تراجعت الليرة التركية يوم الثلاثاء لتلامس مستوى 5.84 ليرة أمام الدولار،لتسجل أسوأ أداء يومي لها في شهر.
وجاءت خسائر الليرة بعد أن أعلن حزب قومي عن عدم سعيه إلى التحالف مع حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبالتالي عادت الليرة من جديد لمواجهة المشاكل الداخلية في تركيا، بعد أن تخلصت من الضغوط الخارجية الأمريكية منذ حوالي أسبوعين عندما أطلقت تركيا سراح القس الأمريكي.
أهم المشاكل التي تواجهها تركيا هو ارتفاع التضخم، وهو حاليا عند أعلى مستوى منذ عام 2003، حيث بلغ مستوى التضخم السنوي في شهر سبتمبر 24.5٪ في أسعار المستهلك و 46٪ في أسعار المنتجين. تشير ديناميكيات التضخم إلى أن أرقام نهاية العام قد ترتفع إلى ما بين 30٪ و 35٪ في أسعار المستهلك وبين 50٪ و 60٪ في أسعار المنتجين.
منذ عام 2003، لم يصل التضخم إلى خانات العشرات سوى في العام الماضي عندما بلغ 11.9 ٪. والزيادة الحالية هي حالة جديدة تجعل أصحاب الأجور والمتقاعدين أفقر نسبياً حيث أنهم يفشلون في زيادة مداخليهم تماشياً مع زيادات الأسعار. لكن الخوف الأكبر يأتي من العمال، إذا قد تضطر الشركات إلى تسريح العمال في حال فشلت في تغطية مديونتها للبنوك، وهو ما سيؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف سيوقف أردوغان ارتفاع التضخم ونزيف الليرة؟
من الناحية الفنية، يبدو لنا أن زوج الدولار/ليرة تركية في موجة هابطة منذ أكثر من شهرين، عندما بلغت الليرة أعلى مستوياتها أمام الدولار على الإطلاق. ويبدو أن الليرة قادرة على التماسك قليلا أمام الدولار على المدى القصير على الأقل طالما أنها تتداول أعلى من مستوى المقاومة 5.92 ليرة، وبالتالي أي ارتفاع على المدى القصير سوف يتيح فرصة بيع نحو مستوى الدعم 5.50 ليرة.