المتابع لتحركات الجنيه الإسترلينى خلال الساعات الماضية سيلمس تراجعا واضحا على جميع أزواج الجنيه الإسترليني فيما يشبه (فلاش كراشز ) خاص بالجنيه الإسترلينى ودون مقدمات فنية واضحة ، الشئ الوحيد الذي حدث بعض التصريحات (المترنحة ) للسيدة تيريزا ماي التى تحدثت عن خمس نقاط رئيسية كانت كافية لزيادة المخاوف
النقطة الأولي والتى تناولتها بطريقة تشبه التمنى أكثر من كونها تقرير واقع أو تقديم خطة كانت حول الحدود الأيرلندية التى يبدو أنها لا تجد لها حل سوى التسويف
النقطة الثانية التى نسفت أي أمل أحاط بالنقطة الأولي كان حول البحث عن حل بديل وتدابير بديلة حول أيرلندا , كما يمكن أن تلاحظ كأنها تطلق تصريحا ثم تنفيه في نفس الوقت
النقطة الثالثة التى تحدثت عنها كان حول دعوة البرلمان لإحداث تغييرات في سياسة الدعم
النقطة الرابعة ترتبط بالنقطة الثالثة أو تكاد تنفيها وهي تقرير واقع بأن التراجع عن الدعم هو المشكلة الرئيسية في الخروج البريطاني
النقطة الخامسة ربما كانت الأهم وكانت عن عدم وجود سقف زمني لأي شئ تحدثت عنه رئيسة الوزراء البريطانية
الأزمة الفعلية هو أن الوقت ينفذ فعليا من رئيسة الوزراء ، لا اتفاق آخر لديها يمكن أن تعرضه على البرلمان وهو ما يعنى أنه ستعود لتعرض نفس الإتفاق مرة أخرى ليرفضوه مرة أخرى ليبدأ الحديث عن تفعيل المادة 50 المثيرة للجدل والتى من المنطقي أن يرفضها الإتحاد الأوروبي مجددا
خلال وبعد تلك التصريحات يبدو أن صحة الجنيه الإسترلينى تأثرت كثيرا ربما بضبابية المشهد أكثر من دلالاته ، فبداية الخروج الخشن من الإتحاد الأوروبي يبدو مستوعبا ضمن نطاق أسعار تداول الجنيه الإسترلينى ، ويبدو أيضا أن أي إحتمالات لإعتزال رئيسة الوزراء أو غيابها عن المشهد لأي سبب هو أيضا مستوعب ضمن تسعير الجنيه الإسترلينى
لكن الأعصاب المحترقة هي ما يدفع الإسترلينى نحو مناطق الدعم الأكثر موثوقية – 1.28 مقابل الدولار ، 139 مقابل الين الياباني على سبيل المثال
لكن يبقى أن هذا التسعير يشبه الوتر المشدود ، أي علامة إيجابية أو محايدة أو حتى تشير إلى مهلة زمنية أطول سيدفع تلك الأزواج نحو مستويات الـ 1.33 مقابل الدولار و 145 مقابل الين الياباني على سبيل المثال
لا ننسي بالطبع أن تأثر اليورو الواضح بما يكابده الإسترلينى قد يشكل ( فرامل من داخل العربة ) لأي محاولات (للتنكيل ) ببريطانيا أكثر من ذلك ففي النهاية لا يمثل اليورو على تنويعات محتوياته سوى نموذج جيد من المارك الألماني الذي لا يريده الألمان قويا فيفقدهم فرص التصدير ولا ضعيفا بحيث يضطرون لإتباع نهج إقتصادي مشابه للصين أو اليابان على أفضل تقدير
أما بالنسبة للمتداولين فتمثل المستويات الحالية بالنسبة لمن يملك منهم ترف المناورة بالحسابات والكثير من رباطة الجأش مستويات ممتازة لبداية عمليات شراء إستثمارية على المدي المتوسط والطويل
يبقى أن الكثير من التقارير المنشورة وتحليل العملات قد لا يتفق مع ما أوردناه وربما يكون مرد ذلك إلى عزل الفنى عن الأساسي أو النظر للشارت دون النظر إلى الظروف المحيطة وهو ما قد يكون قاصرا في تلك المرحلة من مراحل تداولات الجنيه الإسترلينى