المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 5/3/2019
دعك من الذهب، وفكر بالبلاديوم. فتمكن البلاديوم من تحقيق أرقام قياسية، ووصل لسعر 1,500 دولار للأونصة، ويمكنه الارتقاء لأبعد من ذلك وصولًا لسعر 2,000 دولار وفق ما يذكره محللو الصناعة. ويتيح البلاديوم بارتفاعه هذا فرصة للمستثمرين الفارين من الذهب، لدخول أحد السلع الثمينة المرتفعة البديلة عنه.
وخفت بهاء الذهب أمام البلاديوم منذ ديسمبر الماضي، والبلاديوم هو سلعة ثمينة بلون الفضة، ويستخدم محفزًا لتنقية انبعاثات محركات البنزين، بينما الذهب هو مخزن قيمة للإنسان منذ القدم، وعادة ما تعامل معه السوق على أنه ملاذ آمن في أوقات الاضطراب.
في بداية تداولات يوم الثلاثاء، حام سعر البلاديوم في السوق عند 1,530 دولار للأونصة، بينما سعر السعر كان عند 1,290 دولار للأونصة.
الفارق بين البلاديوم والذهب يصل لفارق 800 دولار
يمكن أن يتضخم الفارق السعري الواقف حاليًا عند 250 دولار، ويصل إلى 800 دولار وما بعدها، وذلك في حال تمكن البلاديوم من الوصول للهدف السعري 2,000 دولار الذي يتوقعه له المحللون، وفي الوقت نفسه علق الذهب عند المستوى 1,200 دولار، أو استمر انزلاقه أسفل هذا المستوى.
يقول البعض إن البلاديوم تمكن من تحقيق أرباح 25% هذا العام، وكل ما يحدث في سوق البلاديوم محض فقاعة، وصلت لحجمها الحالي جراء توقعات الطلب المبالغ فيها، وفي نفس الوقت نقص العرض من المناجم بسبب الإضرابات، وتوقف الإنتاج لغيره من الأسباب، ورغم ذلك لا تسطيع أي سلعة مضاهاة البلاديوم الآن إلا النفط الخام. ويقول المحللون أيضًا إن الذهب بإمكانه العودة لمستوى 1,300 دولار للأونصة، ذلك المستوى الذي فقده الأسبوع الماضي، ويتمكن الذهب من تحقيق هذا الارتفاع في حال ظلت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة على حالها دون التوصل لحل، ولاح في الأفق توتر عالمي جديد، يدفع المستثمرين نحو التفكير في العودة لملاذتهم الآمنة.
على الجانب الآخر من تلك التحليلات، توجد مجموعة متنوعة من المحللين يراهنون على قدرة البلاديوم على تحقيق رالي متفجر، واستمرار ارتفاعه الحالي، ويعللون رؤيتهم تلك بالطلب المتزايد من صانعي السيارات، واستمرار نقص العرض من المناجم.
هدف البلاديوم السعري يرتفع بنسبة 22%
رفع المحللون الاستراتيجيون (NYSE:لبنك أوف أمريكا ميريل لينش) من توقعاتهم لسعر البلاديوم بنسب 22%، ليكون المتوسط السعري 1,800 دولار للأونصة هذا العام، والذروة في هذا الحال تكون عند 2,000 دولار.
وبالنسبة لسعر البلاديوم الحالي في السوق، يعطي محللو Investing. Com، تزكية "شراء قوي" في توقعاتهم التقنية اليومية. ولكن أقصى هدف يضعونه يرقى لـ 1,608.90 دولار للأونصة فقط.
ولا يقف بنك أوف أمريكا وحيدًا فيما يتعلق بتوقعات الارتفاعات المذهلة للبلاديوم.
فيرى جوني تيفيس، محلل المعادن الاستراتيجي في يو بي إس جروب، الأمر نفسه في فضاء البلاديوم، ولكنه يحذر من حركة تراجع إذا وصل السوق لتلك المستويات، وفق أحد تقارير بلومبرج.
وجاء في مذكرة أصدرها بنك أوف أمريكا يوم الاثنين أقاويل حول تمتع توقعات البلاديوم "بدعم قوي من أساسيات السوق المادية."
