المقال مترجم من اللغة الإنجليزية في تاريخ 4/12/2018
زادت تصرفات الرئيس ترامب أثناء قمة مجموعة العشرين من قوة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حيال القرار الذي تتخذه الأوبك في السادس من ديسمبر، هو: تخفيض الإنتاج النفطي العالمي.
يمكن أن يستعير الأمير ولي العهد بعض الحيل من ترامب، تلك الحيل التي لجأ إليها للتفاوض التجاري مع الصين. فيحث ولي العهد وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، على الوصول إلى مقدار مناسب من تخفيض الإنتاج، يدعم أسعار النفط، وفي الوقت نفسه لا يتسبب في ارتفاع حاد ومفاجئ لها، وهو ناتج يمكن أن يقبله ترامب.
وقالت Energy Aspects في أحد المذكرات لعملائها:
"ستخفض المملكة وشركاؤها النفط بهدوء، لعدم رغبتهم في وصول مستويات النفط في المستودعات إلى الأرقام القياسية المسجلة في 2014. ستدور خطتهم حول الإبقاء على توازن السوق الفعلي للنفط، خلال رفع سعر البيع الرسمي، وبالتالي تخفيض الطلب على النفط السعودي. وسيساعد هذا بالتأكيد في وضع أرضية للأسعار تسمح لها بالتعافي التدريجي."
الاختفاء عن الأعين أثناء اجتماع الأوبك
وأضافت المذكرة أن "الرياض ربما تعيد تقييم سياسة الأوبك، وتعد المسار الضروري لقمة استثنائية إذا لزم الأمر" من أجل المزيد من تخفيض الإنتاج.
فربما يسكن السعوديون خلال قمة الأوبك المعقود في يومي 6-7 ديسمبر، في فيينا، منتظرين التغيير الذي سيطرأ على الكونجرس في يناير، عندما يتولى الديموقراطيون زمام أمور مجلس النواب من الجمهوريين، المطالبين بفرض عقوبات على الرياض على خلفية مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، والمقيم في واشنطن.
بينما اعتقد محللون كثر، وظن النظام السعودي أنهم يمكنهم الإفلات من تلك القضية خلال أيام أو أسابيع، ولكن الأزمة حاصرت الأمير ولي العهد مدة شهرين الآن، وما زالت تزداد تأزمًا مع مطالبة الكونجرس الجمهوري للبيت الأبيض بنشر تحقيق منظمة السي آي أ، المزعوم احتوائه على تفاصيل منها إصدار الأمير محمد بن سلمان لأمر القتل.
قضية خاشقجي ستظل في الأفق
تقول Energy Aspects إن الرياض تعتمد على احتلال الديموقراطيين لمجلس النواب مرة أخرى، وقدرتهم على تغيير دفة الاهتمام مبحرين بعيدًا إلى "القضايا التي تحشد الناخبين والمجمع الانتخابي في أثناء الاستعداد للانتخابات الرئاسية المنعقدة في 2020."
وأضافت:
"تبدو القيادة السعودية مؤمنة بقدرتها على الإبحار في تلك العاصفة، ولديها ما يكفي من الصبر لتنتظر انتهاء الغضب الدولي حول مقتل خاشقجي، خلال الشهور القادمة. في الوقت الراهن، يتظاهر ابن سلمان ببقاء شرعيته بلا أي مساس سواء على المستوى الدولي أو المحلي، وسيحضر المزيد من فاعليات الأحداث الدولية."
وحضر الأمير ولي العهد قمة مجموعة العشرين التي انعقدت الجمعة الماضية في بيونيس آيريس، وابتعد عنه أغلب قادة العالم، فيما عدا بوتين، الذي ناقش معه استراتيجيات اجتماع الأوبك القادم، المشاركة موسكو فيه.
