المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 18/1/2019
أصبح تداول الغاز الطبيعي أكثر مخاطرة من ذي قبل.
ويقول بعض المتداولين إن تداولات هذا العام لن تكون مشابهة لعام "الإعصار القطبي." وكانت هناك عمليات سحب ضخمة من المستودعات في هذا العام لأغراض التدفئة.
ويحتاج التسعير لبعض المخاطرة، بينما يتجمد الطقس.
السؤال هنا: هل يكون هذا استثناء مناسب؟
عمليات السحب ثيرانية ودببية في الوقت نفسه
وأعرب سمسار عقود الطاقة، سكوت شيلتون، عن المعضلة التي يقف بصددها متداولو الغاز في مذكرة أصدرها هذا الأسبوع:
"يبدو لي أن السوق يركز بنسبة 100% على الطقس، ويعطي تركيز محدود للبيانات، إذ كانت بيانات السحب الصادرة من إدارة معلومات الطاقة للفترة الماضية متسمة بالتقلب بين جانبي الثيران والدببة."
أصدرت إدارة معلومات الطاقة آخر البيانات يوم الخميس، وجاء فيها وصول مقدار الغاز الطبيعي المسحوب من المستودعات إلى81 مليار قدم مكعب للأسبوع الماضي، ويفوق هذا التوقعات قليلًا، ولكن الرقم ما زال أقل بكثير من متوسط خمسة أعوام، البالغ 218 مليار قدم مكعب."
وقف عجز المخزون تحت متوسط مستوى 5 أعوام، ولكن هذا العجز تقلص للنصف، ويصل الآن لـ 327 مليار قدم مكعب.
وسمحت بيانات يوم الخميس للمستودعات العودة إلى نطاق خمس سنوات التاريخي للمرة الأولى منذ يوليو.
تنبؤات الطقس تزيد من التقلب
يقول دان مايرز، المحلل في Gelber & Associates، إن تنبؤات الطقس المتقلب تستمر في زيادة تقلب أسعار الغاز الطبيعي، وتقرير إدارة معلومات الطاقة الأخير، زاد الطين بلة، ويقول مايرز:
"عاد المخزون الكلي إلى نطاق خمسة أعوام عند نقطة ما في فصل الشتاء الحالي، لأنه من غير المحتمل أن تعادل درجات الحرارة المتجمدة هذا العام، نظيرتها التي شهدتها الولايات المتحدة لشتاء 2013-14. وسيظل المخزون فوق مستويات العام الماضي في تقرير الأسبوع القادم.
بيد أن قصة هذا العام مختلفة، لأن عمليات السحب الضخمة لا تحل إلا بنهاية يناير، وخلال فبراير، حتى إذا كانت نماذج الطقس عاجزة عن توضيح التفاصيل."
كانت الأحوال الجوية في شتاء 2013-14 استثنائية، وهيمنت على غالبية مناطق أمريكا الشمالية، واستمرت درجات حرارة متجمدة لأواخر فصل الشتاء.
وشهدت مناطق أمريكا الشمالية درجات حرارة قياسية الانخفاض، فكانت درجات الحرارة في ولايات مثل: ويسكنسون، ومانيسوتا بين 18 فهرنهايت (-28 سيلزيوس)، و-37 فهرنهايت (-38 سيلزيوس). وفي عاصمة تكساس سجلت درجات الحرارة هبوطًا إلى 21 فهرنهايت (-6 سيلزيوس). فارتفعت أسعار الغاز الطبيعي على خلفية هذا من 4.53 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في ديسمبر، إلى الذروة المقاربة لـ 6.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية في أكتوبر 2014.
السعر يتأرجح بقوة منذ نوفمبر
شهد هذا الأسبوع أكثر تقلبات السعر حدة منذ نوفمبر، وقفزت العقود الآجلة للشهر الأمامي على بورصة نيويورك التجارية بنسبة 16% يوم الاثنين، في استجابة حيرة المتداولين حيال تسعير مخاطر الغاز الطبيعي، وتعود تلك الحيرة لأنه ومنذ بداية شتاء 2018-19 كانت درجات الحرارة تقل عن 20 فهرنهايت.
ومنذ ذلك الحين، تراجع التقلب لتصبح التحركات اليومية ما بين 1 إلى 3%، لاعتياد السوق على نماذج درجات الحرارة.
وبينما بدا السوق حاصلًا على دعم كافي أعلى مستوى 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، استقر السعر يوم الخميس عند 3.424 دولار للشهر الأمامي على بورصة نيويورك، فلم يكن هناك الكثير من العوامل الداعمة لرفع سعر الغاز أكثر من هذا.
ذكر دومينيك تشيرشيلا، مدير إدارة التداول والمخاطر في معهد إدارة الطاقة بنيويورك، أن الأحوال الجوية الحالية "تقل عن درجات الحرارة الطبيعية لـ 80% من مناطق الولايات المتحدة الشرقية." ويقول:
"سيكون الطلب على الغاز الطبيعي المستخدم في التدفئة أعلى من الطبيعي لهذا الوقت من العام."
ولكن مع انقضاء نصف فصل التدفئة من الشتاء، يذكر:
"ستتلاشى احتمالية ارتفاع الأسعار، إلا إذا ظل الطقس البارد مسيطرًا على المشهد لفترة أطول."