المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 14/2/2019
استمر ترامب على لهجة خطابية حادة وعنيفة فيما يتعلق بالتجارة لعدة شهور، وتغيرت اللهجة الآن، فبدأت نبرته تهدأ مع اقتراب توقيع الاتفاق الذي يخول له الحصول على التمويل الكافي لبناء الجدار الحدودي وإنهاء الأزمة مع الكونجرس. لم ينته الاتفاق بعد، ويجب أن يحصل على موافقة الكونجرس يوم الجمعة، ويوقعه الرئيس يوم السبت، لتجنب إغلاق الحكومة. وأعرب ترامب في البداية عن بعض السخط إزاء هذا الاتفاق، لأنه لا يمنحه سوى تمويل محدود يكفي لبناء جدار حدودي طوله 55 ميل على الحدود الجنوبية، ولم يقل شيء أكثر من ذلك. ويرغب الجميع من الجمهوريين والديموقراطيين وحتى الرئيس في تجنب الإغلاق الحكومي، لذلك على الرغم من افتقار ترامب للالتزام، إلا أن كل العلامات تشير إلى توقيعه على هذا الاتفاق، لأن حسبما قاله ترامب: "سيكون الإغلاق الحكومي شيء بشع." وخفف ترامب من لهجة افتقاره للأموال الكافية لبناء الجدار عندما غرد يوم الثلاثاء ليقول إن الاتفاق سيمنحه 23 مليار دولار لشؤون أمن الحدود. ينصب تركيز المستثمرون الآن على الشؤون التجارية بعدما توصلت الأطراف لحل لأزمة التمويل، ووفق ترامب "الاتفاق التجاري مع الصين يسير سيرًا جيدًا جدًا." ويلتقي الرئيس الصيني، تشي شين بينج، مع وزير الخزانة، ونائب الممثل التجاري يوم الجمعة، ردًا على استقبال الرئيس الأمريكي لنائب رئيس الوزارء الصيني، ليو هي، في واشنطن عندما زار الولايات المتحدة. وأبدى الرئيس الأمريكي بعض المرونة مع الموعد النهائي المحدد المقرر في 1 مارس، وتلك خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح، ووفق المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعية، يمكن للرئيسين أن يلتقيا في مارس. ولم يضر تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بالدولار المرتفع، بالرغم من الركود الحادث في الشهر الثاني على التوالي والمسجل في يناير. تباطأ نمو السعر على أساس سنوي إلى 1.6%، بعدما كان 1.9%. ويصدر يوم الخميس عدة تقارير، وهي: مؤشر أسعار المنتج، ومبيعات التجزئة، وشكاوى البطالة، ويتوقع المستثمرون تباطؤ النمو، إلا أنها إذا كانت الأجور عالية، والمبيعات لأيام الأعياد قوية، يمكن أن تأتي التقارير بنمو قوي، مما سيدفع زوج دولار أمريكي/ين ياباني بارتياح إلى فوق 111.
كان اليورو العملة الأسوأ أداءًا ليوم الأربعاء، وخسر الأرباح التي حققها يوم الثلاثاء، لينهي جلسة التداول على بورصة نيويورك محققًا انخفاضات جديدة. ولا عجب فيما حدث لليورو، فالأسباب له متعددة، ولكن الضغط الأكبر جاء من:
- استمرار ضعف بيانات منطقة اليورو
- اتفاق الميزانية في الولايات المتحدة، مما رفع الدولار للأعلى
- عوائد السندات ألمانية منخفضة
- ضعف تقرير الناتج المحلي الإجمالي المتوقع، يصدر التقرير يوم الخميس
- الأزمات السياسية في أسبانيا
بالنسبة لليورو، كان هبوط الإنتاج الصناعي أكبر من المتوقع، إلا أن التصفية جاءت بدافع من الدولار المرتفع، والأزمة السياسية في أسبانيا. رفض البرلمان الميزانية التي أقرتها الحكومة لعام 2019، مما دفع رئيس الوزراء للتفكير في عقد انتخابات عامة مبكرة. حدث نفس الأمر منذ أكثر من عقدين. يحسم رئيس الوزراء، سانشيز، قراره حول الانتخابات العامة يوم الجمعة، فلو سقطت حكومته، سيتولى الائتلاف الحكومي اليميني زمام الأمور، مما سيؤذي اليورو. تصدر أرقام الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا ومنطقة اليورو يوم الخميس، وبالنظر إلى التراجع الحاد في مبيعات التجزئة، ومخاوف البنك المركزي، هناك مخاطرة بالهبوط.
هذا وبينما استدار الاسترليني بعد وصوله إلى ارتفاع 1.2960. لم تكن مفاجأة لدى رؤية السوق لأرقام التضخم تهبط أكثر من المتوقع لشهر يناير، وبالنسبة للمعدل على أساس سنوي هبط أسفل 2%. طلبت رئيسة الوزراء، تريزا ماي، الأسبوع الماضي من البرلمان إعطائها مهلة أسبوعين، وأكدت التزامها بمغادرة الاتحاد الأوروبي بحلول 29 مارس، وقالت إن الخروج دون اتفاق ليس احتمال مطروح. ويرفض حزب العمال ما تقوم به ماي، ولا يريد أن تستمر في التحرك لحين انتهاء الوقت، فيدفع الحزب لإيقاف ما تقوم به بحلول 26 فبراير. ستحتاج ماي إلى تقديم اتفاق جديد يخضع للتصويت، أو تسمح للبرلمان بتولي الأمر. وبالنظر إلى مقاومة الاتحاد الأوروبي، والراغبين في ترك الاتحاد من حزب المحافظين، وغيره، ربما تستعد ماي لخسارتها، ولهذا نستمر في الإيمان بأن الاسترليني يجب تداوله على الانخفاض، وليس الارتفاع.
كان الدولار النيوزيلاندي أفضل العملات أداءًا ليوم الأربعاء، ولكنه جنى كل الأرباح بعد إعلان بنك الاحتياطي النيوزيلاندي عن سياسته النقدية. على ما يبدو شعر المستثمرون أن البنك لم يعد حمائميًا كفاية، على الرغم من تراجع توقعات لزيادة معدل الفائدة، ويعود البنك لرفع المعدل في 2021، وقال إن لديه خطة لإبقاء معدلات الفائدة عند المستويات الحالية خلال أعوام: 2019، 2020، 2021. ويعود السبب في رؤية المستثمرين تلك إلى إقرار البنك بزيادة معدل النمو هذا العام، مع اقتراب معدل التوظيف من أعلى المستويات التي يمكن الاستقرار عندها وربما يحتاج البنك إلى تخفيض معدل الفائدة إذا لم يتسارع النمو، إلا أن محافظ البنك المركزي، أورر، لم يشعر بحاجة إلى انتهاج سياسة تيسيير مالي في الأشهر الثلاثة الماضية. وظل الدولار الكندي، والاسترالي ثابتان، مع بيانات ثقة مستهلك قوية تقدم الدعم للدولار الاسترالي، وارتفاع أسعار النفط التي تمنع هبوط الدولار الكندي مزيدًا من الهبوط.