حافظت العملة الأمريكية على تألقها لجلسة أخرى، وواصلت الارتفاع لليوم الثامن على التوالي مقابل سلة من العملات الرئيسية، دون وجود أية أخبار حاسمة وراء هذه الحركة. يبدو أن آمال المتداولين حول امكانية توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري هذا الشهر لا تزال قائمة بعض الشيء، وخلال بحث هؤلاء عن التحوط، راحوا يتحولوا إلى العملة الاحتياطية العالمية، التي كانت الملاذ الآمن المفضل طوال النزاع التجاري. أبعد من ذلك، يبدو أن الدولار مؤخراً يستفيد من ارادة المستثمرين الابتعاد عن العملات الرئيسية الأخرى، وعلى الأخص اليورو والباوند وسط مخاوف النمو الأوروبية وعدم اليقين الذي يلف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
بعبارة أخرى، لا تزال الولايات المتحدة – وعملتها – بمثابة “بيتًا لائقًا في حي سيء”. هل سيستمر الدولار في الارتفاع؟ من المرجح أن يعتمد ذلك بشكل أساسي على الإشارات التي ستصدر عن محادثات التجارة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على الرغم من أن سرعة وحجم المكاسب الأخيرة يشيران إلى وجود سبب للحذر في الأجل القريب. اليوم، من المحتمل أن تتأثر العملة الأمريكية بآراء رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي باول، الذي سيلقي التصريحات عند الساعة 17:45 بتوقيت جرينتش. فقد بدأ يعتمد موقف أكثر حذراً، وسيكون من المثير أن نرى ما إذا كان يمكن للخطاب ” الأكثر حذراً” أن يضعف جاذبية الدولار ويدفعه لتقليص بعضاً من مكاسبه الأخيرة.