المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 1/1/2018
مر وول ستريت بأسوأ خسائر لمؤشرات الأسهم منذ 2008 بنهاية 2018، ويبحث المستثمرون عن عوائد أكبر بعيدًا عن سوق الولايات المتحدة، وربما يعودون للأسواق الناشئة. لا تزال تلك الأسواق رخيصة جدًا مقارنة بالأسواق الأمريكية، رغم الربع الأخير.
يقول جايمس آشلي "نعتقد أن الأسواق الناشئة في حالة تشبع بيعي،" وآشلي هو مدير استراتيجية السوق الدولي في مجموعة (NYSE:غولدمان ساكس). ويضيف: "نعد هذه الحالة فرصة جذابة لدخول السوق."
توفر الأسواق الناشئة للمستثمرين معدلات مكافأة عالية، ولكن تلك المكافآت العالية تقابلها معدلات مخاطرة عالية. وتتنوع الأسواق الناشئة، فعلى سبيل المثال، يأتي 40% من الناتج الاقتصادي العالمي من: الهند، وتايوان، والبرازيل، وروسيا، ولكنها لا تمثل سوى 12% من قيمة السوق العالمي. وتتطور الأمم الناشئة متحولة من الزراعة وتداول السلع إلى التصنيع والتكنولوجيا، وهناك فرصة للنمو.
ولكن، لا يجب بحال غض الطرف عند مستويات المخاطرة العالية. نشرت رويترز مقالًا في آخر أيام التداول لعام 2018، جاء فيه: "سيسجل مؤشر أسهم الأسواق الناشئة MSCI خسائر نسبتها 16% لعام 2018 بأكمله." كما عانى سوق الأسهم في تركيا والصين من الأداء الأسوأ في عقد كامل.
وعند المقارنة بين أداء الأسهم الأمريكية، وبقية العالم، سنرى الولايات المتحدة عند أعلى المستويات منذ 1970، وفق الفايننشال تايمز.
وبالنظر للأسواق الناشئة، نرى المعدل بين صندوق المؤشرات المتداولة للأسواق الناشئة آي شيرز إم إس سي آي إم جي ماركتس (NYSE:EEM)، وصندوق المؤشرات المتداولة آي شيرز إم إس سي آي إم جي ماركتس (NYSE:EEM) واقفًا عند 0.16، حول مستوى لم نره منذ 2004.
تقول Research Affiliates إن الفجوة في قيمة صندوق المؤشرات المتداولة في الولايات المتحدة، وفي الأسواق الناشئة غير مبررة، وبلا أساسيات تدعمها؛ تقدم Affiliates نصائح لأصول استثمارية مؤسسية بقيمة 160 مليار دولار.
ويتنبأ معدل السعر إلى الأرباح (المعدل حسب الدورة الاقتصادية) بالعوائد المستقبلية. فلو كان هذا المعدل قليل يعني هذا أن السعر سيكون منخفض مقارنة بالعوائد، وبالتالي تميل العوائد إلى الأعلى.
ووقف هذا المعدل عند 14.9، في آخر تقارير البيانات الصادرة لنهاية شهر نوفمبر.
فروسيا هي الدولة الأقل، برقم 6.5، بينما تركيا 8.1، والصين 14.8، والبرازيل 14.9، والهند هي الأعلى عند 21.5.
ويقول مدير العمليات، كريس برايتمان، أن المتوسط 16. ويقف سوق الأسهم الأمريكي عند 29.7، قريبًا من أعلى سعر وصل إليه السوق على الإطلاق.
يقول برايتمان: "رأينا سوق الأسهم لمرات محدودة يقف عند 30، في عام 1929، ونهاية التسعينيات، ولم ينتهي أيًا منها على خير لمستثمري الأسهم."
ينبغي توخي الحذر في 2019
لا تأتي الأسواق الناشئة دون المخاطرة بالطبع.
يقول برايتمان: "كل ما تقرأه وتلاحظه صحيح." "نحن الآن في حرب تجارية خبيثة مع الصين. والبيئة السياسية في البرازيل فوضى عارمة. وروسيا دولة خبيثة تتدخل في انتخابات الدول الأخرى، وبدأت حرب ساخنة مجددًا مع أوكرانيا. وللهند مشاكلها مع الحكومة الشعوبية القومية. ويأكل الفساد المتفشي جنوب أفريقيا. ولا نهاية للأزمات التركية. كل ما سبق ذكره هو أر واقع. لتلك الأسباب لدينا أسعار رخيصة، وتلك الأسعار الرخيصة هي السبب في اختبارنا عوائد مستقبلية مرتفعة."
