قبل اجتماع المركزي الأوربي : التغيير لن يحدث فجأةً

قد يكون اجتماع البنك المركزي الأوربي في وقت لاحق من اليوم أهم الأحداث الاقتصادية في يوم الخميس. لطالما كانت تصريحات واجتماعات ماريو دراغي , رئيس البنك المركزي الأوربي شيقةً ويترقبها الجميع. على صعيد أسعار الفائدة الأوربية من غير المتوقع أن ترتفع في اجتماع اليوم , هي بالمناسبة ماتزال عند 0.0% حاليا , أقل من بريطانيا 0.75% وأمريكا أيضاً 2.25%. هذا من جانب أول , الجانب الثاني وهو الأهم سيكون المؤتمر الصحفي لماريو دراغي وهو سيكون 4:30 بتوقيت دبي, هل سيشير دراغي الى تغيير حقيقي في السياسة النقدية , أو أي تعديل على برنامج شراء الأصول الحالي؟

لا نعتقد بحدوث تغيير نوعي في السياسة النقدية أو نظرة المركزي الأوربي لأسعار الفائدة التي من غير المتوقع أن ترتفع قبل عام من الآن , ربما في أحسن الأحوال خاصةً اذا بقيت التهديدات بالرسوم التجارية مع ترامب قائمةً وبدأت الإشارات السلبية للاقتصاد الأوربي تظهر تدريجياً. والحق يقال أن اقتصاد منطقة اليورو ليس سيئاً بالمطلق حالياً , ولكن المخاطر الحقيقية هي سياسية بالدرجة الأولى وتأتي من إيطاليا ومن ملف خروج بريطانيا ومفاوضاتها الشاقة مع الأوربيين. لن يتدخل المركزي الأوربي بالشأن السياسي الداخلي لإيطاليا ولا يفرض أجندة معينة للحكومة الإيطالية ولكنه بالتأكيد في صلب المحادثات بين المفوضية الأوربية والحكومة الإيطالية فيما يتعلق بالميزانية والعجز المطلوب من المفوضية ألا يتجاوز 0.8% من الناتج المحلي الإجمالي بينما تقترح الحكومة الإيطالية 2.7% حالياً وهو مالا توافق عليه المفوضية الأوربية حالياً.

قد لا يشير البنك المركزي الأوربي في تقريره اليوم الى الفرق بالعوائد بين السندات الألمانية والإيطالية الذي يتسع حالياً بتأثير تبعات الميزانية الإيطالية والمخاطر السياسية اضافةً لتخفيض التصنيف الائتماني لإيطاليا من قبل وكالة موديز الأسبوع الفائت. العوائد على السندات الألمانية تبلغ حالياً 0.39% على سندات العشر سنوات , بينما وصلت في إيطاليا الى 3.56% اليوم .

لايرغب ماريو دراغي أن يرتفع اليورو بقوة حالياً , متماشياً مع أسعار الفائدة المتدنية ومؤشر أسعار المستهلكين الذي يرتفع تدريجياً حيث وصل خلال الشهر الماضي الى 0.9% على أساس سنوي بينما يبقى الهدف عند 2%,نحنا طبعاً نتكلم عن أسعار المستهلكين الصافي (Core CPI). لا نتوقع أن يدفع ماريو دراغي باتجاه قوي لليورو ولكن شراء اليورو كما قلنا سابقاً يبقى خياراً جيداً للمدى المتوسط.