المتابع لتقلبات وتداولات الذهب يدرك تماماً أن هذا الاستقرار الحالي وضعف هامش التداولات بين أعلى مستوى وأدناه لا يحدث للمرة الأولى . والحقيقة أن تداولات الذهب ماهي الا انعكاس حقيقي لمعنويات الأسواق ليس من جهة المخاوف بل من جهة الترقب وفقدان اتجاه واضح للأسواق , على الأقل حالياً.
استوعبت الأسواق تماماً أن قطار رفع الفائدة الأمريكية سيستمر , قد يتباطأ ولكنه يسير بتقدم مستمر . من المتوقع أن تكون الانتخابات الأمريكية الفصلية الحالية هي التحدي الأكبر حالياً سياسياً واقتصادياً , على الرغم من أننا لا نتوقع أن يتمكن الديمقراطيون من تحقيق اختراق حقيقي يغير في معادلة الكونجرس الأمريكي الحالي الذي يسيطر عليه الجمهوريين.
لا نريد المبالغة في تقدير تأثير الانتخابات الفصلية ولكن في حال حدوث اختراق قوي وفوز للديمقراطيين هذا يعني أن الدولار الأمريكي قد يتراجع ليس لأن الديمقراطيين لا يؤيدون سياسات الجمهوريين بل لأن الأسواق ستقرأ تغييراً محتملاً في نظام الضرائب والاتفاقيات التجارية في الوقت الذي يستمر الاقتصاد الأمريكي في تحقيق معدلات زخم ممتازة هي الأفضل في ثلاثة عقود .
يتداول الذهب حالياً قريباً من مستويات 1230$ للأونصة بينما تبقى مستويات 1257.45$ هي المقاومة الأهم . العودة الى مستويات 1210$ قد لا يكون مستبعداً اذا كان فوز الجمهوريين ساحقاً , ولكننا لا نعتقد بحدوث اختراقات قوية . سيعزز فوز الجمهوريين من قدرة ترامب على المناورة في اجتماعه القادم مع الرئيس الصيني , بقاء اليوان ضعيفاً ليس في صالح ارتفاع الذهب كما أشرنا سابقاً. لكن أرقام مجلس الذهب العالمي أشارت قبل عدة أيام في تقرير الربع الثالث الى ارتفاع الطلب وتحسنه خصوصاً من الصين وروسيا وتركيا , لكن الخروج الأكبر كان من خلال عقود ETF التي تتداول في الولايات المتحدة الأمريكية . هذا الكلام يمكننا أن نراه من خلال المخطط البياني للذهب والذي يوضح بيع الذهب خلال تموز وآب بينما عاد للتحسن خلال شهر أيلول الفائت وبقي مستقراً ضمن هامش تقلبات ضعيف . يبقى الشراء خياراً جيداً من المستويات الحالية اذا اخذنا بعين الاعتبار المستويات التي وصلها في بداية العام الجاري عند 1360$ للأونصة , حيث يكون الذهب قد ارتفع ما يعادل 31% من أدنى مستوياته .