يتقلص هامش الخطأ بالنسبة لثيران الغاز الطبيعي تدريجيًا.
فيمكن أن يتعرض سعر 3 دولار إلى تحدي كبير، إذا ظل الطقس البارد الحقيقي أحد التعهدات الخيالية، وينبع التحدي من مستويات الإنتاج القياسية.
كتب دانيال مايرز يوم الخميس في تعليق له على السوق: "تعود الثقة في القدرة على التزويد بمعروض كافي ليغطي أي طلب غير متوقع." يعمل مايرز محللًا للغاز في Gelber &Associates في تكساس.
"لا يتضح لدينا ما إذا كانت البرودة ستكون كافية للسحب من صافي المخزون. فالإنتاج القوي، والمناخ المعتدل في منتصف الشهر، يمكنهما أن يتركا السوق بين رحى الضخ الثانوي، وعمليات السحب."
دفع المتداولون والمستثمرون الذين أخذوا مراكز طويلة على عقود الغاز الطبيعي، تلك العقود إلى ما فوق 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في نهاية سبتمبر، وتمكن هؤلاء من الحفاظ على السعر أعلى ذلك المستوى النفسي الهام منذ ذلك الحين. يحافظ المتداولون على السعر رغم مستويات الإنتاج القياسية، والتي استطاع السوق التغاضي عنها بفضل درجات الحرارة المرتفعة في فصل الخريف، والتي دفعت نحو استهلاك المزيد من الغاز لتشغيل مكيفات الهواء، بدلًا من تخزينه في تحت الأرض لاستخدامه في فصل الشتاء.
في انتظار البرودة
يحل محل الحرارة المرتفعة الأخيرة، طقس مختلط، مع ارتفاعات متقطعة في درجات الحرارة، وصلت إلى 45 فهرنهايت (7 سيلزيوس)، وما أدناها.
وفق رويترز، سجل الأسبوع الماضي 89 من أيام درجات الحرارة التي تحتاج لتدفئة، مقارنة بـ 47 مسجلة العام الماضي في نفس الأسبوع، والمتوسط لذلك الرقم على مدى 30 سنة هو 67. تلك الأرقام معطاة من مؤشر مختص بقياس متوسط درجات الحرارة في اليوم، والتي تقل عن 65 درجة، والهدف منه هو معرفة الطلب على الغاز الطبيعي المستخدم في التدفئة داخل المنازل وأماكن العمل.
وبينما اتسمت تلك الأرقام بارتفاعها عن المستويات الطبيعية، بغرض الحافظ على الغاز الطبيعي أعلى 3 دولار،إلا إن المحللين يقولون ما زالت هناك حاجة إلى إحراق المزيد من الغاز الطبيعي.
تقول توقعات بارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي إلى مستوى قياسي، لتنتج 82.67 مليار قدم مكعب في اليوم، وذلك في عام 2018، ويأتي ذلك بارتفاع عن العام السابق، عندما كانت تنتج 74.44 مليار قدم مكعب من الغاز يوميًا، وتلك توقعات حكومية.
إذا جاءت البرودة الشديدة، لن يكفي مستودع الغاز، وسيواجه السوق عجزًا في الطلب، وذلك وفق محللين، فدرجات الحرارة الحالية هي المناسبة لكمية الغاز. وإذا عجز الغاز عن تلبية الطلب، عندها سيكون الاعتماد على الفحم كمصدر بديل للطاقة.
أغلق مستودع الغاز الأسبوع الماضي عند 3.143 تريليون قدم مكعب، بعد ضخ 48 مليار قدم مكعب، وعملية الضخ الأخيرة تلك كانت أقل من التوقعات الموضوعة لها، فكان هناك توقعًا بالارتفاع إلى 51 مليار قدم مكعب. ويرى المتداولون معدلات الضخ المرتفعة ما تزال أقل من المتوسط الطبيعي لـ 5 أعوام، المقدر بـ 62 مليار قدم مكعب. حوصرت عقود الغاز الطبيعي للشهر الأمامي على بورصة نيويورك في نطاق يوم الخميس، بعد إصدار أرقام عملية الضخ الأخيرة، قبل الاستقرار قليلًا، لتخسر بذلك 2.4 سنت، وتصل لسعر 3.237 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
المخزون وتوقعات التسعير
"قام السوق باحتساب تلك الزيادة القليلة في توقعات هذا الأسبوع،" كما يقول مايرز.
وقال يمكن أن يصل الغاز الطبيعي إلى أقل من 3 دولار، إذا جاءت 2 عملية ضخ بمعدلات أكبر من المتوقع، فيضع هذا مزيدًا من الضغط على الغاز، رغم أنه من الطبيعي أن نرى درجات حرارة أقل من 45 فهرنهايت.
نرى تحولًا في توقعات الطقس في المدة المتراوحة بين 8-14 يوم، فدرجات الحرارة في تلك الفترة ستصبح أكثر برودة، وفق دومينيك تشيرشيلا، من معهد إدارة الطاقة في نيويورك. ويضيف:
"تظهر التوقعات الحالية عودة وتوسع في درجات الحرارة المنخفضة عن الطبيعي التي تعم كافة أرجاء البلاد، مع بعض درجات الحرارة الأعلى من الطبيعي التي تظهر في منطقة محدودة على الساحلين."
"النداء على الغاز الطبيعي لأغراض التدفئة يجب أن يبدأ في الوصول إلى المستويات الطبيعية في ذلك الوقت من العام، وخلال فترة التنبؤ تلك."