انخفض الدولار الأمريكي جانباً الى جنب مع أسواق الأسهم الأمريكية يوم أمس، وتراجع عن بعض مكاسبه الأخيرة، بعد بيانات أمريكية مخيبة للآمال وعلامات على أن محادثات التجارة لن تنتج الكثير من الجوهر بعد كل شيء. وعلى وجه التحديد، كانت أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر ديسمبر سيئة للغاية، فقد أظهرت أن مجموعة مراقبة البيع بالتجزئة – التي تُستخدم في حسابات الناتج المحلي الإجمالي – كانت قد انخفضت بنسبة مذهلة بلغت 1.7٪ في الشهر، بعدما كان من المتوقع أن تكون قد ارتفعت بنسبة 0.4٪. ويعني هذا أن النمو قد كان أضعف بكثير مما كان متوقعًا في الربع الرابع، مما يعزز السرد القائل بأن المخاطر الهبوطية تتراكم ويؤكّد توجّه الاحتياطي الفيدرالي الى التريّث عن التشدّد.
على صعيد التجارة، أشارت عدة تقارير إلى أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر خلال المحادثات في بكين. وبحسب ما ورد قدمت الصين حلولاً فقط للحد من العجز التجاري الثنائي، والتنازلات التي من المرجح أن تكون بعيدة عن الإصلاحات الهيكلية العميقة – مثل كبح الدعم الصناعي وحماية حقوق الملكية الفكرية – التي تسعى الولايات المتحدة لتحصيلها. وبالتالي، فإن خطر رفع الرسوم الجمركية بعد الموعد النهائي المحدّد في أول مارس يبدو أنه قد ارتفع، وأي تلميحات تجاه ذلك في الأيام القادمة قد تتسبب بالمزيد من الضعف في الأسواق الأمريكية.
على الرغم من ذلك، لم يخسر الدولار ولا الأسهم الأمريكية الكثير، فصحيح أن مبيعات التجزئة الضعيفة صبّت لصالح احتمالية خفض الاحتياطي الفدرالي للفائدة هذا العام، وأضعفت الأصول الخطرة مثل الأسهم، الّا أن تفاقم العواطف السلبية نتيجة أخبار التجارة قد تكون ساهمت في ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي، وساعدته بالتالي على السيطرة على خسائره.