المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 8/5/2019
يبدو أننا أمام سيل لا ينقطع تدفقه من الاكتتاب العام للشركات التكنولوجية. ساورنا بعض الشك إزاء الاكتتابات الكثيرة للشركات، والتي تضمنت: (NASDAQ:ليفت)، (NYSE:وأوبر).
والآن نحن أمام سلاك (Slack)، وهو تطبيق مراسلات، مقرها سان فرانسيسكو، وينتظر الكثيرون هذا الاكتتاب، لأن نمط تلك الشركة شديد الندرة، فهل تستثمر في اكتتابها العام؟ تخطط سلاك لدخول عالم التداولات العامة عن طريق الإدراج المباشر، ولكن أول أيام تداولها ما زال غير معلوم. بيد أنه، بناءًَا على الاكتتابات العام السابقة، نتوقع بدء التداول بنهاية شهر مايو، ويأتي السهم تحت رمز SK. لا نعلم ما قيمة الشركة عند الاكتتاب العام، ولكن ربما نستطيع الحصول على بعض الأدلة من البيانات التي قدمتها الشركة لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، ونعود للحديث عن القيمة في جزء لاحق من التقرير.
تصف سلاك نفسها بأنها مشروع قائم على تطبيق مراسلات يهدف إلى تسهيل المراسلات بين فرق العمل، والمنظمات. كان التطبيق في بداية إنشائه أداة داخلية في Tiny Speck،عام 2013، وهي شركة البرمجيات التي أنشئها مؤسس سلاك فيما بعد. بيد أنه اتضح أن المنتج كان مناسبًا للسوق، وأصبح تطبيق سلاك هو منتج الشركة الرئيسي، وتم إعادة الترويج للشركة Tiny Speck،تحت الاسم التجاري، تكنولوجيات سلاك.
نموذج عمل الشركة مبني على رسوم الاشتراك الشهري أو السنوي للمستخدم، وتتراوح النفقات بين 6 دولار، و15 دولار شهريًّا للمستخدم الواحد، اعتمادًا على المزايا التي يحصل عليها، وما يترتب عليها من نفقات. توفر سلاك نسخة مجانية أيضًا، ولكنها محدودة المزايا. ولتكون مناسبة لكثير من الشركات، تقدم النسخة المجانية مدخلًا لأدوات المراسلة، على أمل أن تطلب المنظمة المستخدمة مزيدًا من الخدمات، وبالتالي تتحول إلى النسخ مدفوعة النفقات، بعد التجربة المجانية.
يتسم التطبيق بسهولة التوافق، والتكامل داخل أي منظمة، بناءًا على احتياجاتها، وهذا ما يميزها عن المنافسين.
العوائد والأرباح
إليك الحقيقة الأكثر وضوحًا حول سلاك: لم تتحول الشركة لشركة قادرة على تحقيق ربح. على مدار السنوات الثلاث الماضية، خسرت الشركة 140 مليون دولار، و180 مليون دولار، و146 مليون دولار، على التوالي. ولكن، لا تمثل قدرة أو عجز الشركة عن تحقيق أرباح أهمية كبرى لعملية الاكتتاب العام، لأن الشركة تركز على النمو الآن.
إضافة، العائد يسجل نمو، فسجل في 2016 مبلغ 105 مليون دولار، وفي 2017، مبلغ 220 مليون دولار، وفي 2018 مبلغ 400 مليون دولار، ليكون النمو من عام 2016 لـ 2017 نسبته 110%، ومن 2017 لـ 2018 نسبته 82%. وخسرت سلاك خلال عام 2016 مبلغ 146 مليون دولار، وكان عائدها 105 مليون دولار. وبعد عامين، خسرت سلاك 140 مليون دولار، والعائد 400 مليون دولار، لذلك يبدو مستقبلها أفضل مما كان منذ عامين، وتلك إشارة مشجعة.
اختراق قطاع المستخدمين
تستخدم 600,000 منظمة، متعددة الأحجام، تطبيق سلاك. وتمتلك سلاك أكثر من 10 مليون مستخدم. ولسوء الحظ، تعتمد 512,000 منظمة على النسخة المجانية. فتحقق سلاك عائدها من 88,000 منظمة فقط.
نمو مستخدمي النسخة المدفوعة
ولحسن الحظ، هذا الرقم من المستخدمين للنسخ المدفوعة، يعد مثيرًا للاهتمام. إذ قفز المقياس من نسبة 59% عام 2017 إلى 49% عام 2018، ليكون الرقم 37,000 في 2017، وفي 2018 يتحول لـ 59,000.
