في تصريحاته بالأمس، بقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول في الغالب “متشبثاً بموقفه الأخير” ، مؤكدًا على التحول الأخير في رد فعل الاحتياطي الفيدرالي الوظيفي. وقد أكّد أن البنك المركزي قادر على ابقاء سياسته دون تعديل بظل الخلفية التضخمية الخافتة. ومع ذلك، أشار أيضًا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يعتزم تقليص حجم “ميزانيته” بشكل كبير، إلى حد يمكّنه من ابقاء احتمالية مواصلة التشديد قائمة. ويبدو أن هذا قد أثار حفيظة بعض المستثمرين، مما ساعد الدولار على إغلاق الجلسة مرتفعاً. ومع ذلك، كانت تعليقات نائب الرئيس كلاريدا أكثر تشاؤماً، فقد أشار الأخير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس عليه انتظار تباطؤ الاقتصاد قبل الاستجابة، ودفعت تلك التعليقات بالدولار إلى الانخفاض صباح يوم الخميس.
اليوم، ستنتقل جميع الأنظار إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر ديسمبر. نذكر أنه طالما استمر الإغلاق الحكومي الجزئي، لن يتم إصدار بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، وبالتالي فإن مؤشرات أسعار المستهلكين هي بيانات التضخم الوحيدة “في البلاد” في الوقت الحالي. من المتوقع أن يكون المعدل السنوي لمؤشر أسعار المستهلك الرئيسي قد انخفض، وذلك من المرجح أن يكون ناتج عن انخفاض أسعار الطاقة، حيث أنه من المتوقع أن يكون المؤشر الأساسي قد بقي دون تغيير عند 2.2٪. أما بالنسبة للدولار، فبالنظر إلى التحولات الحمائمية للاحتياطي الفيدرالي، فمن المحتمل أن يخسر اذا جائت مجموعة بيانات مؤشر أسعار المستهلكين مخيبة للآمال أكثر مما قد يتستفيد اذا جائت مجموعة البيانات قوية. من المحتمل أن تعيد الأسواق تسعيرها لوتيرة رفع معدلات الفائدة بسرعة في هذه المرحلة.