وأضافوا:
"يمكننا أن نحصل على مؤشرات من الرسوم البيانية للعرض والطلب وللسعر كذلك، فنعرف منها أين يقف السوق تحديدًا. وبهذا الصدد، تعطينا الرسوم البيانية مبررات منطقية حول سعر النفط الخام الممتد ما بين 50 دولار إلى 70 دولار للبرميل في المستقبل. بيد أن الأمر ليس نفسه في طلب وعرض البلاديوم، وبالتالي لا يوجد سعر يراه السوق بوضوح وتأكد، نظرًا للعجز المرتبط بالمستودعات."
وأشار بنك أوف أمريكا أيضًا أنه ولسنوات لم يكن العجز في العرض هذا مشكلة، بيد أن هذا العجز الدائم في المستودعات رفع من مخاوف السوق حول توافر البلاديوم.
يأتي البلاديوم بنسبة 4/5 ناتجًا ثانويًا من نواتج التعدين عن النيكل في روسيا، ومن تعدين البلاتين في جنوب إفريقيا. ويترك هذا العرض معتمدًا على النجاح في استخراج هذين المعدنين.
البلاتين والروديوم بعيدان عن البلاديوم
على عكس البلاديوم، نرى البلاتين متاحًا، ويعامله البعض معاملة البديل للبلاديوم، ولكن يجب إدخال تعديلات تكنولوجية قبل الشروع في إحلال البلاتين محل البلاديوم، حتى يعمل بنفس كفاءة عمل محفزات البلاديوم التي تقني الانبعاثات، وهذا وفق جونسون ماثي، صانع تلك الأجهزة. يكون البلاتين أكثر فاعلية عند استخدام محفزًا في محركات الديزل، ولكن تلك القيمة تآكلت في 2015، عندما انفجرت فضيحة انبعاثات (DE:فولكس فاجن)، وضربت صناعة سيارات الديزل الأوروبية.
وبحوزة السوق بديل آخر، وهو الروديوم، ولكن إمدادات المعدن أكثر ندرة من البلاديوم، كما أنه غير متداول تداولًا عامًا.
وقال جونسون ماثي في تطلعات مجموعة البلاتين المنشورة الشهر الماضي:
"يبدو أن العجز في سوق البلاديوم يستعد للزيادة القوية في 2019، فتفرض الجهات التنظيمية مزيدًا من القواعد الصارمة بشأن الانبعاثات، وتحفز بذلك ارتفاعات الطلب ثنائية الأرقام على البلاديوم من صانعي السيارات في أوروبا والصين."
"ورغم احتمالية ارتفاع خردوات محفزات السيارات مجددًا، إلا أن معدل النمو في الإمداد الثانوي سيكون أقل من نظيره المسجل العام الماضي، بينما عمليات الشحن الأساسية من المتوقع لها الركود."
طرق أبواب الذهب
أمّا في حالة الذهب، لا يمثل الإمداد أي مشكلة، ولكن الشعور العام في السوق هو المعضلة، فكلما وردت أنباء إيجابية عن المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، هبط الذهب لمنطقة 1,200 دولار. ويضع المحللون التقنيون في Investing. Com تزكية "بيع قوي" على سعر الذهب الحالي في التوقعات اليومية لهم، ويهبط الذهب وفق التوقعات لسعر 1,266.84 دولار.
وصل الذهب لارتفاعات سبعة أشهر، لسعر 1,300 دولار في 20 يناير، بعد معاناة طويلة، ولكن انزلق من المستوى المرغوب على نطاق واسع الأسبوع الماضي. وفاجئ محبو الذهب عنف البنوك المركزية خلال الأسابيع المنصرمة في شراء الذهب، على خلفية مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وغيرها من المشاكل العالمية.
وحلّ الدولار محل الذهب، وأصبح الملاذ الآمن للتحوط من الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. واستطاع الذهب مرة تلو الأخرى إثبات قدرته على شغل الملاذ الآمن من تلك الحرب، وصعد على ظهر الذهب منذ الأسبوع الماضي، بعدما خرج روبرت لايتنزير، الممثل التجاري الأمريكي، على الأسواق ليقول إن واشنطن وبكين ما زالتا على بعد من التوصل للاتفاق التجاري.
وللمفارقة، ارتفع الدولار مجددًا يوم الاثنين، مصاحبًا عوائد سندات الخزانة، وعاد الطرق على أبواب الذهب، بعد معارضة الطرف الصيني لما قاله الممثل الأمريكي، وقالوا إن البلدين حققا تقدم في المحادثات.