ومن بين الـ 88,000 منظمة، تدفع 575 منهم مبلغ يزيد عن 100,000 دولار لإجمالي الاشتراكات. وتلك الشركات شديدة الأهمية لنمو سلاك. فبلغت نسبة العائد المسجل من تلك الشركات في عام 2018، 40% من إجمالي العائد.
تتفهم سلاك أهمية النمو في هذا الجزء من قاعدة المستخدمين. فتحاول الشركة أن تزود المنظمات الكبرى بخصائص قوية، كما تحاول تطوير قوتها في مجال المبيعات المباشرة، مما يساعد على زيادة الانتشار ديموغرافيًّا. في 2017، كانت 298 منظمة تدفع نظير خدمات سلاك، وكان المبلغ مجرد 100,000 سنويًّا. وارتفع هذا الرقم بنسبة 93%، ليكون عدد المنظمات 575.
هل الشركة آمنة من المنافسة؟
تتركز مهمة سلاك الآن على أن تصبح نظام الاتصال الأساسي للشركات، وفي إطار المحاولات، توضح الشركة أن استخدام البريد الإلكتروني الذي يتطلب صندوق واردات فردي، يحد من الشفافية، ويفرق المعلومات. بينما نظام المراسلات الخاصة بسلاك يعتمد على تجميع المعلومات في مكان واحد ونشرها بأسلوب مراسلة بسيط لعديد من المستقبلين في الوقت نفسه.
وتمتلك سلاك بنية تحتية قادرة على توفير المراسلات الآمنة، يرجع ذلك لطبيعة منصتها، خاصة عندما تزداد قوة الشبكة المشغلة، عندها تتحسن الخدمة، حتى لو تزايد عدد المستخدمين.
الخط الزمن لمنتجات وشراكات سلاك
كما بذلت الشركة مجهودات ضخمة لزيادة "حواجز الحماية" عن طريق الشراكات، ودمج الدعم للأطراف الثالثة التي تنتج برمجيات، وأدوات لشركات ضخمة مثل: (NASDAQ:جوج)، و (NASDAQ:Atlassian)،(NYSE:سيلفورس).
وذكرت سلاك في تقرير لها أنه على مدار السنوات الثلاث الماضية، قام مطورو الأطراف الثالثة بإنشاء 450,000 تطبيق وخيارات للاندماج، حتى يتمكن المستخدمون من توفيق التطبيق وفق احتياجاتهم. في واقع الأمر، يبدو أن هذا الاندماج يشغل أهمية كبيرة للشركة، ففي الأوراق المقدمة للهيئة ذكرته في كل صفحة من الصفحات المئة الأوائل. وترى الشركة أن تلك نقطة بيعية هامة لها.
كما تعتبر تلك النقطة هي محرك النمو للشركة. فتمكنت الشركة من تطوير ملعب (نظام حوسبة) له قدرة قوية على أن يناسب أي حالة من حالات التواصل، ويسمح للمستخدمين وضع منتجاتهم التي يفضلون، وبالتالي يكون التطبيق مناسبًا للمستخدم فلا يغادره سريعًا لأي تطبيق آخر يصدره المنافسون.
ختامًا
ما تزال القيمة السوقية للشركة غير معلومة. ولكننا نعلم أن الشركة جمعت مبلغ 400 مليون دولار في شهر أغسطس، لتصبح القيمة في ذلك الوقت 7 مليار دولار. ويتوقع بعض المحللين أن تصل القيمة للشركة إلى 10 مليار دولار.
ومع قدرة الشركة على النمو، نعتقد أن سلاك لديها فرصة في التحول إلى الربح، لأنها ستصبح الأداة الأكثر استخدامًا في المراسلات الداخلية للمنظمات، حتى لو كانت الآن تسجل خسائر. ويبدو أن قيمة الشركة تساوي 9 مليار دولار، بناء على المعلومات المذكورة في التقرير المقدم لهيئة الأوراق المالية. ولكن، وفق سي إن بي سي، فقيمة السهم في الأسواق الخاصة، يضع القيمة السوقية للشركة عند ارتفاع 16.7 مليار دولار، مما يعني أن قيمتها تضاعفت في أقل من 8 شهور.
وآخر ما يجب وضعه في الذهن، سعت سلاك إلى الإدراج المباشر، مما يعني أنها لن تكون لديها ضمانات تساعد في تهدئة التقلبات في أيام التداول الأولى. وهذا لا يعد سيئًا بالضرورة، ففعلت (NYSE:سبوتيفاي)المثل. ولكن، يجب وضع هذا في الاعتبار قبل التفكير في شراء الأسهم يوم طرحها للاكتتاب العام.