 8.0 مليون برميل، وهو الزيادة الأضخم المسجلة منذ 18 شهر.
وتصدر تقارير من وكالات الطاقة لهذا الشهر، فتصدر تقارير من: منظمة الأوبك تقريرها، وكذلك وكالة إدارة معلومات الطاقة، ووكالة الطاقة الدولية في باريس.
الدولار، والسندات والتأثير السلبي على الذهب
بالنسبة للذهب، تأتي رياح الدولار القوي، والسندات الأمريكية بما لا تشتهي سفن الذهب، رغم الأرباح التي تمكن من تحقيقها يوم الجمعة، لأن الذهب في علاقة عكسية من الدولار، وتمكن الدولار من إزاحة الذهب من موقع الجنة الآمنة وشغل هو هذا الموقع.
وانتهت جلسة يوم الجمعة بالنسبة لعقود الذهب مرتفعة 0.4%، وارتفع 0.8% الأسبوع الماضي عند سعر 1,206.70 دولار للأونصة، هذا بينما تراجع الدولار على خلفية تقارير وزارة العمل حول أرقام خلق الوظائف التي تباطأت بحدة في سبتمبر، بينما تراجع معدل نمو الرواتب.
وتظل أزمة الديون الإيطالية، والقيود على الأسواق الناشئة محط اهتمام هذا الأسبوع أيضًا، بينما يراقب المستثمرون تأثيرات ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية على الأسواق.