لا أحد يعرف، ببساطة تلك هي الإجابة على عنوان هذا المقال.
يوجد عدد كبير من الأفراد المشاركين في السوق يوافقون على أن سعر 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية هو السعر الأدنى للغاز الطبيعي ابتداءًا من الوقت الحالي، حتى انتهاء فصل الشتاء العام القادم، ويوجد رهان واحد بانهيار الأسعار بسبب الظروف الجوية، فدرجات الحرارة تتسم بالاعتدال قبل بداية الانخفاض لفصل الشتاء.
ولكل من الجهتين ما يكفي من البيانات والحقيقة التي تدعم قناعاته.
يحصل الثيران على قوتهم من استقرار الأسعار فوق 3 دولار لثلاثة أسابيع، في عقود الغاز على بورصة نيويورك. كما يريح بالهم أيضًا معرفة أنه لدى دخول فصل الشتاء سيكون المخزون من الغاز الطبيعي لعام 2018/19 عند أدنى المستويات التي سجلتها تلك المستودعات قبل دخول فصل التدفئة، ويجعل هذا الحدث الارتفاع إلى 4 دولار أو أكثر محتملًا للغاية في حال كانت درجة الحرارة حادة الانخفاض.
على الجانب الآخر، يشير الدببة إلى الارتفاعات غير المسبوقة في إنتاج الغاز الطبيعي من بداية العام الجاري، ويقولون بأن تلك الارتفاعات الحادة ربما تعمل على تعويض المخزون ما ينقصه الآن- ورغم عدم وقوع هذا بعض، نظرًا لدرجة الحرارة الأكثر دفئًا من المعتاد التي شهدناها هذا الصيف، فدفعت درجات الحرارة تلك الخدمات نحو إحراق المزيد من الغاز الطبيعي لتواجه الطلب المتزايد على الكهرباء المستخدمة في تشغيل مكيفات الهواء. يقول الدببة أيضًا أن التنبؤات المناخية المائلة أكثر نحو الاعتدال على مدار الأسبوعين الماضيين تظهر أنه ربما لن يكون هناك طلبًا على الغاز الطبيعي، لا لأغراض التدفئة أو التبريد.
المحللون والأحوال المناخية والتسعير
وصل إنتاج الغاز الطبيعي لمستويات مرتفعة، وأُضيف للصعوبات التي تواجه المحللين، التسعير والأحوال الجوية.
قال دانيال مايرز إن معدلات الضخم الأسبوعية في المخازن ظلت أسفل متوسط خمسة أعوام، بالرغم من المناخ الخريفي- في ذلك المناخ يستخدم الأشخاص مكيفات الهواء في أضيق الحدود. يعمل مايرز على التنبؤ باتجاهات الأسعار للغاز الطبيعي في شركة Gelber&Associates. وكتب مايرز في تعليق له يوم الخميس:
"رغم وضع السوق في الاعتبار احتمالية بقاء المخزون عند مستويات منخفضة، وظهر الدليل على اهتمام السوق بذلك العامل عندما ارتفعت الأسعار إلى أعلى من 3 دولار، واستمر الطلب قويًا يعيق كافة عمليات الضخ التي يمكن أن كان ليمكنها أن تعود بالغاز إلى الاتجاه المنخفض للسعر، الذي ظل الغاز فيه لفترة طويلة خلال فصلي الربيع والشتاء."
قبل الارتفاع الحالي، كان آخر مرة يقف فيها تداول الغاز الطبيعي أعلى 3 دولار في يناير الماضي، خلال ذروة شتاء 2017/18، ووقف عند ذلك السعر لفترة قصيرة أيضًا في يونيو الماضي.
وتنبأ مايرز -منذ أسبوع مضى- باحتمالية حدوث تصفية في أعقاب إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن وجود تراكم في المستودع يبلغ 98 مليار قدم مكعب خلال ذلك الأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر- وكان هذا الرقم ضعف ما تنبأ به المحللون، وكان المحللون تنبؤوا بـ 46 مليار قدم مكعب.
دفع ذلك الرقم المحللين إلى التفكير في الطقس الدافئ الذي ظل طوال فصل الصيف، بدأ في التبدد، ولكن ارتفعت درجات الحرارة الأسبوع التالي مما أربك هؤلاء المحللين.
قالت رويترز في أحد تقاريرها أن استهلاك الغاز الطبيعي كان أعلى نسبيًا الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع أرقام الأيام التي تتطلب تبريد، وتستخدم تلك الأرقام في تقدير الطلب على مكيفات الهواء في المنازل أو العمل، وتحل تلك الأيام عندما ترتفع درجة الحرارة عن 65 درجة فهرنهايت (18 درجة سليزيوس).
وبلغت تلك الأرقام الأسبوع الماضي 49 يوم، مقابل 36 يوم سجلتها درجات الحرارة العام الماضي، في حين أن العدد الطبيعي لهذه الفترة 30 يوم، سجلتها درجات الحرارة على مدار 30 عام.
نتيجة لذلك، تحول المحللون إلى شيء من الاتجاه المحافظ في التقديرات التي يضعونها حول عمليات ضخ الغاز الأسبوعية، واتفقوا على 91 مليار قدم مكعب، رغم وضع البعض منهم تقديرات تصل إلى 100 مليار قدم مكعب فيما فوق. وأصدرت إدارة معلومات الطاقة تقريرها، الذي جاء موافقًا لتلك الأرقام، فأعلنت عن تراكم 90 مليار قدم مكعب الأسبوع الماضي.
وأصابت حالة الارتباك بشأن الأسعار أيضًا دومينيك تشيرشيلا، من معهد إدارة الطاقة في نيويورك، ووصف السوق بأنه "أعلى النطاق الحالي لمستوى الدعم."
بداية ارتفاع طويل؟
على الجانب التقني، نرى القراءة اليومية على Investing.com تعطي إشارة "شراء قوي" لعقود نوفمبر الأكثر نشاطًا على بورصة نيويورك. واستقرت تلك العقود يوم الخميس عند 3.220 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. ويبدو أن الغاز الطبيعي فوق 3 دولار حاصل على كافي الدعم الذي يحتاجه. وأولى مستويات المقاومة القوية التي نراها عند 3.356 دولار، المستوى الثالث لفيبوناتشي.
ومثل تلك الأهداف تلهم بعض المتداولين، ومنهم مايك سييري والذي فاتته فرصة الدخول للسوق قبل الارتفاع فوق 3 دولار، ويستمر في انتظاره لحين وجود أي نقطة تسمح بالدخول. ويقول: "أعتقد أن هذا الارتفاع ما زال في بدايته."
ولكن لدى سكوت شيلتون المتداول في ICA، شمال كارولينا، وجهة نظر مختلفة.
أعتقد أن هذا بأن ما يحدث الآن من عمليات شراء هو عبارة عن شراء مستشاري تداول السلع، الذين عادة ما يكونوا إمّا صناديق تحوّط أو متداولين.
ويتنبأ شيلتون بأن الربعين الرابع والأول من المتوقع أن يدمرا المتداولين، "إلا إذا كان الطقس باردًا، غير ذلك أعتقد أن هذا الارتفاع سينتهي نهاية مأساوية."