المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 13/2/2019
إذا أخبرك أحد أن لديه علم باتجاه السوق في الوقت الحالي، فلا تعر ما سيقوله لك اهتمامًا. يعتبر السوق مساحة يتبادل فيها الأفراد البضائع والخدمات ويخلقون الاقتصاد. أم يخلق الاقتصاد السوق؟ فبينما يتحدث أصحاب النظريات عمّا يجب أن يكون، أو ما يفترض حدوثه، يثبت السوق مرة بعد مرة أن له طريقته الخاصة في التحرك متحررًا من كل النظريات والافتراضات.
ويوجد اتفاق على وجهة النظر القائلة إن الاقتصاد يربح على المدى الطويل، بينما السوق يفعل ما يحلو له في الوقت الراهن. أولًا، عندما يحل الاقتصاد يكون المتداولون خسروا وربحوا الكثير. وثانيًا، تختلف أعظم العقول البشرية في تحديد معيار مخصص لقياس النمو والوقت. ويعني هذا أنه للحفاظ على درجة من التواضع، خشية الوقوع في فخ من تضليل أنفسنا، ونشر الوهم بأننا لدينا القدرة على التحكم أو حتى التأثير في السوق.
وبقولنا هذا، يمكننا الآن النظر في علم التداول، العلم شديد الحساسية وغير الدقيق أبدًا. ونفعل هذا بالنظر إلى حجم الأدلة المتوفرة لدينا -وهي بالطبع أدلة ذاتية، وليست موضوعية على الإطلاق. يتألف الاقتصاد من بشر، فلا البضائع ولا الخدمات قادرة على اتخاذ قرار. وبناء على الدليل، نحاول تاليًا اتخاذ قرار مبني على ما يتوفر لدينا من المعلومات، والتي تزيد من إحصائياتنا.
ونعود مجددًا إلى السوق. أخذنا مراكز دببية منذ الشهر الماضي. وما زالنا ثابتين عليها. ولكن، لا يعني هذا أن السوق، الذي يتغير بتغيير البشر أفكارهم حيال الموضوعات الرئيسية، عاجز عن تحويل مساره ومعارضتنا وقتما شاء. فلا يغير المستثمرون وحدهم
وتظهر تلك التغيرات جلية في الأدلة التقنية التي لدينا. فيقف تداول إس آند بي 500 في قناة صاعدة منذ التعافي الذي بدأ بعد عيد الميلاد. وتؤكد المنصات الإعلامية على إغلاق المؤشر أعلى المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، ونسبة الارتفاع كانت أقل من 0.1%. فنعجز عن تدوين أي شيء، لأن كل الاحتمالات قائمة. فبينما كان السعر يرتقي إلى أقصى الارتفاعات منذ 3 ديسمبر، توقف عن الصعود أسفل خط اتجاه هابط منذ نوفمبر.
يعطي مؤشر القوة النسبية انحرافًا إيجابيًا، ليتسلق فوق مستويات نوفمبر-ديسمبر، بينما لا يتحرك معه السعر، والسعر الآن أقل من ذروة فبراير. ويعطي هذا انحرافًا سلبيًا بالنسبة للسعر الذي تمكن من التسلق فوق ذروة فبراير. وتلك الصورة التي تمتزج فيها السلبية مع الإيجابية من المحتمل أن تكون بذرة نموذج قمة نموذج رأس وكتفين بالنسبة لمؤشر الزخم.
ويقف ماكد في أكثر مستويات التشبع البيعي منذ يناير 2018، وينال منه بعض الضعف، مما يعد لسحب إشارة بيع.
ربما تصبح الصورة أكثر وضوحًا إذا تراجعنا خطوة للخلف. فيعطي كل من السعر ومؤشر القوة النسبية دليلًا واضحًا على الوقوف في اتجاه هابط. وما يخالف الآن هو ماكد، والذي يعطي إشارة شراء. ولكن بالنظر إلى أن ماكد من المؤشرات البعدية، فما حدث بعد شهر ديسمبر لم يدع له خيارًا آخر. فمن الطبيعي، ما حدث من ارتفاع حاد، بعد تراجع قوي يجب أن يجعل ماكد يعطي إشارة شراء، ولكن السؤال هنا، هل يمكن الاعتماد على التحرك المفاجئ هذا؟
الإجابة هنا لا صريحة، لأن الأسعار أخذت انحيازًا للاتجاه الهابط منذ يناير 2018. في الواقع، يبدو أننا الآن على وشك الانزلاق من قمة كبيرة لنموذج رأس وكتفين.
ولهذا السبب، لن ندخل في حالة الهوس التي أصابت وول ستريت، وسنحافظ على الموقف الدببي.