وتناول ترامب العشاء مع الرئيس الصيني، تشي شين بينج، في عاصمة الأرجنتين، وحاول الرئيسان الوصول إلى هدنة لمعركة التعريفات بين أكبر اقتصادين في العالم. في الختام، أعلن البيت الأبيض عن هدنة مدتها 90 يوم مع بكين، وكانت لتلك الهدنة القدرة على رفع أسعار النفط أكثر من قدرة رسالة "استمرار التعاون لإعادة التوازن للسوق" بين السعوديين، والروس.
محمد بن سلمان يحتاج لترامب
وبينما كانت تلك الهدنة من الصين -التي رفعت أسعار النفط- مكافأة غير مقصودة لابن سلمان في الأسبوع السابق على اجتماع الأوبك، ما زال الأمير محتاج للرئيس ترامب لدعمه على عدة جبهات، منها الحرب السعودية على اليمن. وصوتت مجموعة من الحزبين (الجمهوري والديموقراطي) على مشروع قانون يهدف لوقف الدعم العسكري الأمريكي للسعودية في الصراع اليمني، وتجتمع الفصائل المتحاربة، والقوى الإقليمية في السويد هذا الأسبوع، لعقد محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة.
وتتوقع Energy Aspects بعض التراجع في مواقف الأمير ولي العهد حول الحرب مع اليمن، والحصار المفروض على قطر، ليظهر بعض المرونة، ويستعيد بعض رأس المال السياسي الذي فقده بسبب مقتل خاشقجي، وربما تلتزم الرياض ببعض السياسات التي عارضتها مسبقًا. وتضيف:
"ما بقي هنا هو مشاهدة ما إذا كان ابن سلمان سيكون قادرًا على الالتزام بالسيناريو الجديد، ولكن هذا الخطة الوحيدة المتاحة الآن."
ما تأثير تلك الخطط على أسعار النفط؟
معاناة الصعود
فقد النفط حوالي ثلث قيمته بعد وصوله إلى ارتفاع أربع أعوام في أكتوبر، فارتفع خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت4% يوم الاثنين، ليحققا أكبر ربح يومي خلال 4 شهور.
تحتاج الأوبك إلى الوصول لتخفيض الإنتاج مقدار 1.3 مليون برميل يوميًا أو أكثر، للحفاظ على صعود مستدام، وفق محللين.
يقول دومينيك تشيرشيلا من معهد إدارة الطاقة في نيويورك:
"ستكون عملية تخفيض الإنتاج مهمة، لأن الأسواق مقتنعة أنه إذا هبطت مستويات الإنتاج سنعود إلى نموذج السحب من المستودعات."
أكبر مشكلات الأوبك: أي كلمات تستخدم لإعلان تخفيض الإنتاج
تعتقد بعض المنظمات مثل (NYSE:غولدمان ساكس) أن أسعار النفط لن تنهار، حتى إذا لم تعلن الأوبك عن تخفيضات كبرى للإنتاج هذا الأسبوع. وتقول بإن التوقعات بإصدار المنظمة لقرار متأخر سيظل يقدم دعمًا للسوق. ويضيف وول ستريت بنك:
"نعتقد أن الهبوط من المستويات الحالية سيظل معتدلًا، وفي حدود تصل إلى 5 دولار للبرميل."
ولكن الأصعب للأوبك هو اختيار اللغة الخطابية لإعلان تخفيض الإنتاج، كما تقول Energy Aspects. وتضيف:
"سيكون من الضروري إيصال الرسالة إيصالًا صحيحًا لسوق في هذه الحالة من الهشاشة-فإذا أشار البيان إلى نية عامة لمنع الأسواق من التعرض لحالة إفراط في العرض، بلا شك سيتسبب في تعميق عملية التصفية على الأسعار."
وتتابع:
"رغم انتشار التوقع بتخفيض الإنتاج اليومي من النفط حوالي مليون برميل، يجب أن تتهيأ الأسواق لاحتمالية عدم الوصول إلى قرار، على الأقل ليس بالطريقة التي ترغب فيها الأسواق. فالمحتمل حاليًا هو تخفيضات محدودة في الإنتاج، مما يعني أن السوق يلزمه عدة شهور للعودة إلى الارتفاع."