المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 11/1/2019
تمتلك الولايات المتحدة كميات تفوق احتياجاتها من الوقود لتحافظ على الدفء هذا الشتاء، تلك الملاحظات يمكنها أن تسبب اضطرابًا لمستثمري عقود الغاز الطبيعي.
فدفع ثيران الغاز السعر للأعلى منذ فصل الصيف، وراهنوا في دفعهم هذا على الكميات شديدة الارتفاع التي تسحب من المستودعات لتشغيل مكيفات الهواء. وقالوا بإنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فستجف المستودعات، ويصعب التزويد بالغاز الطبيعي اللازم لتشغيل أجهزة التدفئة أثناء فصل الشتاء.
وكانوا على حق -إلى حد ما.
بدأ فصل البرودة لعام 2018/19 مبكرًا، منذ 23 ديسمبر، وفي هذا التاريخ شهدنا أكثر المستويات انخفاضًا لاحتياطيات الغاز الطبيعي قبل فصل الشتاء. وقف الغاز الطبيعي في البداية عند سعر 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ولكن السوق تمكن من تحقيق ارتفاع شاهق بعد ذلك، فوقف على بعد 7 سنت من تسجيل سعر 5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ووصل لذلك الارتفاع قبل شهر الشتاء بشهرين (يبدأ الفصل جغرافيًا في 21 ديسمبر). ولم يتمكن الغاز الطبيعي من الوصول لسعر 5 دولار إلا في عام 2014.
بيد أن العاصفة الثيرانية خبت قوتها. وربما يزداد الأمر سوءًا، لأن الإنتاج يقف عن مستويات قياسية عالية، والبداية القوية لفصل الشتاء دفعت شركات الخدمات إلى تخزين مزيدًا من الغاز الطبيعي، عوضًا عن سحبه من المستودعات، وبالتالي قلت عمليات السحب.
العجز يتقلص
اعتمد ثيران الغاز الطبيعي على حدوث عجز هائل في احتياطيات النفط، ولكن هذا ما لم يحدث، بل وتحول هذا العجز إلى فائض.
أصدرت إدارة معلومات الطاقة تقريرها الأسبوعي عن العرض-الطلب للغاز الطبيعي، وأوضحت الأرقام في التقرير أن العجز في الاحتياطيات الآن يبلغ 7% مقارنة باحتياطيات العام الماضي، ولكن منذ شهر مضى وقف هذا العجز عند 20%. ويأتي هذا التقرير بعد عمليات السحب الضعيفة للأسبوع الماضي، التي وقفت عند 91 مليار قدم مكعب، في حين أن متوسط خمس سنوات يقف عند 187 مليار قدم مكعب لهذا الوقت من العام، وفي العام الماضي وقف مستوى السحب عند الرقم العملاق 359 مليار قدم مكعب.
يقول محلل الغاز في Gelber & Associates، دان مايرز:
"تراجع عجز المخزون تراجعًا كبيرًا على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، وسيتعرض لضربة أخرى في التقرير القادم."
وكان يشير إلى هذا الأسبوع، الذي بدأ دافئًا، حتى حدث تحولًا يوم الأربعاء.
وعلى الرغم من دببية أرقام العرض والطلب، تظل العقود الآجلة للغاز الطبيعي على بورصة نيويورك أعلى الرقم 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في تداولات يوم الخميس. وتتمكن العقود من ذلك للمرة الثانية هذا العام.
ويمنح الوقوف أعلى 3 دولار بعض التفاؤل لثيران الغاز الطبيعي من أمثال سكوت شيلتون، سمسار في ICAP، فيقول إن ارتفاع الغاز الطبيعي لفصل الشتاء ما زال ممكنًا، وسط بعض المؤشرات الدالة على انتهاء هذا الدفء الشتاء الأسوأ. وفي مذكرة أصدرها يوم الخميس، قال شيلتون:
"يبدو أن نماذج الطقس في الولايات المتحدة وأوروبا بدأ يظهر فيها علامات على انتهاء هذا الدفء، ويلوح في الأفق الآن نماذج لطقس أبرد. ويكمن السؤال فيما إذا كانت تلك البرودة ستكون أكثر من الطبيعي أم طبيعية."
أسعار الغاز أعلى 3 دولار رغم تراجع السحب من المستودعات
يعتقد شيلتون أن الأسعار عادت إلى مستوى 3 دولار: لأن المنتجين، بغير إرادة منهم، سيخفضون أسعار الغاز تخفيضًا كبيرًا لشهر فبراير أبرد شهور الشتاء؛ المقصود بالسعر هنا هو سعر البيع للمستهلك، وليس العقود الآجلة.
ويضيف: "أعتقد أن الطريق نحو المقاومة الأقل بدأ الآن."
على الجانب الآخر يقف دومينيك تشيرشيلا غير أكيد من خروج الطقس من نطاق الخطر الآن، وتشيرشيلا هو مدير المخاطر والتداول في معهد إدارة الطاقة في نيويورك. وقال في مذكرة مصدرة يوم الخميس:
"يصدر اليوم تنبؤات درجات الحرارة على المدى القريب، وتتزامن مع تنبؤ الأمس. من المتوقع درجات حرارة طبيعية على الساحل الشرقي، ودرجات أعلى من طبيعي على أغلب مناطق البلاد."
وجاء تقرير رويترز لدرجات الحرارة الأسبوع ذاكرًا بلوغ درجة أيام التدفئة 174، مقارنة مع 283 مسجلة في نفس الأسبوع العام الماضي، والمتوسط على مدار 30 عام 229. وتقيس درجات أيام التدفئة عدد درجات الحرارة في اليوم والتي تقل عن 65 درجة فهرنهايت (18 مئوية). ويستخدم هذا المقياس في تقدير الطلب على الغاز الطبيعي للمنازل وأماكن العمل.
استمرار النقاش حول الطقس
بالنظر إلى درجة أيام التدفئة، يعتقد تشيرشيلا أن "الطلب على الغاز الطبيعي المستخدم في التدفئة سيقف أدنى المستويات الطبيعية لهذا الوقت من العام، خلال فترة التنبؤات تلك." ويضيف:
"أبقي على موقف إزاء الغاز الطبيعي، ولكن أميل قليلًا لحذر دببي لأن السوق الآن يقف في نطاق مستوى دعم. وتدل نماذج الطقس للمدى القريب على العودة إلى درجات أعلى من الطبيعي في المناطق الرئيسية للولايات المتحدة."
ورأى مايرز أن الغاز الطبيعي يمكنه أن يتحرك يوميًا بنسبة تزيد عن 20% يوميًا بسبب القراءات الخاطئة للطقس، وهو على استعداد لإعطاء الثيران حسن الظن بالتحركات المستقبلية، بناء على احتمالية عودة الطقس إلى البرودة القارصة خلال الأسابيع القادمة رغم التنبؤات الحالية. ويقول مايرز:
"يظل أمامنا فصل الشتاء بأكمله، وأسابيع قليلة من البرودة المستمرة وعمليات السحب الكبيرة يمكن أن تعود بالغاز الطبيعي إلى المركز المميز الذي كان فيه قبل فصل الشتاء."