مفاوضات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي تسير في طريق غير ممهد ، حيث تم رفض خطة خروج بريطانيا التي أعدتها رئيسة الوزراء البريطانية ، و استقالة أحد كبار المتفاوضين ، دومينك راب ، لتعبيره عن المعارضة لاتفاقية الخروج المكثف وهي مسودة الاتفاق المدعومة من الجانب الأوروبي ، ولكن لا تنال دعم حكومة ماي.
وفي خطاب استقالته، صرح راب بعجزه عن بدعم ذلك المقترح "بضمير واعي،" لأن النظام الحاكم لإيرلندا الشمالية يشكل تهديدًا خطيرًا لنزاهة المملكة المتحدة، ولأنه أيضًا " لا يمكنه دعم اتفاقية بلا إطار زمني، يمتلك فيها الاتحاد الأوروبي حق الفيتو للتحكم في قدرتنا على الخروج "
وما حدث ليس ضربة تؤجل من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقط، ولكن دعت النائبة البرلمانية ريز موج إلى التصويت على سحب الثقة من ماي.
أحداث سياسية غير مواتيه و بيانات إقتصادية ضعيفة و نمو بطيء ، هذه أهم الاحداث التي كانت وراء الضربة القاصمة للجنية الإسترليني الخميس الماضي التي أنهار علي أثارها سعر صرف العملة البريطانية بنسبة 2 % في يوم تداول واحد.
خلال تقريرنا الأخير عن العملة البريطانية المنشور تحت عنوان (الجنية الإسترليني رهن مفاوضات الخروج ، و الأسبوع القادم قد يحمل خبر هام ، والتوقف عن التداول قرار حكيم) كنا قد أشرنا إلي أهمية المسودة المطروحة للنقاش و تحدثنا عن أثرها الكبير علي الأسواق ، وكانت توصيتنا ترجح الوقوف خارج السوق لتفادي أخطار التغير السريع و القوي في سعر العملة البريطانية ، وخاص أن التغير غير مرجح الإتجاه ، فكانت توصيتنا هي " وليس هناك إشارة فنية موثقة بما يكفي لترجح كافة أي من البائعين أو المشترين ، لذلك تتسم تداولات الإسترليني حاليا و في بداية الأسبوع القادم أنها تداولات مرتفعة المخاطر ، وخاصة وجود إحتمال كبير حول مسودة مطروحة في مفاوضات الخروج "
الرسم البياني اليومي
يظهر الرسم البياني علي الإطار الزمني اليومي ان العملة البريطانية قرب أدني مستوياتها في عام و نصف العام ، وتشير الأحداث أن العملة البريطانية ليس لديها أي دافع لتحقيق مكاسب حتي في الوقت الذي يتراجع فيه أداء الدولار.
لذلك من المنتظر أن يتراجع الجنية الإسترليني إلي مستوي 1.2750 ثم مستوي القاع عند 1.2690 ، في محاولة لإيجاد دعم ، فإذا عجزت ماي عن إقناع البرلمان بالموافقة على المسودة التي قدمتها لاتفاقية الانسحاب مع الاتحاد الأوروبي، سيحقق الاسترليني مزيدًا من الخسائر ، حينها سيكون من المنطقي كسر منطقة الدعم الأهم عند 1.2690 و تحقيق أرقاما أدني.
لذلك ننصح ببيع الإسترليني من المناطق الحالية عند مستوي 1.2850 (وقت كتابة التقرير) ، ليكون الهدف الأول عند 1.2750 و الهدف التالي عند 1.2690، علي أن يكون الإغلاق أعلي مستوي 1.2900 و الثبات أعلاه علي الإطار الزمني للأربع ساعات هو إشارة تفعيل اوامر وقف الخسارة و تصفية كل صفقات البيع.