المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 30/12/2018
يظل وصول الذهب إلى 1,300 دولار ممكنًا. ولكن يعتمد المعدن الثمين الآن على الخوف الذي يغزو سوق الأسهم من رفع معدلات الفائدة، وبقاء الدولار دون نفس، كما يحدث الآن. وتعد تلك التركيبة غير مألوفة، في أقل وصف لها.
رفع الفيدرالي معدل الفائدة للمرة الرابعة لعام 2018 يوم الأربعاء، كما هو متوقع منه. وأعلن الفيدرالي عن رفع معدل الفائدة ربع نقطة ربعية، على الرغم من تغريدات الرئيس ترامب حول وجوب عدم إقدام الفيدرالي على رفع معدلات الفائدة، لأن هذا القرار مبني على أرقام لا معنى لها.
وأعدت الأسواق نفسها على مدار الشهور الماضية لرفع الفائدة في شهر ديسمبر، ولكن ما لم تعد له الأسواق كانت نزعة الفيدرالي لمعسكر الصقور للعام القادم، بعدما قدمه الفيدرالي من عدة خطابات مائلة للحمائم، قدمها محافظون كان الرئيس جيروم باول من بينهم.
رفع الفائدة مرتين العام القادم
خفض البنك المركزي من التوقعات الاقتصادية لعام 2019، ولكنه ألمح إلى استمرار رفع معدلات الفائدة، وإن كان بخطى أبطأ. قال أغلب محافظي الفيدرالي إن رفع الفائدة سيكون مرتان فقط العام المقبل، بدلًا من ثلاث.
فيما يبدو أنها إشارة إلى الموافقة على ما دعا إليه ترامب حول: "الشعور بالسوق،" وقال الفيدرالي أيضًا حول توقيت وحجم معدل العقود الآجلة "سيخضع تقييمه إلى الأوضاع الاقتصادية الواقعية والمتوقعة، بالنسبة إلى أقصى هدف للعمالة، وهدف وصول التضخم إلى 2%."
وتسببت تلك الرسائل المتضاربة في هبوط أسهم وول ستريت الرئيسية الثلاثة بعد إعلان الفيدرالي، وتعميق الخسائر بعد شهر باول للقرار في مؤتمره الصحفي.
تراجع الأسهم والدولار والذهب
أغلق داو منخفضًا 352 نقطة أو 1.5%، ليمحو بذلك كل أرباح ارتفاع أمس البالغة 382 نقطة. وتخلى إس آند بي 500 هو الآخر عن نقاط بنسبة 1.5%، بينما خسر ناسداك المركب 2.2%. واستمر التراجع في أسواق الأسهم الآسيوية يوم الخميس.
ووصل الدولار إلى انخفاض ستة أسابيع، قبل إعلان الفيدرالي، وذلك بسبب المضاربات حول تحول البنك المركزي إلى معسكر الحمائم في توقعاته حول معدلات الفائدة في 2019. وقبل أيام، وصل مؤشر الدولار إلى ارتفاعات 19 شهر، ويقيس المؤشر قوة العملة أمام سلة العملات الست الرئيسية، ليظهر بذلك حجم التذبذب في السوق قبل قرار الفيدرالي. ورغم الإشارات المتنوعة برفع الفيدرالي لمعدلات الفائدة، لم يتمكن المؤشر من التعافي يوم الأربعاء.
ويمثل ما يحدث الآن معضلة للمشاركين في سوق الذهب. فمن النادر أن يتناغم الدولار مع الأسهم في الهبوط بعد قرار الفيدرالي.
افتقار السوق إلى اتجاه دفع عقود الذهب الآجلة لشهر فبراير إلى الانخفاض، مع هبوط العقود المعيارية بنسبة 0.6%، في استقرار ما بعد التداول. وفي وقت سابق، وصلت تلك العقود إلى ارتفاع 1,262 دولار للأونصة.
حالة من عدم اليقين
اختصر نائب رئيس Dillon Gage Metals، والتر بيوتش، المعلق على المعادن الثمينة، قائلًا:
"يدعو متداولو وول ستريت تخفيض عمليات رفع معدل الفائدة عملية واحدة فقط سياسة "صقرية"، بينما كانوا يتوقعون توقف مؤقت في عمليات رفع معدلات الفائدة."
وقال حول هبوط أسعار الأسهم، مع هبوط عوائد سندات الخزانة أن الأسواق "لا تعلم ماذا يعني ما يجري الآن."
وأطلق الاقتصاديون في TD Securities على الفيدرالي الحالي "البنك المركزي الأقل مفاجئة،" في مذكرة عنوانها "الفيدرالي ممل، وليس أعمى،" وقالوا:
"لو نظرنا إلى قرارات البنوك العشرة الكبار على مدار السنوات العشرين الماضية، سنرى أن الفيدرالي الحالي هو الأقل نزوعًا نحو المفاجآت الحمائمية. قرارات معدل الفائدة بنسبة 2.3% كانت مفاجئة للحمائم، أقل من متوسط البنوك العشرة الكبار."
وأضاف الاقتصاديون:
"في ضوء المضاربات حول احتمالية أخذ الفيدرالي لتحرك اليوم بسبب تقلبات السوق، فمن الناحية التاريخية نرى ارتفاعًا لاحتمالية مفاجئة الفيدرالي للسوق اليوم. فيشعر الحمائم بالخيبة اليوم، ولكن لو أخذ الفيدرالي موقفهم، نعتقد أنه من المحتمل أن يدخلوا عندها في نقاش حول المستقبل."
الذهب ما زال قادرًا على الوصول إلى 1,300 دولار
حافظت التحليلات التقنية لـ Investing.com على إشارة "شراء قوي" لعقود الذهب على أساس التحليلات اليومية يوم الخميس، رغم تراجع اليوم السابق، وحالة عدم اليقين في السوق. وقفت المقاومة الكلاسيكية من المستوى الثالث لعقود فبراير عند 1,274.80 دولار، ممهدة الطريق لأرباح 30 دولار، أو ارتفاع 2.5% من المستويات الحالية.
تفاءل بعض محبي الذهب رغم كل شيء، متوقعين بقاء المعدن الأصفر في الاتجاه الصاعد له، وإمكانية الوصول إلى مستويات 1,300 دولار التي وصل إليها في يونيو.
وصف مايك سييري التقلب الشهر الماضي في عقود الذهب أنه "شديد الانخفاض،" واضعًا في اعتباره تداول العقود الآجلة لشهر فبراير فوق المتوسطات المتحركة لـ 20 و100 يوم. وأضاف:
"من الواضح أن الاتجاه صاعدًا الآن، لأننا نستمر في الميل للصعود أسبوعيًا. وأعتقد أن 1,300 يمكن أن تظهر في وقت قريب نسبيًا."