تراجع الجنيه الاسترليني يوم أمس الذي كان يوم صاخب آخر في السياسة البريطانية، والذي لم يسفر في النهاية إلا عن القليل من التطورات الملموسة. وافق المشرّعون البريطانيون على تعديل برادي، الذي يدعو إلى إعادة التفاوض حول الدعم الإيرلندي المثير للجدل واستبداله بـ “ترتيبات بديلة”، لا تزال غير جليّة. وباختصار، فإن هذا يمنح تيريزا ماي تفويضًا بالعودة إلى الاتحاد الأوروبي لإعادة التفاوض على مسألة الدعم، حيث أشار البرلمان إلى أنه قد يقبل الاتفاق بأسره إذا أصبح هذا الجزء قبولاً أكثر.
للأسف، لا زال الاتحاد الأوروبي يرفض فكرة إعادة التفاوض على الدعم. كما أكّد مرة جديدة الليلة الماضية. حتى لو قبلت الكتلة مناقشة الموضوع، فإنه ليس من الواضح أن لديها أي حافز لتقديم تنازلات بشأن أكثر القضايا حساسية دون تغيير المملكة المتحدة لمواقفها الخاصة؛ هكذا نوع من المفاوضة لا يمكن أن يُجرى بهذه الطريقة، ولنبقى متيقنين أنه سيكون لرئيسة الوزراء ماي بضعة أسابيع فقط لتأمين حلول وسط ملزمة قانونًا لا يمكن الحصول عليها خلال سنوات. ومن ثم، من المتوقع أن تظل حالة عدم اليقين مرتفعة، ولا يمكن استبعاد امكانية مواصلة الجنيه الاسترليني ارتداده السلبي في المدى المنظور وخاصةً بعد الأخبار التي أشارت الى أن التقدم لا زال محدود.