للقلق بشأن الأسهم التركية والأرجنتينية تبريراته، ولكن الأرجنتين ليست كتركيا، كما أن تركيا لا تمثل سوى 1% فقط من أسهم الأسواق الناشئة، وفق Research Affiliates.
على الجانب الآخر، المعدل بين الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي منخفض في كل من: الصين، وكوريا، وتايوان، والهند، وروسيا، كما أن مستودعات التداول الأجنبي لديهم كبيرة.
تقول الشركة: "تلك الدول ذات أزمات المخاطرة المنخفضة، تمثل 60% من مؤشر الأسواق الناشئة MSCI.
لكن، لا يقتنع بهذا الحديث المدراء الماليين كافة.
فيصعب وضع توقع تقديري لأسواق الأسهم الناشئة في 2019، وفق ما تقوله جابريلا سانتوس، من (NYSE:جي بي مورغان)، وترجع الصعوبة تلك لوجود متغيرات عدة غير واضح معالمها بعد، مثل: معدل الفائدة الذي سيقره الفيدرالي، واستمرار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
ولكن، بالرغم من عدم اليقين، يعد الوقت الحالي وقتًا جيدًا للمستثمرين للانكشاف على الأسواق الناشئة، والتعامل على مدى زمني لعدة أعوام، تقول سانتوس.
"بالنسبة لمستثمرين بعينهم، هؤلاء داخل الولايات المتحدة المترددين حيال الاستثمار في الأسواق الناشئة، نرى أن هذا الفرصة هي فرصة جيدة للشراء، لأن القيمة السوقية لتلك الأسهم منخفضة 15%."
المستهلكون يدعمون النمو
تتحدث لورا جيرتيز بمزيد من الحذر حيال الأسواق عمومًا، وهي المدير التنفيذي لـ Advisors Rondure Global.
تقول: "صححت الأسواق الناشئة بعد الأسهم، ولكني رأيتهم بأسعار أرخص من قبل." "أرى أن الأسواق الأمريكية، خاصة الشركات الصغيرة، المدرجة على مؤشر راسيل 2000، غالية جدًا، أراها مغالى في قيمتها. فالمحلل بداخلي يرى أن أسواق الولايات المتحدة مرتفعة السعر للغاية. وستتعرض تلك الأسواق لتصحيح، ومن الصعب رؤية تراجع الولايات المتحدة، ووقوف العالم مكانه دون أن يتبعها."
وتلاحظ وجود فرصة في الصين، فتمكنت شركتها من تحديد عدد من الصفقات في الشهور الأخيرة.
"نحب Yum China، فلديهم نقد إضافي فوق الميزانية، فإذا تباطأ العمل، سيكون لديهم الكثير من النقد لمنحنا نسبة أرباح، وإعادة شراء الأسهم، ولكننا نحافظ أيضًا على نقد كافي للاختيار الانتقائي من بين الأسماء التي تلوح بها فرصة استثمارية."
وتقول بأن هناك عدد من الشركات الهندية أيضًا، ولكنها مرتفعة السعر، رغم عدد المستهلكين في الهند.
"يوجد الكثير من الأعمال عالية الجودة. ونحن نختار ما يناسبنا."
وتقول سانتوس إن الاسواق الناشئة في بلدان مثل الصين والهند جذابة بسبب النمو الاقتصادي الموصول بزيادة عدد الطبقة المتوسطة في تلك البلاد.
فتقول: "الآن في الهند لا تمثل الطبقة المتوسطة سوى 12% من الكثافة السكانية." "ولكن بحلول العقد القادم، من المتوقع أن تصبح الطبقة المتوسطة 80% من الكثافة السكانيةة. وعندها سيكون هناك ملايين البشر القادرون على شراء الأشياء التي تعتبرها الأسواق المتقدمة مسلمات، من أمثلة: مواد التجميل، أدوات الطهي، الأجهزة الإلكترونية. ومن ينضم للقطاع المالي الآن، سيكون لديه فرصة مناسبة للشراء في الأسواق الناشئة."
"ولا يوجد الكثير للنظر إليه في الأسواق الناشئة الصغيرة. فهي فرصة لوضع رهانات عكسية. ولكن ما زلت قلقة حيال دورة معدلات الفائدة على المستوى الدولي، وتأثير هذا على أسواق الأسهم."
ولكن لا ضغينة حيال الأسواق الناشئة. فالأسهم الأمريكية يظهر أنها في فقاعة تشبه فقاعة 1999، وربما أسوأ، وتقول:
"سآخذ خطوات صغيرة في كل مكان."