تجدر الإشارة إلى أن الأسواق تراهن على أن الاحتياطي الفيدرالي سيسلك مساراً أكثر ليونة لرفع الفائدة. إن احتمالية رفع أسعار الفائدة غدًا تبلغ الآن 63٪ فقط، بينما تراجعت توقعات رفع المعدلات في عام 2019 أيضًا، حيث بات المستثمرون يشكّون على نحو متزايد في ما إذا كان البنك المركزي سيجرؤ على إظهار المزيد من التشدد. وبافتراض أن يتم رفع الفائدة غدًا، فإن العقود المستقبلية للأموال الفيدرالية تشير إلى احتمال ضئيل بنسبة 30٪ لزيادة واحدة اضافية في العام المقبل. في هذا السياق، يتساءل المرء عن مقدار الخسائر التي كانت لتكتبدها الأسهم إذا لم تتضاءل توقعات الرفع وتوفر بعض الدعم للأصول الخطرة.
أما بالنسبة للدولار، فقد كابد خسائر فادحة مع تضاؤل رهانات رفع الفائدة إلى جانب المخاوف من إغلاق الحكومة الذي قد يكون بات وشيك. تبقى كل الأنظار متجهة نحو قرار الاحتياطي الفيدرالي غدًا. وبالنظر إلى مدى تراجع توقعات رفع الفائدة، يبدو أن احتمال حدوث مفاجأة متفائلة قد ارتفع بشكل كبير. قد يكون المستثمرون تسرّعوا في استبعاد مثل هذا التشدد من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ولا سيما بالنظر إلى أن البيانات الاقتصادية الأمريكية (باستثناء بيانات الاسكان) لا تزال جيدة. المعنى الضمني هو أنه حتى نغمة محايدة غدًا قد تأتي كمفاجأة ايجابية، مما يؤدي إلى ارتفاع الدولار وانخفاض الأسهم بشكل حاد.