تعرضت شركة (NASDAQ:فيس بوك) إلى اضطراب يستمر عام ونصف الآن، حدث الاضطراب بسبب عديد من الأمور المثيرة للجدل، مثل: الأنباء الزائفة، والتلاعب السياسي، والاختراقات الأمنية للبيانات. تدخل فيس بوك بعد تلك الفترة إلى مرحلة جديدة: فعملاق التواصل الاجتماعي على وشك التضحية بزخم النمو الخاص به، بينما يختبر طرقًا جديدة لجني الأموال.
كانت تلك الرسالة الرئيسية للشركة في تقرير الربع الثالث لها، الصادر يوم الثلاثاء، كما سيطرت أيضا على المؤتمر الذي عقده زوكربيرغ مع المحللين بعد التقرير. بصورة عامة، لا ترى الشركة في الوقت الراهن خط مستقيم يتتبع مسار النمو لها، واعتاد المستثمرون على رؤية ذلك الخط طوال الفترة التي أعقبت عملية الاكتتاب العام التي تمت في 2012.
يواجه فيس بوك عدد من التحديات التي يجب تجاوزها في 2019، والتحدي الأكبر هو التعويض عن خسائر العائد الوارد من منتج النيوز فييد الخاص بالشركة، ذلك المنتج الذي يتعرض إلى تحويل ضخم، لانكشاف استخدامه في التلاعب السياسي، ونشر المعلومات الخاطئة والمزيفة.
في المؤتمر المنعقد مع المحللين، قدم زوكربيرغ خطة لتحقيق النموالمستقبلي. فيحول تركيزه على الفيديو الآن، والمنشورات التي لها مدة زمنية تختفي بعدها، والمدعوة "قصص" ويركز الآن على جذب المعلنين لتلك الوسائل الجديدة، بدلا من الوسيلة القديمة المحاط بها الشكوك. ولكن المشكلة في تلك الطريقة، إنها لن تأتي ثمارها فورًا، وما تزال بحاجة للكثير من العمل.
وقال زوكربيرغ: "لدينا العديد من المنتجات التي يحبها الناس، ولكن يلزمنا الوقت لنعود إلى المسار." "سنحتاج وقت، وسيكون معدل نمو العائد أبطأ."
لا يضع فيس بوك تكلفة كبيرة على المعلنين عند استخدامهم "القصص" للإعلان، كتلك الموضوعة على النيوز فييد، لذلك التحول للقصص ربما لم يكون مربحًا جدًا. والمشكلة الأخرى، هي عدم ارتياح المعلنين لتلك الطريقة الجديدة، وخاصة لعدم اكتمال تطويرها بعد.
وجاء في مذكرة بحثية (NYSE:لمورجان ستانلي)مشكلات ستواجه فيس بوك في المدى القصير نظرًا لذلك التحول لاستخدام "القصص" التي تختفي بعد 24 ساعة، ويبلغ الانخفاض من استخدام القصص 30% عن استخدام النيوز فييد.
تكمن قوة منصة فيس بوك في المساعدة التي تقدمها للمعلن في استهداف الجمهور الصحيح لكل منتج أو خدمة. فتحقيق فيس بوك للأرباح من بيانات المستخدمين يعد عامل رئيسي لنجاح الشركة واستمرارها في المسار الصاعد، واستمرار ارتفاع سعر السهم.
تباطؤ نمو المستخدم
تجتهد فيس بوك حاليًا في محاولة اقناع المعلنين بالتحول إلى طرق أكثر تعقيدًا في التواصل مع الجمهور المستهدف، ولن تنجح تلك الجهور إلا إذا استطاعت فيس بوك زيادة عدد المستخدمين. ظهر في تقرير أرباح الربع الثالث هبوط في نمو عدد المستخدمين في كندا والولايات المتحدة، أهم منطقتين لتحقيق أرباح من الإعلان، كما نال التباطؤ من عدد المستخدمين في الاتحاد الأوروبي، وفقدت فيس بوك مليون مستخدم خلال الربع الثالث، بسبب سياسة بيانات الخصوصية الجديدة، والقواعد التنظيمية التي طبقتها الشركة حديثًا.
يقف تداول سهم الشركة الآن عند 151.75 دولار لكل سهم. وتراجع عائد النيوز فييد، وكذلك نمو المستخدمين، ومستقل الأسهم الآن في حالة من عدم اليقين، وتستمر تلك الحالة على مدار الـ 12 شهر القادمة. فلا يجدر بمستثمري المدى الطويل توقع تعافي سريع بعد فقدان أسهم فيس بوك أكثر من 30% منذ وصولها لرقم قياسي في يوليو.
ما زلنا نؤمن بفيس بوك، رغم البيئة المليئة بالتحديات حاليًا، ولكن فيس بوك ضليعة في معاكسة كافة التوقعات في فضاء التكنولوجيا، وذلك لأن الشركة أحاطت نفسها بدرع أمان اقتصادي قوي. ففيس بوك، وانستجرام هما أكبر أصول الإعلام في العالم، بينما ماسنجر وواتس آب، أكبر خدمات الدردشات. يظهر في تقرير الربع الثالث، استمرار تعامل المعلنين مع منصات فيس بوك، لعدم وجود بديل قوي الآن.
خلاصة القول:
أي تعافي في أسهم فيس بوك، يعتمد على مدى سرعة زوكربيرغ في تحسين أمن المنصة، وإخلائها من التلاعب السياسي، ونشر المعلومات الخاطئة. وفي وجهة نظرنا، تلك رحلة طويلة، بها العديد من الارتفاعات والانخفاضات.