على وقع اجتماعات الدول العشرين الكبرى في العالم بدأت الأسواق العالمية تداولاتها اليوم باحتفال بشهية المخاطر. وكما كنا قد قلنا سابقاً بأن السياسة هي من يتحكم حالياً في الكثير من التفاصيل اليومية للتداولات في ظل وجود بيئة تداول عالمية ضعيفة من ناحية التقلبات اليومية وعدم حدوث تغيير جذري للمعطيات السياسية والاقتصادية.هناك عدة نقاط أساسية لابد أن نشير اليها لفهم مايحدث حالياً وخلال الأسابيع القادمة.
أولاً, تغلبت البراجماتية السياسية والاقتصادية على امكانية أن تتسع الهوة بين الصين وأمريكا , على الأقل حالياً. لم تفرض أمريكا رسوماً تجارية جديدة بقيمة 25% على 250$ مليار من الصادرات الصينية , كما أن الصينين أبدوا استعدادهم لشراء المزيد من المنتجات الزراعية الأمريكية . لايؤمن ترامب بعداء سياسي بقدر ما هو مقتنع باتفاق أو تسوية منطقية مع الصينين على طريقة ادارته لشركاته يوم كان مديراً تنفيذياً.
ثانياً, كما توقعنا سابقاً, لن يرتفع النفط الا بقرار سياسي . كان واضحاً تماماً أن التنسيق الروسي - السعودي في أعلى مستوياته من ناحية الاتفاق على الاستمرار بخفض مستويات الانتاج الحالية والضغط باتجاه استقرار الأسعار عند مستويات 60$ للبرميل على الأقل . كانت النتيجة أن النفط الخام غرب تكساس ارتفع اليوم في آسيا الى مستويات 53.75$ للبرميل محققاً بذلك مكاسب بنسبة 6% حيث تعتبر هذه المستويات الأعلى منذ عشرة أيام , بعد أن مني بخسائر قاسية خلال الشهرين الأخيرين هي الأسوء منذ عدة أعوام.
ثالثاً, كان واضحاً تماماً أن السياسة المتكيفة للفيدرالي الأمريكي ستبقى ( لأنها لم تختفي أصلاً) عنوناً للسياسة النقدية خلال الأشهر القادمة . لن يكون بمقدور الدولار الأمريكي تحقيق مزيد من المكاسب والارتفاع بقوة الا اذا بقي زخم الفائدة الأمريكية قوياً وهذا لا نتوقعه خلال الأشهر القادمة .
سيستفيد الدولار الاسترالي من الاتفاق الصيني - الأمريكي حالياً. المستويات التي وصلها قبل شهرين تقريباً عند 0.7040$ تعتبر الأدنى منذ ثلاثة أعوام تقريباً . اذا استمر الاتفاق الأمريكي - الصيني بالتفعيل دون حدوث تحديات كبيرة أو تغيير , عندها قد يعزز الاسترالي من مكاسبه الحالية حيث ارتفع اليوم بنسبة 0.68% وقد تتعزز هذه المكاسب في الجلسة الأمريكية.