المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 9/1/2019
بدأ عام 2019 بداية ممتازة بالنسبة لأسهم شركة (NASDAQ:نيتفليكس). فعلى الرغم مما أحاط بالمستثمرين من تشاؤم حيال الأسواق عمومًا، ارتفعت أسهم شركة بث الفيديو العملاقة بنسبة تصل لحوالي 21% من بداية العام وحتى الآن. وتتجاوز نيتفليكس بذلك غيرها من شركات القطاع التكنولوجي.
ومن المهم أن نضع في الاعتبار أن أسهم الشركة ارتفعت بنسبة 37%، بعد أن وصلت إلى قاع في 24 ديسمبر من العام الماضي. ويأتي هذا في أعقاب خسارة الشركة لحوالي 43% من قيمتها، جراء ما انتشار الخوف من المخاطرة، ذلك الخوف الذي نال من السوق خلال الأشهر الست الماضية. ولم تنج أي شركة من الشركات التكنولوجية الخمس العملاقة ((NASDAQ:فيس بوك)، شركة (NASDAQ:آبل)، ونتيفليكس، (NASDAQ:جوجل)، (SIX:أمازون)).
ويوضح ما يحدث الآن -من تعافي قوي لأسهم شركة نيتفليكس- إيمان المستثمرين بأن الشركة تعرضت لعقاب غير عادل أثناء هذا التصحيح، ولم يمس هذا التصحيح أساسيات الشركة بأي سوء.
وما يجعل نيتفليكس مختلفة عن غيرها من الشركة المقدمة لمحتوى ترفيهي هو انخفاض السعر، والابداع في خلق المحتوى، وانتشارها الواسع على مستوى عالمي. وتبقي تلك العوامل الثلاثة على راحة المستثمرين إزاء الاستمرار في المراهنة على عملاق البث الإلكتروني، على الرغم مما تشير إليه الأوضاع الاقتصادية العامة من عدم محاباة لقطاع النمو العالي.
وتتجلى هيمنة نيتفليكس في آخر ما انتجت من أعمال فنية، وهو فيلم الرعب "بيرد بوكس" بطولة ساندرا بولوك، فحصد الفيلم شعبية كبيرة، والآن يعتبر ظاهرة ثقافية على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الأحوال العادية، نادرًا ما تعطي نيتفليكس بيانات عن نسبة مشاهدة المحتوى، ولكن في حالة "بيرد بوكس" أعلنت الشركة أن 45.3 مليون حساب من الحسابات الشخصية المسجلة عليها (والبالغ عددها 137 مليون حساب) شاهدوا 70% على الأقل من الفيلم في الأسبوع الأول لعرضه. وتدور قصة الفيلم حول أم تحاول حماية أطفالها من قوة قاتلة.
وحصدت الدراما المكسيكية "روما" على جائزتي غولدن جلوب يوم الأحد، والدراما أحد إصدارات نيتفليكس، والجائزتان هما: أفضل تصوير لدراما أجنبية، وأفضل مخرج. وساعدت تلك الجوائز في تحفيز صعود الأسهم يوم الاثنين. ويعد الفيلم أيضًا واحدًا من الأفلام المنافسة بقوة في سباق الأوسكار.
انهيار صفوف الدببة الدفاعية
في وجهة نظرنا، تنهار حجج الدببة ضد نيتفليكس الآن، تلك الحجج المبنية على الانفاق الضخم على التسويق والمحتوى. ويقول دببة نيتفليكس إن الإنفاق على المحتوى وصل -وفق التقديرات- إلى 12 مليار دولار العام الماضي، وبكل بساطة لن تستطيع الشركة الاستمرار على ذلك النحو. ولو حدث ووقع تباطؤ اقتصادي بالفعل، واستمرت التضييق على الائتمان في الأسواق، سيصعب على نيتفليكس الحصول على تمويل كافي لميزانية محتواها الطموحة.
ولكن تمكنت الشركة من دحر التوقعات تلك كافة. واستمرت في إضافة مزيد من المشتركين، بخطى بالغة السرعة تدهش حتى الثيران.
تمكنت نيتفليكس من إضافة عدد كبير من المشتركين فاق توقعات المحللين، وأصدرت الشركة تنبؤات مستقبلية متفائلة للشهور الثلاثة المنتهية في ديسمبر الماضي. فيُضاف للشركة 28.9 مليون مستخدم لذلك العام، وفق التوقعات، ويكون هذا رقم قياسي للشركة البالغ عمرها 21 عام.
وفي وجهة نظرنا، تقع نيتفليكس بين الشركات التي يمكنها تحمل عواصف الاتجاه الهابط الطويلة، والخروج منها أقوى مما كانت عليه قبل الوقوع فيها. وينبع تفاؤلنا من نجاح الشركة في جذب عدد كبير من المشتركين عالميًا، وفي عديد من الأسواق الإقليمية، حتى في تلك المناطق التي ما تزال الشركة في مراحل التوسع الأولية لها.
وتتمثل استراتيجية نيتفليكس للتوسع الدولي في التزويد بمساحة واسعة تكفي للنمو. ففي الربع الثالث، جاء 84% من نمو المشتركين من مناطق مثل: البرازيل، والمملكة المتحدة، وكندا، والهند. وتواجه نيتفليكس ضغوطات، وبعض التشبع في الولايات المتحدة، ولكن الفرصة على المستوى العالمي سانحة بقوة، وما زال الطريق أمام الشركة طويل قبل الوصول إلى ذروة النمو في المناطق خارج الولايات المتحدة.
كما تُغرق الشركة السوق بعناوين جديدة، مما يجعلها قادرة على استهداف الفئات العمرية كافة، ويصعب على المشاهدين الاتجاه لأي شبكة أخرى. فأصدرت الشركة 676 ساعة من البرامج الأصلية، خلال الربع الثالث من عام 2018، ويعد هذا الرقم أخاذ. ولمزيد من التفاؤل، لا يوجد أي علامة تنبأ بوصول نيتفليكس إلى سقف معين من ساعات البث.
وقف تداول السهم أمس عند 320.27 دولار لدى الإغلاق أمس، ونرى احتمالية صعود كبيرة، خاصة لو تمكنت الشركة من عرض تقرير أرباح متجاوز للتوقعات، ويصدر تقرير الأرباح يوم الخميس 17 يناير، بعد الإغلاق. ووفق المحللين، الهدف السعري لـ 12 شهر ما زال لديه إمكانية للصعود بنسبة 25% من المستويات الحالية.
خلاصة القول
نظرًا لانخفاض التكلفة -فسعر الاشتراك الشهري يصل لـ 10.99 دولار- وما يصاحب ذلك السعر من عمق المحتوى المعروض، لا يوجد أي منافس حقيقي لنيتفليكس، ولن يوجد في المدى القريب. ويجعل هذا اختيار الاستثمار في الأسهم اختيار موفق، لأي شخص يبحث عن إضافة أسهم نمو لشركة تكنولوجية لمحفظته الاستثمارية، وسيستفيد أيضًا من الانزلاق الأخير.