كان الباوند البريطاني هو صاحب الأداء الأقوى يوم الثلاثاء، فقد ارتفع أمام جميع العملات الأخرى وسجّل أعلى مستوياته في 5 أشهر أمام الدولار الأمريكي بعد أن تراجعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعض الشيئ عن التزامها بموقفها حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما فتح الباب أمام تأجيل الموعد النهائي للخروج. وتعهدت بأن البرلمان سيصوت قريباً على ما إذا كان يدعم امكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وإذا أبدى المشرعون معارضتهم لمثل هذا الإجراء، فيستطيعون التصويت مرة أخرى لطلب تمديد المادة 50 وتأخير عملية الخروج.
اعتُبر هذا التحول في موقف ماي على أنه يقلّص امكانية الخروج دون اتفاق، نظراً لأن البرلمان قد أوضح أنه لن يوقع على مثل هذا الإجراء، مما حدّ بدوره من المخاطر السلبية المحيطة بالباوند بشكل فعال. جاء هذا التحوّل، في وقت بدأ فيه زعيم المعارضة – جيريمي كوربين – يرمي بثقل حزبه خلف الاستفتاء الثاني، وهو على الأرجح السيناريو الأفضل بالنسبة للجنيه الاسترليني.
وبالتالي، فقد بدأت الصورة الفنّية للجنيه الإسترليني تتحسّن، على الرغم من أنه حتى الآن، لا يمكننا أن نعتبر أنها باتت صاعدة بشكل واضح. وكما أشارت ماي بنفسها يوم أمس، فإن مثل هذا التأجيل يمكّن أن يُنفّذ مرة واحدة فقط، لأن أي تأجيل ثاني سيفرض على المملكة المتحدة مشاركة في الانتخابات الأوروبية المقبلة. لذا، يمكن أن نواجه نفس المأزق بالضبط في غضون بضعة أشهر، مما يعني أن الكثير من التحولات والانعطافات تبقى واردة على الأرجح قبل أن تتضح صورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبالتالي يتمكّن الجنيه من سلوك مسار صاعد مستدام.