قد يكون هذا العنوان غريباً أو ربما حاملاً لمخاطر معينة . ولكن الحقيقة أن ما يحدث حالياً بين الأوربيين ونظرائهم البريطانيين وبين أعضاء حزب المحافظين البريطاني أنفسهم يعتبر الرهان الأخير اقتصادياً وسياسياً على قدرة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لإقناع أعضاء حزبها المحافظ بالموافقة على الاتفاقية مع الأوربيين التي تم التوصل اليها يوم أمس الأحد في بروكسل.
قال الأوربيون يوم أمس أن هذه الاتفاقية غير قابلة لا عادة التفاوض , وتقول تيريزا ماي أنها خطوة ممتازة للتوصل الى اتفاقية نهائية مع الأوربيين تريح عن كاهلها سنتين ونصف من العقد السياسية داخل بريطانيا قبل أن تكون مع الأوربيين .
نعتقد أن كلام الأوربيين عن عدم إعادة التفاوض فيه رسالة دعم لتيريزا ماي وضغط على أعضاء حزب المحافظين , الرفض يعني بشكل أو آخر بداية نهاية المستقبل السياسي لتيريزا ماي وباعتقادنا أنه حتى مع الموافقة على الاتفاقية فان تيريزا ماي لن تستمر طويلاً في مكانها وسيكون حزب المحافظين مجبراً على اختيار قيادة جديدة .
نقطتين أساسيتين :
أولاً , لا يهم بنك إنكلترا التفاصيل السياسية بقدر ما يهمه الاستقرار . الاتفاقية مع الأوربيين ستريحه وتدفعه للتفكير مجدداً في أولويات رفع الفائدة وتحقيق استقرار نقدي .
ثانياً , قد يكون الرهان الأخير بالنسبة لارتفاع الباوند لأن عدم التوصل لاتفاقية يعني انهيار الباوند مجدداً وقد نرى مستويات 1.20$ التي وصلها بعد حدوث البريكزت مباشرةً , مع أننا قد نستبعد هكذا سيناريو.
ربما نكون مبالغين بثقتنا في التوصل الى اتفاق أو بتقديرنا أن الباوند سيرتفع تدريجياً, ولكن البراغماتية البريطانية تشكل الأولوية قبل أن تأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر مختلفة أو متباينة داخل البرلمان أو الحزب الحاكم . من الناحية الاقتصادية , تبدو بريطانيا الآن على مفترق طرق أكثر من قبل , كما أن التداعيات السيئة الحقيقية للبريكزت قد لا تكون قد ظهرت بعد . لذلك لابد أن نكون حذرين ولا نبالغ بالانكشاف كما أشرنا سابقاً. فنياً , هناك دعم مهم عند 1.2703$ ثم 1.2570$ . التداولات الحالية تشير الى ترقب ولذلك لا نرى ردة فعل قوية اليوم.