ليس هناك من شيء يحدث في الأسواق العالمية ويكون عبثاً, اما أن يكون سياسةً مباشرةً أو أن يكون نتيجةً لسياسة محددة ونتائج متوقعة. عندما يحدد الفيدرالي الأمريكي سياسته لرفع الفائدة فانه يقرر ذلك بناءً على مصالح الاقتصاد الأمريكي أولاً وليس أي شيء آخر. لا تعني الفيدرالي الأمريكي الكثير من القرارات السياسية أو تصريحات الرئيس ترامب بل ما يعنيه أكثر هو تأثير السياسات الحكومية على الأداء الاقتصادي ككل وبالتالي قدرة الفيدرالي على رفع الفائدة.
يتداول مؤشر الدولار الأمريكي حالياً عند أدنى مستوياته في شهرين ونصف 95.84 نقطة’ ليست معضلة للفيدرالي أبداً كما أن هذا التراجع لم يكن بسبب ترامب ’ بل بسبب القناعة التي تشكلت تدريجياً أن الفائدة لن ترتفع بقوة خلال السنوات القادمة , هذه سياسة ليست عشوائية بل تعمد الفيدرالي ارسال رسائل مستمرة براجماتية أن السياسة النقدية المتكيفة ستبقى.
فنياً , على المؤشر اليومي يبدو المؤشر مؤهلاً للمزيد من التراجع , على المؤشر الساعي قد يكون تصحيحاً سريعاً دون أن يغير من الاتجاه العام الذي يبدو أنه يتجه الى مزيد من التراجع . وصلت عوائد السندات الأمريكية لعشر سنوات الى 2.67 حيث يبدو المسار الحالي تراجعي آخذين بعين الاعتبار سياسة الفيدرالي الأمريكي, مستويات الثقة من عدمها بأداء الاقتصاد الأمريكي ككل ومؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل خاص.
في الوقت الحالي , يبدو الذهب قوياً محتفظاً بمكاسبه عند مستويات 1290$ للأونصة, قد يكون مستوى 1300$ نفسياً أكثر من كونه أساسياً , لكنه لن يكون نهاية المكاسب للذهب .