خلال تعاملات عام 2018 تعرضت العملة الكندية لانتكاسات قوية وخسائرها سجلت أدنى مستوى لها منذ مايو 2017 . وخسر الدولار الكندي أكثر من 7٪ من قيمته مقابل الدولار الأمريكي USD/CAD و 10٪ من قيمته مقابل الين الياباني CAD/JPY وسجل زوج الدولار مقابل الكندى USD/CAD مكاسب الى 1.3660 حتى اللحظة وكان أعلى سعر له خلال 5 اعوام حول مستوى 1.4690 سجله فى يناير 2016 وكان أدنى سعر للزوج خلال 5 سنوات حول مستوى 0.9993 وجاء تهاوى الدولار الكندى خلال العام 2018 بدعم من تهاوى أسعار النفط الخام العالمية وقوة الدولا رالامريكى. فقد تراجعت أسعار النفط الخام بنسبة 25 ٪ في العام الماضي.
وكان الدولار الكندى سيتعرض لخسائر أقوى فى حال لم تتمكن كندا من التوصل لاتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة أطلق عليها اتفاقية (USMCA) ، هذا الى جانب قوة سوق العمل الكندى والنمو الاقتصادى. وبما أن أتفاقية USMCA الاهم لكندا فأنه لايزال يتعين الموافقة على الاتفاقية برلمانيا ، وفي حين أن الديمقراطيين في مجلس النواب يمكن أن يعبروا عن بعض المخاوف تجاه بنودها ، وعليه فخلال عام 2019 نتوقع ضعف مبكر لاقتصاد كندا وعليه فقد يتحرك زوج الدولار الأمريكي / الدولار الكندي لاستكمال وتيرة المكاسب القياسية التى قد تطول القمة النفسية القياسية 1.4000 .
نفس العوامل التى ساهمت فى خسائر الدولار الكندى قد تكون نفسها التى تدعم مكاسبه فتراجع اسعار النفط الخام قد لايطول خاصة مع عدم موافقة دول الاوبك على الانخفاض الاخير ويسعون لخفض الانتاج العالمى ومع زيادة الطلب عليه فقد نشهد مكاسب جديدة لاسعار النفط وهو ما قد يدعم الدولارالكندى حينها. والدولار الكندي كان العملة الوحيدة التي فشلت في الاستفادة من تراجع الدولا رالامريكى في نهاية العام بسبب النفط.
التوقعات الاقتصادية
قد يكون أول شهرين من العام قاسًيا بالنسبة إلى كندا حيث سيضعف النمو بسبب انخفاض أسعار النفط ، مما يبطئ من نشاط الإسكان وضعف سوق الأسهم. على الرغم من اتفاقية USMCA ، فإن صادرات الصلب الكندي والألومنيوم والأخشاب والألواح الشمسية لا تزال تخضع للتعريفات الجمركية ، مما يعني أن هذه القطاعات ستكافح من أجل التعافي. وتباطأ نمو أسعار المستهلك إلى النقطة التي انخفض فيها مؤشر أسعار المستهلك إلى أقل من 2 ٪ والنشاط الصناعي هو بعيدا عن أعلى مستوياته.
والجانب الاقتصادى الايجابى هو أن سوق العمل قوي للغاية حيث أن أكثر من 94 ألف وظيفة تم توفيرها في شهر نوفمبر. وكان هذا أكبر زيادة في الوظائف خلال شهر واحد منذ أبريل 2010 عندما تم توفير 108 ألف وظيفة. معدل البطالة عند أدنى مستوى خلال أربع سنوات ، وقد ساعد هذا كله على تشجيع نمو قوي في الناتج المحلي الإجمالي. كما أن نمو عدد السكان بمعدل صحي سيوفر لمشروعين رئيسيين للغاز الطبيعي المسال بقيمة 50 مليار دولار كندي بعض الزخم الاقتصادي في منتصف العام. ينبغي أن يتبع هذا حافزًا ماليًا قبل الانتخابات العامة التي ستجري في أكتوبر ، حيث من المتوقع أن يفوز رئيس الوزراء ترودو بكل سهولة.
السياسة النقدية للبنك المركزى الامريكى وبنك كندا
مثل سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي ، من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم بنك كندا برفع أسعار الفائدة هذا العام ولكن الخلاف فقط فى عدد مرات رفع الفائدة. يمكن لبنك لاحتياطي الفيدرالي رفع معدلات الفائدة مرة أخرى في الربع الأول في حين أن بنك كندا قد ينتظر حتى الربع الثاني. ومن المثير للاهتمام حول مدى أقبال بنك كندا على التسريع برفع الفائدة هو تغير وجهات النظر في العام الماضي. مباشرة بعد رفع أسعار الفائدة في أكتوبر ، قال صناع السياسة بإن الأسعار ستحتاج إلى الارتفاع إلى معدل محايد لتحقيق هدف التضخم وهذا ما تم تفسيره على أنه قد يكون هناك رفع للفائدة في ديسمبر أو يناير. ولكن مع هبوط أسعار النفط الخام بنسبة 44٪ من أكتوبر وديسمبر وتراجع مؤشر TSX بنسبة 14٪ خلال نفس الفترة ، تغيرت توقعاتهم مع تحول مخاطر النمو من الاتجاه الصعودي إلى الاتجاه الهبوطي. لذا في ديسمبر ، وجدوا أنفسهم مع مساحة أقل من المرونة ، مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى وعليه فقد لجأوا إلى القول بأن التحركات المستقبلية ستكون “معتمدة على البيانات بلا شك”. هذا يعني أنه لا توجد خطط لرفع أسعار الفائدة في النصف الأول من العام 2019 ، مما يعزز من وجهة نظرنا أن زوج الدولار الأمريكي / الدولار الكندي يتجه صعوديًا قبل أن يعود الى التصحيح الهبوطى.