تتفرع رابع أكبر العملات المشفرة، بتكوين كاش، من حيث القيمة السوقية يوم الخميس الموافق 15 نوفمبر. والتفرع القاسي هو مصطلح يطلق على انقسام برتوكول العملة المشفرة المتواجدة على شبكة سلسلة الكتل، ويصبح البروتوكول الواحد نسختين مختلفتين، خالقًا عملتين مشفرتين بديلتين، ويمتلك حاملو العملة الأصلية النسختين عند حدوث التفرع.
نتجت بتكوين كاش نفسها من تفرع العملة المشفرة (بتكوين) في 2017. ويميل المستثمرون إلى الإسراع في امتلاك العملة المشفرة قبل حدوث التفرع، لأن ذلك يوفر إمكانية زيادة قيمة الاستثمار الأساسي، وفي بعض الأوقات تكون الزيادة كبيرة.
بيد أن ما يحدث حاليا يخالف تصرف السوق المتعارف عليه، فيجري الآن عملية تصفية على مراكز بتكوين كاش، حتى ببقاء فئة الأصول -إلى حد ما- في حالة استقرار. انخفضت بتكوين كاش 17% أثناء كتابة هذا المقال، فكان تداول العملة يقف عند 622 دولار منذ أسبوع مضى، والآن عند 517 دولار، فما السبب وراء هذا التراجع غير المتوقع؟
بتكوين كاش منطقة حرب
سيخلق التفرع القادم عملتين رقميتين جديدتين، هما: بتكوين ساتوشي فيشين، وبتكوين ABC. تمر بتكوين كاش باثنين من تحديثات التفرعات سنويًا، وفق المدير التنفيذي لـ Invictus Capital، دانيال شوارتزكوبوف. في الماضي، كانت تطبيقات تلك التفرعات تحدث بسلاسة وبدون انقسام العملة. بيد أن الوقت الراهن مختلف تماما:
"أثبت التفرع القادم لبتكوين كاش وجود نزاع حاد مع العديد من العملات المشفرة المعروفة، تلك العملات التي تعرض وجهة نظرها في مستقبل تنمية بتكوين كاش. وانقسم المجتمع إلى nChain تجري التحديثات بانفراد."
nChainهي المجموعة القائمة على تطوير عملة ساتوشي فيشين، ويترأس المجموعة مطور العملات المشفرة المعروف كريج رايت. وتخطط المجموعة لزيادة حجم الكتلة إلى 128 ميجا بايت، رغم أن نظام بتكوين كاش لا يحبذ بروتوكول ساتوشي فيشين، لأنه يتحرك في مسار معاكس لخارطة الطريق التي وضعتها bitcoincash.org ومطورو ABC. يتزعم أموراي ساشيت مطور ABC حركة المعارضة تلك. وأطلق أموراي مع آخرين اسم "ساتوشي المزيف" على ساتوشي فيشين.
وتستمر تلك الفوضى في التصاعد، وإطلاق الألقاب مستمر هو الآخر بين أعضاء مجتمع تكنولوجيا العملات المشفرة. وغرد جيهان وو المؤسس المشارك في Bitmain:
"يتعاون مجتمع بتكوين كاش على طرد ساتوشي المزيف. فتثبت المقاومة ضد جماعة ،ساتوشي فيشين، قوة نظام بتكوين كاش وتعقيده."
ويضيف شوارتز كوبوف أن هذا الجدل المثار يعد نقطة محسوبة لمستقبل بتكوين كاش على المدى القريب:
"زادت قيمة سعر بتكوين كاش بسرعة في الفترة السابقة على التفرع القاسي. رأينا هذا يحدث عادة، فالمضاربون يأملون الاستفادة من التفرع بامتلاك العملة الأصلية التي سينتج عنها العملات الجديدة. بيد أن الزخم تراجع، بسبب خروج المستثمرين من مراكزهم، فرأينا تراجع سريع."
رغم النزاع، يعتقد كريج ماكجريجور أن التفرع علامة إيجابية على النمو والتطور في الصناعة، كريج مؤسس مشارك ومدير تنفيذي لـ DSTOQ.
"تجذب التفرعات القاسية الاهتمام، فيدخل المستثمرون الجدد في مناقشة مفتوحة حول ما له فائدة وما ليس له فائدة. ودور منصات العملات المشفرة هنا هو نشر وتقديم الحقائق الواقعة بطريقة محايدة لجميع المستثمرين، وتهدئة المخاوف عند تصاعدها. وحتى وقوع التفرع نفسه، نتوقع استمرار دعم المجتمع لكلا النسختين من بتكوين كاش."
يتفق فرانك واجنر مع ماكجريجور، واجنر المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لـ INVAO. فيعتقد احتمالية إفضاء التفرع القادم لبتكوين كاش إلى تغييرات عديدة في سوق العملات المشفرة ككل.
من الصعب التنبؤ بما سيحدث تحديدًا لسعر بتكوين كاش، أو لسعر أي من العملات المشفرة، كما يذكر. وفي وجهة نظره، بتطور التفرع القاسي، سيتضح خصائص ومدى قابلية العملات للتبني، مما سيسمح للمستخدمين باتخاذ قرارات أكثر حكمة مبنية على معلومات غزيرة عن كيفية الاستثمار.
وينصح المستثمرين المهتمين بالعملات المشفرة، بمحاولة اللجوء إلى المحترفين في السوق للحصول على المعلومات، في حال كانوا خائفين من دخول فضاء التكنولوجيا الجديدة.
المنصات وتبني العملات الوليدة
أعلنت Poloniex أنها ستكون منصة تداول العملات المشفرة الأولى لإتاحة تداول ناتج تفرع بتكوين كاش، وجاء الإعلان بالرغم من النقاش الدائر حول سير التفرع وفق خارطة الطريق؛ Poloniex هي منصة تداول تشغلها Circle التابعة (NYSE:لغولدمان ساكس). وأعلنت منصة Bitfinex هي الأخرى عن دعمها للمعسكرين، وتعد Bitfinex رابع أكبر منصة لتداول العملات المشفرة وفق معهد شفافية بلوكشين.
يعتقد روبرت فلوهر، المدير التنفيذي لـ Trino Network أنه يقف بجانب المعسكرين فيما يهدفون إلى تحقيقه. بيد أنه يضيف:
"سيقول القائمون على التعدين الكثير عمن يتحكم في الشبكة بعد التفرع، ويمكن أن يكون رد الفعل قاسي من جانب المتداولين. وزيادة قيمة بتكوين كاش سيعتمد على مستوى الدعم الذي تتلقاه العملة من مختلف المنصات، وليس فقط منصة غولدمان."
يقول فلوهر بشأن حالة السيولة الحالية في سوق العملات المشفرة، لا يساعد التفرع الحالي فيما يتعلق بذلك الجانب، وحتى صعود فئة الأصول لن يساهم بالضرورة في هذا. والأمثل وفق فلوهر، هو اختيار المستخدمين تكنولوجيا واحدة، رغم اعتقاده أن ذلك غير محتمل.