أنهت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الماضي عند 1321 دولار لأونصة، أي بالقرب من أعلى مستوياتها في أسبوعين. وجاء صعود الذهب يوم الجمعة تفاعلا مع جملة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة التي تدعم توقعات البنك الاحتياطي الفدرالي بالتأني قبل رفع سعر الفائدة هذا العام، وهو ما سيوقف صعود الدولار الأمريكي ويكون لصالح الذهب.
رغم أن زخم الصعود لم يكن قويا خلال الأسبوعين الماضيين، لكن على الأقل نجح الذهب في الثبات أعلى من مستوى الدعم النفسي 1300 دولار لأونصة وهو ما أتاح فرصة شراء واضحة للمتداولين وفقا لما ذكرناه في تحليلنا الأسبوع الماضي.
الظروف العامة على المدى المتوسط ليست جيدة بالنسبة للدولار الأمريكي، في ظل بيانات التصنيع الضعيفة، المخاوف المتزايدة من ركود الاقتصاد العالمي وخاصة الحذر الذي يبدو أنه سيكون مسيطرا على سياسية المجلس الاحتياطي الفدرالي هذا العام.
في المقابل، مازال الدولار الأمريكي يجد دعما لحد الآن من التفاؤل بالتوصل إلى حل للنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ولكن ربما لن يدوم هذا التفاؤل طويلا. ولا شك أنه في حال واصل البنك الفدرالي اتباع نفس اللهجة الحذرة في اجتماعه القادم في مارس/آذار، فإن ذلك سيكون عقبة في طريق الدولار الأمريكي، ومع استمرار التضخم في الارتفاع، سيكون مصير عوائد السندات الأمريكية الهبوط. وعادة ما يكون الذهب أصول بديلة جذابة بالنسبة للمستثمرين في بيئة ذات عوائد منخفضة للسندات، إلى جانب تقلب أسواق الأسهم العالمية.
ستكون بداية التداولات الأسبوعية هادئة، نظرا لإغلاق الأسواق الأمريكية احتفالا بعطلة عيد الرؤساء وعطلة يوم الأسرة في كندا. وسيركز المستثمرون خلال هذا الأسبوع على محضر اجتماع لجنة السياسية النقدية للمجلس الاحتياطي الفدرالي يوم الأربعاء الخاص بشهر يناير/كانون الثاني الماضي لتحديد كيفية تصديق اللجنة وتقييمها لتصريحات البنك في اجتماعه الأخير حول المخاطر الاقتصادية العالمية في هذا العام.
ويوم الخميس سنتابع بيانات السلع المعمرة الأمريكية لقياس صحة قطاع التصنيع. كما سيتم إصدار بيانات التصنيع الأولية والإقليمية في نفس اليوم. تليها بيانات مبيعات المنازل الهامة. هذا وكان قطاع الإسكان عنصرا ضعيفا في الاقتصاد الأمريكي حيث تراجع شراء المنازل، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
بالنسبة للتحليل الفني، أشرنا الأسبوع الماضي أن أي تراجع لأسعار الذهب سوف يتيح على الأغلب فرصة شراء وهو ماشاهدناه بالفعل. ومازلنا نحتفظ بتوقعاتنا الإيجابية بالنسبة للذهب. في حال اختراق مستوى المقاومة 1322 دولار الأونصة فإنه سيواصل الصعود نحو القمة التي اختبرها منذ أسبوعين عند 1326 دولار لأوقية. في حين أن مستوى الدعم الأول 1316 دولار، والثاني 1309 دولار لأونصة. ووفقا لما أشرنا إليه سابقا، الترند العام للذهب سيبقى صاعدا طالما يتداول أعلى من 1300 دولار الأونصة. وأي عمليات جني أرباح قد تضغط على الذهب على المدى القصير ولكنها ستتيح فرصة شراء. وبالنسبة للمستثمرين في الذهب على المدى المتوسط، أي إغلاق أسبوعي أعلى من 1326دولار لأونصة سيفتح الطريق نحو 1340 دولار. بيانات.نت